تونس – بناء نيوز – منير بودالي خلال اجتماع انتخابي بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة أمس الثلاثاء عقدت قائمة تونس 1 التي يرأسها أبو يعرب المرزوقي بحزب حركة النهضة اجتماعا عاما لطرح برامجها ومواقفها من المشهد السياسي بتونس. وفي سَبَحاته التحليلية التنظيرية التي اشتهر بها، تحدث أبو يعرب المرزوقي عما أسماه "المحرار المزدوج" وكعادته انبرى لتحليل "باطن ما يجري في بلدنا" من منظور التحليل الخلدوني على المستويين القصير والمديد كما قال. وشدد المرزوقي على قوله "إن ثورة لم تستعمل العنف لا يمكن أن تكون بنت ثلاثة اسابيع، كما يقال، ولا بنت الأحداث المباشرة لها، وإنما نتيجة تطور ومسار. هي ثورة تريد أن تحقق حقوق الانسان بطرق إنسانية، لا يمكن ان تُفهَم إلا في عمق قرون لا عقود". وطفق الفيلسوف المرزوقي يتخير من منعطفات التاريخ وسيطه وحديثة ما يفسر به "استفاقة شعبنا من وضع ما يسمى بقابلية الاستعمار". حكومة وَحدة وطنية وفي الشأن السياسي البحت خلص المرزوقي إلى تأكيد خيار "حكومة وَحدة وطنية، ومجلس تأسيسي كامل السيادة، بما يجعل الشعب ليس أن ينجح في ثورته فقط بل في ان يجعل ثورته دستورا"، كما قال. ووفق هذا ركز رئيس قائمة النهضة لتونس 1 على ضرورة "التوصل إلى ما تجتمع عليه أطراف المجتمع السياسي دون متطرفيه من أي اتجاه كانوا". أما هاجر عزيّز، عضو بالقائمة، فركزت مداخلتها الموجزة على القطاع الشبابي والثقافي، على ضوء الجولة الاستطلاعية لأعضاء قائمتها بمختلف أنحاء وأحياء دائرة تونس 1، والذي انكشف فيها مدى الخواء والتهميش الذي يعاني منه الشباب في مجالات الترفيه والتثقيف، مشيرة إلى أن في برنامج حزبها بدائل مناسبة في الغرض لإعادة الاعتبار لدور الشباب والثقافة بالجهة.. إعلام التثبيط ومناورات الالتفاف مع هذا، تمثلت الفقرة الأساسية من اجتماع النهضة في كلمة عبد الكريم الهاروني عضو القيادة التنفيذية للنهضة ومسؤول مكتبها للشباب. فقد أدار الهاروني مداخلته على مفاصل متتالية تراوحت بين الثقافة والشباب والاعلام وسياسة الحكومة والتمويل السياسي، وصولا إلى الاستحقاق الانتخابي ومعالم الدستور المقبل. وأشاد الهاروني بقرب الاحتفال بمئوية دار الثقافة ابن رشيق من قبل من وصفه ب "شعب عربي مسلم متفتح". وأكد قوله "سنعمل على إعادة الاعتبار للثقافة والمثقفين الأحرار الذين يرتفعون بالذوق العام للمجتمع، فثورتنا مستمرة والثقافة ستكون سلاحا فيها". إلا أنه نعى على الاعلام الرسمي الذي، بخلاف وسائل إعلام وطنية وعالمية، " تمارس تعتيما على الحملة الانتخابية لحزبه. وندد الهاروني "بالتلفزة التي تسمى وطنية التي لم تعرض نشاطا واحدا لحركة النهضة من بنزرت إلى بن قردان" وبدلا عن التركيز على الحوار الوطني الدائر، تركز على قضايا أخرى " (مقابلة كرة القدم مساء السبت الفارط). كما نحا باللائمة على إعلام يميع الثورة ويصور الناس في موقف المنكفئ على النفس والمزدري بالأحزاب على بكرة أبيها وغير المكترث بالشأن العام. وقال الهاروني إنه من صنف "الاعلام التهميشي الذي يقول - غلّطوني". تحت عنوان آخر انتقد الهاروني ما أسماها مناورات متكررة عاشتها البلاد منذ حكومة محمد الغنوشي الأولى ووصولا إلى حكومة الباجي قائد السبسي. وأشار المتحدث إلى أمثلة التصدي لمطلب المجلس التأسيسي ثم الدعوة إلى الاستفتاء.. من قبل من اسماهم "أطرافا تتحيل على الشعب التونسي وتلتف على الثورة، خائفين من الشعب ومن صندوق الاقتراع لا من النهضة، لكنهم يخوّفون منها"، حسب قوله. لماذا النظام البرلماني؟ وشدد الهاروني على أن حزبه ستعمل على "إيجاد آليات وضوابط تمنع العبث بالدستور أو تمكّن من عودة الاستبداد فنضطر إلى ثورة جديدة". ونبه الهاروني إلى أنه "إذا فشلت الانتخابات فسندفع الثمن جميعا"، معلنا ان "حركة النهضة والأحزاب الأخرى والأحرار من الرجال والنساء لن يسمحوا بتزييف الانتخابات". عقب ذلك ركز عضو المكتب التنفيذي للنهضة كلمته الانتخابية على النمط البرلماني للنظام السياسي التونسي المقبل، موضحا أنه "من اسباب إصرار النهضة على النظام البرلماني حرص عديد الأطراف على تقديم شخص الرئيس على رأي الشعب". وختم الهاروني بنداء إلى الشعب وإلى الشباب خاصة بان لا يترك البعض يشكك في ثورته، داعيا إياه "لا تترك أحدا يهينك، فإن من يشترِك اليوم يبِعك غدا"