2011.08.31 مما لاشك فيه أن انطلاق الثورة السورية المباركة ضد نظام القهر والقمع والفساد والاستبداد في منتصف شهر آذار من هذا العام عام الربيع العربي والتضحيات العظيمة التي قدمتها والدماء الزكية الطاهرة التي بذلتها ومازالت قد وضعت رجال الفكر والثقافة والسياسة والمعارضة السورية بكل اطيافها العرقية والدينية والسياسية والإيديولوجية في سباق مع الزمن للالتحاق بركبها ومواكبتها لبلورة مطالبها وتحقيق صدى لها على الصعيد العربي والإقليمي والدولي وصولا إلى تمثيلها والتحدث باسمها نظرا لمحدودية الحريات المتاحة داخل الوطن إن كان هناك من حريات متاحة غير تلك التي يفرضها الأحرار بدمائهم الزكية وجهدهم وعرقهم ونضالهم اليومي. وممالايخفى على أحد أن الشعب السوري في الوطن وفي المهاجر المتناثرة في اصقاع الارض ملئ بالهامات العالية والشخصيات النضالية والقامات العلمية في شتى المجالات السياسية والقانونية والفقهية والإدارية والطبية والهندسية وغيرها والتي لم يكن بينها اي صلات قوية تذكر قبل انطلاق الثورة بل صهرتها الثورة لتصبح نسيجا واحدا. وقد حاولت هذه التشكيلة الفسيفسائية أن تلتقي وعقدت مؤتمرات اعتبرت ناجحة بالرغم مما اعتراها من قصور واذكر على سبيل المثال لاالحصر مؤتمرات استنبول وأنطاليا وبروكسل وتم انتخاب هيئات تبنت مطالب الثورة ولم تدعي تمثيلها في لمسة وفاء قل مثيلها بل صدى لها وانطلقت في الميادين العربية والإقليمية والدولية لتحقق الكثير من النجاحات لكنها لم ترق لتكون هيئة وطنية محل إجماع أو على الأقل محل قبول أكثرية تحظى بثقة السوريين في الداخل والخارج. ومما يجب أخذه بعين الاعتبار أن الظروف الآنية لاتتيح لهذه الاجتماعات التي أعتبرها مضنية الوقت الكافي لمناقشة كل التفصيلات والوصول إلى كل الشخصيات لترضي كل الطموحات وتحقق الإجماع المنشود على هيئة ترضي الجميع في الوطن وفي المهاجر . لكن مما ييسر الأمر شيئا ما أن الاحرار في سوريا قد حددوا وجهتهم ورسموا خريطة مطالبهم ووضعوا معالم مستقبلهم وهي محل إجماع لدى السوريين في المهاجر بل إنهم متحمسون لها متبنون لها . وعليه فإن المجلس الوطني الانتقالي الذي تم اختياره بناء على مسح خرائطي أعده خبراء إداريون يصلح لأن يكون نواة للانطلاق خاصة وأنه حرص على ضم معظم الشخصيات التي تحظى بشعبية كبيرة بين أبناء الشعب السوري بمختلف شارئحه داخليا وخارجيا . وأحب أن أتوجه بكلمة لكل الذين تم اختيارهم لهذا المجلس أن يتحملوا هذه المسؤولية التاريخية وأن يضطلعوا بمسؤولياتهم وأن لا يتنصلوا منها بل ويسارعوا للاجتماع ويتداركوا مالم يتم الوصول إليه من أولئك الإداريين ويتركوا الباب مفتوحا لبعض الوقت لإفساح المجال لاستكمال أي نقص وضم اي ممثل . كما أتوجه بكلمة إلى الذين لم يتم اختيارهم واعتبروا ذلك نوعا من التجاوز لهم رغم أنني شخصيا لا اعتبره كذلك وما الذي يضيرنا ان نكون داعمين لمجلسنا الوطني طالما انه سيحقق مطالبنا أو جلها ويتحدث بما نريده بل اكثره . إن الفشل وذهاب الريح إنما يكون بالتفرق ومكامن القوة كلها تكون في التوحد والقاعدة التاريخية الجوهرية التي تقول : " الاجتماع على المفضول خير من التفرق بحثا عن الفاضل " ومعناه أن كل الملاحظات التي سمعتها عن المجلس الوطني الانتقالي لا ترقى لتعلل لنا التفرق والبدء من الصفر بحجة عدم تلبية كل الطموحات واحترام كل التفاصيل . إن دماء شعبنا الزكية الطاهرة وتضحياته الجسام وصموده الاسطوري يوجب علينا جميعا الوقوف أمام مسؤولياتنا التاريخية في الدفاع عن شعبنا وتحقيق مطالبه والسعي حثيا للوصول إلى ذلك باسرع وقت واقل التضحيات وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يؤلف بين قلوبنا ويوحد كلمتنا وينصر ثورتنا .