لا نريد هنا ان نسترسل في كتابة تاريخ عباس في حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح ولا نريد هنا ان نتحدث عن بدايات التدمير الذي مارسه ضد حركة التحرر الوطني الفلسطيني،ولكن يبدو ان عباس معني بالسير مضيا ً في عملية التدمير حتى اخر رمق في حياته وفي حياة حاشيته التي اصيبت بالشيخوخة ماديا وفكرا وعقلاً . واذا كان مشروع عباس الذي وضع الان تحت منظومة مقايضة او سيناريو مقايضة من اجل الافضل لحماية امن اسرائيل على 82% من اراضي فلسطين وعرض قضية اللاجئين على مائدة مالكي الاموال في الصهيونية العالمية والدول الغربية وبعضها العربية فان مشروع عباس ماهو الا سيناريو مكمل او حلقة مكملة لمجمل التنازلات التي قام بها منذ ان بدأ من اللحظة الاولى في مفاوضات اوسلو بعد استشهاد ابو جهاد الوزير وابو اياد صلاح خلف في اواخر الثمانينات من القرن الماضي.
ليس من الغريب ايضا ً ان يسوق الكاهن الاكبر ابو الاديب كعادته خطوات عباس كما قام بتسويق رئاسته لحركة فتح ضارباً النظام الداخلي لحركة فتح في عرض الحائط وكما كان قد سوق لمحمود عباس في المؤتمر المشبوه الذي يسمى المؤتمر السادس لحركة فتح،هذا الكاهن الاكبر الخرف الذي اصبح عمره يناهز ما فوق الثمانين لا ادري ماذا يريد من الدنيا وعلى ماذا يراهن لبقية حياته وهو يرتكب التزوير والتزييف والتهليل ايضا وهو غير مرغوب في قيادة ثورية قادت حركة النضال الوطني عدة عقود بعد ان دحرتها حركة حماس عن واجهة الحدث وابعدتها حماس عن وجودها بين حركة الجماهير بمساعدة محمود عباس نفسه وثلة من المسوقين والماجورين حول عباس.
مازالت تصور بعض الاقلام والابواق ان خطوة محمود عباس تصب في نخاع البرنامج الوطني وبعض الاقلام تصور ان محمود عباس قد صمد صمودا ً اسطوريا ُ امام امريكا في مطلبه الاعتراف بدولة فلسطين في الاممالمتحدة كعضو كامل الصلاحيات.
الموقف الامريكي الذي مازال مصرا ً على ان تلك الخطوة ستجابه بالفيتو في مجلس الامن وعباس الذي يلوح بالتنازل واتخاذ تلك الخطوة لايجاد موقف افضل في التفاوض مع اسرائيل حول تبادلية الارض وحل عادل لقضية اللاجئين والحدود والمياه،تلك المطالب التي تهدد وحدة الشعب الفلسطيني خارج الوطن وداخله وفلسطينيينا على ما قبل 48 تلك الخطوة التي يقفز بها عباس عن الواقع وعن متطلبات ضرورية للشعب الفلسطيني من وحدة البرنامج السياسي ووحدة جناحي الوطن في الضفة وغزة بالاضافة الى ان تلك الخطوة انها ستلغي كافة القرارات الدولية التي تصب في صالح الشعب الفلسطيني والغاء للقرارات الاممية بدء من قرار 181 الى القرارات الاخرى كالتقسيم والاعتراف الاممي بالدولة الصهيونية مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
عباس الذي تصفه بعض الدوائر في السلطة الفلسطينية انه الرجل الوطني الذي يسير في طريق ايجاد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني هو ذاته الذي حطم مشروع حركة فتح كحركة تحرر وطني وهو الذي افقد حركة فتح مصداقيتها في الشارع الفلسطيني والعربي وهو ذاته الذي حارب المقاومة وحارب خلايا حركة فتح النشطة والنائمة في الضفة الغربية وهو نفسه الذي اصدر قانون التقاعد لكل كوادر حركة فتح جناح العاصفة واعتبرهم محاربين قدماء وهو الذي حجم بل قطع التمويل عن تنظيم حركة فتح في الخارج،هذا التصرف الذي كان له انعكاساته على الوحدة الاجتماعية والسياسية للبنية الاجتماعية الفسطينية في الخارج.
محمود عباس الذي مازال مصراً على كبح جماح اي مبادرة لانتفاضة شعبية تضع اسرائيل في حرج امام المجتمع الدولي وامام ثورة شعبية يمكن ان تسقط العنجهية الاسرائيلية وهو الذي وصف صوايخ المقاومة بالصواريخ العبثية كما وصفها الاخرين بالصواريخ المشبوهة.
المشروع الوطني يقف في نقطة هلامية بين مشروع عباس ومشروع حركة حماس الذي يساند ثوار النيتو الذي قام بقتل اطفال وشيوخ وشباب دولة عربية اي مشروع حماس الوطني في فلسطين هو مشروع حركة حماس للاخوان السلمين الذي يساند الاحتلال الغربي لدولة عربية وتحطيم بنيتها التحتية لا لشيء الا من اجل التوافق والاتحاد الايديولوجي بين حركة الاخوان المسلمين التي تمر في اعوام من شهر العسل بين امركيا وحركة الاخوان المسلمين.
مشروع عباس الذي اذا نجح ولم تقم امريكا باستخدام الفيتو وهذا احتمال ضئيل فهو سينهي الحق التاريخي للفلسطينيين في فلسطين وسينهي قضية حق العودة وسيجعل قضية القدس محل مساومة ومقايضة ديموغرافية بعد حركة الاستطيان الكبرى في القدس واذا لم ينجح عباس فيكفي ان ورقة عباس تؤكد هوية الدولة الصهيونية على 82% من اراضي فلسطين وهي وثيقة تعتبر دولية اي اعتراف تاريخي وليس ضمني بالدولة الصهيونية امام المجتمع الدولي.
اما الاحتمال الثالث للخروج من هذا المأزق وامام الحصار المالي التي يمكن ان تضغط به امريكا على السلطة لدفع الرواتب والتي هي رافد اساسي لاستمرار السلطة فليس امام عباس الا ان يحل السلطة كما قال صائب عريقات وينهي مشروع من الفشل قام به عباس كلف الشعب الفلسطيني كثير من الوقت والشهداء والاضرار التاريخية،اما الدول الاوروبية وبعض الدول العربية التي وعدت عباس بتغذيته بالمال ان امريكا قامت بحصاره فان تلك الدول التي تشترك مع امريكا والغرب في الخريف العربي وقوى النيتو لن تقدم الكثير لعباس بقدر ما هي تحافظ على امن اسرائيل وتسلك الدروب وتحبك السيناريوهات من اجل افضل برنامج وافضل مبادرة وافضل واقع لحماية امن اسرائيل