من المعروف و من البديهي أن حكومة السبسي لا تتمتع بأي شرعية شعبية بما أنها جاءت عبر تعيينات خارجية و داخلية مرتبطة أصلا بالخارج. و هذا ما يفسر النرجسية و العنطزة و الحقرة للشعب من طرف سي الباجي لأنه لا يدين بسلطته إلا إلى الخارج. و من هنا فإن شرعية حكومة السبسي هي شرعية القوة، قوة وزارة الإرهاب و قوة رشيد عمار و تأييد القوى الخارجية الإستعمارية. و قد بدا هذا جليا في القمع الشديد اللذي سلطته عصا الشر على معتصمي القصبة 3 و إنتهاك أعراض البعض منهم بالإغتصاب و ترويع الأهالي في عمق الليل و هم نائمين و إنتهاك حرمة المساجد و سب الجلالة في بيوت الله و الدوس على كتب القرآن الكريم بأرجل البوليس، و هذا يعني استفزاز مشاعر الشعب التونسي و احتقاره، ثم قلب حقائق الأحداث من طرف الإعلام و ازلام الداخلية و من طرف السبسي نفسه . و كل هذا يعني أن أصحاب القرار الظاهرين و المخفيين قد اتخذوا قرار إستعمال لغة القوة و بسط النفوذ بالقوة القمعية و بث الخوف والذعر في نفوس الناس كما فعل الدكتاتور المخلوع الإنقلاب على الثورة بإختصار شديد، لقد بينت لنا الأشهر السابقة أن حكومة السبسي و هيئاتها اللقيطة لم تأت إلا للقضاء على الثورة و اجهاضها بتبني شعراتها و إفراغها من محتواها. و لقد أخذت الوقت الكافي لإعادة ترتيب دكتاتورية جديدة ، و الآن تبحث عن قناع يمكنها من ضرب القوى الوطنية الثورية في البلاد : قناع مكياج ديمقراطي عبر شرعية إنتخابية مزيفة و لكن بتقنيات جديدة ، أو حكومة عسكرية-مدنية تولد من رحم الفوضى الخلاقة، تأتي بمظهر البطل اللذي ينقذ البلاد و العباد من الفوضى العارمة و الانخرام الأمني المخطط له مسبقا الحسابات المغلوطة للأحزاب الشريفة لقد دخلت القوى الشريفة لعبة الأحزاب و تصرفت و كأنها في دولة ديمقراطية، فراحت تقيم اللقاءت الجماهيرية،و تركت لأعداء الثورة من الداخل و الخارج كل الوقت للتخطيط و التآمر و التنفيذ دون ردود قوية و حازمة على مؤامرات و مناورات حكومة السبسي و هيئاتها اللقيطة. و لم تطالب -بقوة- الحد الأدنى من التغيير و القطع مع النظام الفاسد وهو إستقلال القضاء اللذي يبدأ بانتخاب المجلس القضاء الأعلى. و كان في حساباتها أن التغيير سيتم بعد الإنتخابات على أساس أنها ستصل إلى الحكم. و هذه الحسابات مبنية على إفتراض حسن نية الحكومة و صدقها في عملية الإنتقال الديمقراطي النزيه. و هذا ما يكذبه الواقع كل يوم يمر و الآن، فما هو الحل يا ترى ؟ 1- تكوين جبهة قوية للأحزاب، بعيدا عن الحسابات الضيقة 2- الإلتحام بالشعب و بمطالبه و بقواه الثورية الشبابية 3- دراسة و وضع مطالب أساسية و جوهرية تضمن الحد الأدنى للقطع مع النظام الفاسد و الإنتقال الديمقراطي النزيه في إطار مواقف موحدة و قوية للأحزاب 4- التهديد بتكوين حكومة إنقاذ وطني إذا لم تستجب حكومة السبسي و القوى الخارجية إلى مطالب الثورة في غضون مهلة محددة 5-في حالة عدم الاستجابة،تكوين حكومة إنقاذ وطني و دعوة الشعب لتأييدها عبر المظاهرات في كامل أنحاء الجمهورية 6- دعوة كل الشرفاء في كل أجهزة الدولة لإعلان تأييدهم لحكومة الإنقاذ الوطني و الإلتحام بصفوف الشعب و لا يفوتنا أن نذكر أن هذه الحكومة ليس لها أي شرعية، و من هنا ليس لقانون الأحزاب اللذي يخيف الأحزاب أي شرعية أيضا. الشرعية الوحيدة هي شرعية الشعب و ثورته المجيدة، و أن حكومة السبسي حكومة هزيلة و ضعيفة تعتمد على قوة واهية لأن في أجهزة الأمن و الدفاع أكثرية من الوطنيين ولائهم للشعب ،و هيئاتها اللقيطة منها هيئة بن عاشور قد ماتت و قبرت فلا تحيوها من جديد و لا تعطوها أي نوع من الشرعية. و الشرعية و القوة الحقيقية تكمن في الإلتحام مع الشعب و طلائعه الثورية و لا ننسى أن القوى الخارجية لا تقيم وزنا للضعفاء و تملي الأوامر على الأتباع و تتفاوض مع الأقوياء