أخذت وجهتي صباح يوم السّبت 22 . 10 . 2011 باتجاه مقرّ القنصليّة العامّة بمدينة بون الألمانيّة للإدلاء بصوتي لانتخاب مرشّح للمجلس الوطني التأسيسي ، وكان بودّي أن يكون انطباعي هذه المرّة على غير عادتي ، غير أنّي فوجأت منذ البداية بانطلاق عمليّة الإقتراع على السّاعة التّاسعة وخمس دقائق عوضا ممّا جاء في دليل النّاخب الخاص بالجاليات بالخارج والذي تمّ إعداده من طرف الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات والذي نصّ في صفحته الأولى على انطلاق عمليّة الإقتراع على السّاعة السّابعة صباحا وانتهائها على السّاعة السّابعة مساء بحسب التوقيت المحلّي لكلّ بلد تجري فيه الإنتخابات . " يمكن الرجوع لدليل الناخب لدى الهيئة " أمّا الجانب الآخر والذي يتعلّق بإجراءات التصويت فقد نصّ دليل الناخب على استعمال الحبر الإنتخابي على الإصبع وجوبا ، تجنّبا لما قد بحصل من إعادة لعمليّة التصويت في دوائر مختلفة ، بيد أنّه لم يكن في دائرة الإنتخاب بمدينة بون الألمانيّة لا حبر ولا محبرة . علاوة على ذلك هناك مسألة أخرى مهمّة تتعلّق بالعمليّة الإنتخابيّة برمّتها ، حيث جاءت الورقة الإنتخابيّة بشكل يوحي بأنّ هناك نوايا خفيّة تريد التلاعب بنتائج الإنتخابات ممّا أثار قلق وحفيظة عدد من المواطنين التّونسيين ، حيث جاء في الورقة الإنتخابيّة الموحّدة لجميع القائمات ، شعار القائمة واسم القائمة وخانة صغيرة لاختيار قائمة دون سواها عبر وضع خطّ علامة قاطع ومقطوع على الخانة التابعة للقائمة المختارة ، بيد أنّ عمليّة التوزيع الذي تمّت بها قوائم المترشّحين قد شكّلت حالة من الغموض والإرتباك لدى النّاخبين ممّا شوّش على العمليّة الإنتخابيّة برمّتها ، وقد روى لي أحدهم أنّه صوّت لقائمة غير التي كان يأمل في التصويت لها ، ممّا قد يثير جملة من التحدّيات أمام الهيئة قد يضرّ بمصداقية عملها . نورالدين الخميري صحفي