وسط تنامي الطلب من جانب المسلمين وغيرهم، أصبحت الأغذية الحلال المجهزة حسب مواصفات الشريعة الإسلامية تغزو الأسواق الأوروبية بشكل سريع، مع توفير الكثير من سلاسل السوبر ماركت لهذه الأطعمة. وقال فريتز فان، نائب المدير التنفيذي لمجموعة "نستله" التي تعتبر أكبر الشركات الغذائية في العالم، لوكالة رويتزر الثلاثاء 18-11-2009: "بدأنا نرى تلك المنتجات ليس في المحلات المتخصصة فقط، بل أخذت تنتشر في محال التجزئة الحديثة". وقال إن "نستله" بدأت مؤخرا تبيع مجموعة من منتجات اللحوم والأغذية المجمدة الحلال في فرنسا، ولفت إلى أن سلاسل السوبر ماركت الشهيرة مثل "تيسكو" البريطانية و"كارفور" الفرنسية توفر كذلك مجموعة كبيرة من المنتجات الحلال. ربع العالم وقال فان على هامش منتدى الحلال العالمي الذي يعقد حاليا في لاهاي إن نسبة أعداد المسلمين ستصل قريبا إلى ربع سكان العالم، وهناك حاجة لتلبية احتياجاتهم. وتوقع زيادة مبيعات الأغذية الحلال بمعدل كبير في أوروبا خلال العقد المقبل، وأن تشكل الأطعمة الحلال ما يتراوح بين 25% إلى 30% خلال السنوات العشر المقبلة. وبلغت مبيعات "نستله" من تلك الأغذية 5.23 مليارات دولار عام 2008، أي نحو 5% من إجمالي إيراداتها السنوية، وتصل قيمة تلك السوق في أوروبا حاليا ل66 مليار دولار و 634 مليار دولار على المستوى العالمي. ويبلغ حجم استهلاك اللحوم الحلال في بريطانيا نحو 20% من إجمالي استهلاكه في البلاد، ويقدر عدد المستهلكين من مسلمين وغيرهم قرابة ستة ملايين. وتعتبر بلدان الشرق الأوسط وماليزيا وإندونيسيا السوق التقليدية للأغذية الحلال، بينما تبرز ألمانيا وبريطانيا وفرنسا كأسواق ناشئة في هذا المضمار، ولا تقتصر المنتجات الحلال على الأغذية فقط، بل يشمل ذلك أيضا الملابس والعقاقير الدوائية ومستحضرات التجميل. ويشير الدكتور يونس رمضان، عضو لجنة المعايير الغذائية في المجلس الإسلامي البريطاني، إلى أن سوق الحلال في بريطانيا يقدر بحوالي 2,8 مليار جنيه إسترليني سنويا. وكانت مجلة "تايم" الأمريكية قالت في عدد مايو 2009 إن سوق الأغذية الحلال باتت تشكل ما يقرب من خمس إجمالي سوق الغذاء في العالم. وعن السبب وراء هذه الزيادة الكبيرة أشارت "تايم" إلى أن زيادة أعداد المسلمين في العالم سنويا تزيد بالتالي من قوتهم الشرائية عاما بعد عام، بل إن سوق الحلال باتت تجذب أعدادا كبيرة من غير المسلمين الذين يجدون فيها أمانا صحيا أكبر، وتوافقا مع أخلاقيات يؤمنون بها، بالرغم من أنها عادة تكون أغلى ثمنا من غيرها. سبب آخر وراء هذه الزيادة هو أن معظم المسلمين في العالم (1.6 مليار من إجمالي 6 مليارات نسمة) هم من شريحة الشباب المستهلكين بشكل أكبر للغذاء، وبشكل خاص الوجبات السريعة؛ ما دفع شركات كبرى، في مقدمتها "نستله" و"ماكدونالد" و"تيسكو"، إلى دخول هذه السوق الواعدة، حتى استحوذت على 90% منها. كما أشارت مجلة "تايم" إلى سبب سياسي وراء اتساع تجارة الحلال، وهو أن بعض المرشحين في الانتخابات في بلدان إسلامية باتوا يجدون في وعودهم بزيادة نسبة التجارة في سوق الحلال ورقة رابحة لجذب أصوات الناخبين. أما عن مدلول الإقبال الكبير من المسلمين -خاصة في الدول غير الإسلامية- على المنتجات الحلال، فتراها المجلة الأمريكية أنها إشارة إلى أن المسلمين تجاوزوا مرحلة ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأزمة الثقة التي هزت بعضهم، وباتوا أشد إصرارا على إبراز وتأكيد هويتهم والنأي بنفسهم عن القيم الغربية. مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=2015&t="الحلال" ينتشر في الأسواق الأوروبية&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"