ربع ساعة فقط من الامطار كانت كفيلة بان تحول عديد انهج وطرقات صفاقس الى برك من المياه ... لا بل قل الى مسابح عميقة اعاقت تماما حرة عبور السيارات والحافلات والدراجات وحتى المواطنين ... نعم ربع ساعة فقط من تهاطل الامطار كانت كفيلة لتغرق عديد المناطق في فيضانات ... قنوات تصريف المياه وايضا قنوات ديوان التطهير عوض ان تبتلع كميات الماء فانها كانت هي الاخرى تخرج ما بجوفها وامعائها من قاذورات ومياه اسنة ... نعم يحصل كل ذلك ويتكرر في عاصمة الجنوب في عديد الاوقات وخصوصا في شهري سبتمبر واكتوبر ... ومع ذلك فان السلط العنية لم تفعل شيئا لانقاذ صفاقس من هذه البلية رغم ان طرقات صفاقس تتعرض باستمرار الى الحفر والتكسير ومد انابيب تحت ارضية بها لا ندري مدى فاعليتها ... صراحة الامر مرفوض في مدينة كبيرة مثل صفاقس وهي التي من المفروض ان تتهيأ بها شبكة قوية من انابيب الصرف الصحي وانابيب استيعاب مياه الامطار ... والا فاين ذهبت الملايين والمليمات على تلك القنوات المدفونة تحت الارض ان لم تكن من اجل تجنيب المدينة البرك الضخمة من المياه التي تقطع شرايين المواصلات ... ربع ساعة فقط من الامطار فعلت بصفاقس كل هذا ... والسؤال المحير ماذا لو ان الامطار دامت ساعة واحدة فهل ان صفاقس كانت ستغرق اكثر رغم ان الامر لا يتعلق بتسوناني ولا بواحد من الف من تسونامي .... ومن يتحمل مسؤولية الاضطراب على مستوى حركة النقل وعلى مستوى الحصص الدراسية للتلاميذ ام ان ذلك في ذيل الاهتمامات من حق المواطنين ان يغضبوا وان يحتجوا وهم يرون دار لقمان على حالها ... لا بل اكثر لان حالة الطرقات في حد ذاتها رديئة جدا بمفعول الحفر والاخاديد ... ومن حق المواطنين ان يسالوا أي فائدة لاعمال مد انابيب مياه الامطار ان لم تغير من واقع الامر شيئا ... وابناء صفاقس لم يعودوا مستعدين لمهازل اخرى ...