كنا في عدد سابق اشرنا الى معاناة المعتمرين التونسيين في المدينةالمنورة حيث وجهوا من هناك عبر "الصباح" نداء استغاثة وحملوا مسؤولية ما جرى لهم لمنتزه قمرت. مصدر مسؤول عن شركة الخدمات الوطنية والاقامات اكد لنا ان ما جرى لمعتمرينا هذا العام تسببت فيه بدرجة اولى الخطوط التونسية واضاف هذا المصدر قائلا :"خلال يومي 21 و22 اوت حصل ضغط كبير مما اثر على ظروف الاقامة بالمدينةالمنورة وهذا الضغط ليس ناتجا على تهاون شركتنا والاخلال بواجباتها... نحن اقررنا بوجود اللخبطة ولكن منظومة العمرة فيها اربعة عناصر متداخلة واذا اخل عنصر بدوره يحصل ما حصل... فبعد الثورة المباركة والاحداث التي شهدتها بلادنا كنا نتوقع الغاء موسم العمرة او ان يكون الاقبال ضئيلا جدا لكن رغم كل ذلك سعت شركة الخدمات الوطنية والاقامات على ان يكون اول موسم عمرة بعد الثورة قاطعا مع سلبيات الماضي ولذلك تنقلت اللجنة المكلفة باتمام التعاقدات الى البقاع المقدسة وتم التعاقد مع متعهد سعودي جديد ووقعنا تعاقدا على كامل السنة قدره 25 الف بزيادة او نقصان ب20% وقد فوجئت الشركة بارتفاع عدد المعتمرين التونسيين لهذه السنة ويمكن القول اننا سجلنا رقما قياسيا لم نسجله في الماضي حيث قارب عدد المعتمرين لهذا العام 39 الف معتمر... وهذا الارتفاع في عدد المعتمرين جابهته الشركة بصعوبات جمة حيث لم نتمكن من الحصول على كل التاشيرات اللازمة حيث تم رفض 9 الاف مطلب لكن شركتنا تدخلت لدى السلطات السعودية حتى لا تحرم 9 الف تونسي من العمرة وكللت مساعيها بحصول كل التونسيين على التاشيرة لاداء مناسك العمرة... وهذه الاعداد الزائدة جابهتها الخطوط التونسية ببرنامج للرحلات الاضافية تلته ببرنامج ثان مؤقت لم تحصل بشأنه على التراخيص اللازمة من الطيران المدني السعودي ورغم ذلك فقد باعت هذه الرحلات الى وكالات الاسفار التي قامت بالحجز على اساس مواعيدها لاقامة حرفائها بالبقاع المقدسة لدى الشركة الوطنية للخدمات والاقامة. وبما ان الخطوط التونسية لم تحصل على التراخيص من قبل الطيران المدني السعودي الا في وقت متاخر فقد تم تاخير العديد من الرحلات وهذا التاخير الذي اقرت الخطوط التونسية بمسؤوليتها عنه في برنامج تلفزي هي التي احدثت اللخبطة بما ان المعتمرين الذين وصلوا الى المدينةالمنورة بعد ثلاثة او اربعة ايام من الموعد المحدد لهم رفضوا مغادرة النزل عند وصول بقية المعتمرين التونسيين ومن هنا بدأت اللخبطة وحصل ما حصل لمعتمرينا"...
تجاوزات وكالات الاسفار ووجود "السماسرة"
المصدر المسؤول في شركة الخدمات الوطنية والاقامات حرص على التاكيد ان وكالات الاسفار تتحمل مسؤولية كبرى حيث هناك عديد الوكالات التي تحصل على مبالغ من المعتمرين مقابل الاقامة في نزل ذات خدمة عالية لكن هذه الوكالات لا تحجز لحرفائها الا في اقامات باقل الاسعار مثلما يحصل في مكة وتحديدا في ابراج التيسير ثم تحمل المسؤولية لشركتنا فيثور علينا المعتمرون؟ واشار مصدرنا ان وكالات الاسفار تقوم ببث البلبلة حتى تحرر القطاع وتنظم العمرة بمفردها بما انها تعتبرها سياحة دينية فعن اي سياحة دينية يتحدثون ؟؟ ومما زاد الطين بله وجود السماسرة الذين اصبحوا بكثرة والذين يمثلون الوسيط بين المعتمر ووكالات الاسفار، وهؤلاء السماسرة يسيطرون على القطاع بنسبة 90%. وفي خاتمة هذا التوضيح اكد هذا المصدر المسؤول ان شركة الخدمات الوطنية والاقامات حريصة على ان يؤدي المعتمر التونسي مناسكه في احسن الظروف كما شدد على ان كرامة التونسي تبقى محفوظة اينما حل.