خاضت قوات المعارضة الليبية معارك من أجل السيطرة على بلدتين على جانبي العاصمة الليبية طرابلس اليوم السبت وامتَدَّ القتال عبر الحدود إلى تونس حيث اشتبك متسللون ليبيون مع القوات التونسية. وذكرت مصادر أمنية تونسية أنّ القوات التونسية اعترضت رجالاً ليبيين في مركبات ومعهم أسلحة واشتبكت معهم في قتال خلال الليل في الصحراء. وأعلنت المصادر عن وقوع عددٍ من القتلى والجرحى.
واقتربت الحرب المستمرة منذ ستة أشهر في ليبيا من الحدود الأسبوع الماضي بعد أن سيطرت المعارضة بشكل مفاجئ على مدينة الزاوية الساحلية التي تبعد 50 كيلومترًا فقط إلى الغرب من طرابلس وحاصرت العاصمة وقطعت طرق الإمدادات إليها. وأصبحت قوات القذافي إلى الغرب من الزاوية وبالقرب من الحدود التونسية محاصرة فعليًّا ومنعزلة عن خطوط إمداداتها الرئيسية. وعزّزت تونس وجودها العسكري في المنطقة الحدودية. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن سكان في بلدة دوز الصحراوية الواقعة في جنوبتونس قولهم: إن طائرات هليكوبتر تُحلّق على ارتفاع منخفض وإنه تَمّ استدعاء القوات من بلدات قريبة للتصدِّي للمتسللين الذين كانوا يركبون سيارات بدون لوحات معدنية. ولم تذكر المصادر الأمنية التونسية ما إذا كان المسلحون من المعارضة الليبية أو من أنصار القذافي، فيما أعرب سكان عن اعتقادهم بأنّهم من أنصار القذافي. وقال مسئولون تونسيون أيضًا: إن طائرة هليكوبتر للجيش التونسي سقطت بسبب مشكلات فنية في المنطقة الحدودية مما أسفر عن مقتل قائد الطائرة ومساعده. وحصار طرابلس واحتمال نشوب معركة من أجل السيطرة عليها زاد من أهمية السؤال الخاص بمصير القذافي. وتعهّد العقيد الليبي مرارًا بأنه لن يغادر البلاد أبدًا. وتقول المعارضة: إنها لن تتوقف عن القتال إلا بعد رحيل القذافي. وعقد ممثلون عن الجانبين محادثات في وقت سابق من الأسبوع الماضي في منتجع بتونس حضرها رئيس وزراء فرنسي سابق لكنها لم تسفر عن حدوث انفراجة. وقطع الطريق الذي يربط بين طرابلسوتونس سيجعل من الصعب إجراء المزيد من المحادثات.