تحية وبعد يبدو سيدي ان وزارة الخارجية الفرنسية لم تغير موقفها من الثورة التونسية بعد مجيئكم على رأس هذه الوزارة كيف ذلك؟ بالأمس كانت مكانكم السيدة اليو ماري تتحسر على ما يحدث في تونس أيام الثورة وصرحت باستعدادها لإرسال تعزيزات أمنية للرئيس المخلوع تتمثل في اعدد من البوليس الفرنسي مع تجهيزاتهم الكاملة. وتبين أن السيدة اليو ماري كانت ضيفة مبجلة على نظام عميلكم بن علي اذن فلا غرابة من موقفها عملا بالمثل التونسي"اطعم الفم تستحي العين"أما واقعيا فان الوزيرة السابقة قد قبلت برشوة من النظام .رشوة ممزوجة بدماء الشهداء..نعم كانت السيدة اليو ماري تقيم في تونس وفي أيام الثورة بالذات ولم تستحي من هذا الموقف فلا غرابة من تصريحها بعد قبولها هذه الرشوة. بالأمس صرحتم سيدي وزير خارجية فرنسا السيد ألان جوبا تصريحا أثبتم فيه بأن موقف الوزارة التي تعودون إليه بالنظر لم يتغير وان العميلة برمتها كانت مجرد تغيير أشخاص لامتصاص غضب الشعب التونسي.. نذكركم سيدي وزير الخارجية الفرنسية بأنكم عندما قمتم بتغيير سفير فرنسا السابق اثر رحيل الوزيرة السابقة الغير مئسوف عليها ..قد خالفتم الأعراف الدبلوماسية المتعامل بها في العالم حيث حل هذا السفير الذي كان في العراق بتونس وباشر مهامه دون ان يقدم اوراق اعتماده للمصالح المختصة في بلادنا حتى تنظر في ملفه وتعطي رأيها فيه ام بأن ترفض تعيينه بتونس او تقبله...ثم مرت شهور وتقدم سفيركم بأوراق اعتماده للسيد رئيس الجمهورية المؤقت مع ثلة من السفراء الجدد العاملين بتونس..وهذه ملاحظة تبين بأنكم تعاملون بلدنا معاملة بقية المستعمرات التي لا زالت تحت سيطرتكم. وبالأمس تدخلتم في شأن تونسي بحت تدافعون فيه عن قناة تلفزية اعتدت على عقيدة شعبنا ...سيدي الوزير لا نحسب ان القناة التلفزية مكتب تابع لوزارتكم حتى تخصونها بهذا التصريح باسم وزارة الخارجية الفرنسية. ليصبح في نظرنا تصريحا رسميا له تبعات ديبلوماسية وتبعات شعبية . على المستوى الديبلوماسي فان الشعب التونسي سينتظر من حكومتنا الموقرة الرد الشافي عن تدخلكم في شأننا الداخلي وهي جديرة بهاته المهمة. أما على المستوى الشعبي فنعلمكم بأن شعبنا قد وصل إلى درجة من الوعي يستطيع من خلالها أن يفتخر بثورته التي فاقت ثورتكم الفرنسية حيث لم تشهد ثورتنا إراقة دماء ولا عمليات إعدام وتصفيات جسدية كما حصل أثناء الثورة الفرنسية والتي مع الأسف لا زال أبناؤنا التلاميذ يدرسونها في معاهد الدراسة نقول لكم إن ثورتنا أجدر وأحق بان تدرس لا في تونس لوحدها بل في العالم وهذا ما سيحصل في الواقع القريب .
عاشت تونس حرة مسلمة إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر محمد فوزي التريكي