باسم الله الرحمن الرحيم عندما انطلقت الثورة في تونس وتفاعل معها الإعلام الحر والإعلام الافتراضي وبدأت وتيرة الثورة تتصاعد بدأت معها الأسئلة تطرح لعلّ من أهمّها: إلى أين ستصل هذه الثورة هل إلى سقوط الدولة أم سقوط السلطة الحاكمة أم تكتفي بهروب المخلوع؟ اليوم وبعد تسعة أشهر من قيام الثورة تبين أن إرث الإدارة التونسية التي بقيت بعد هروب الطاغية ثقيلا. وأبدأ بهذا الخبر الذي لم تتحدّث عنه الصحافة ومرّ دون إعلام. هذه الرسالة من الأخ فتحي داسي رئيس جمعية الكرامة ليون. الى الأخ رياض: تقبّل مني تهاني العيد، وبعد فلقد علمت بمظلمة نبيل منذ 3أيام عن طريق صديقي محسن العين الحجلاوي الذي نشر الخبر على صفحات حركة الشعب الوحدوية التقدمية، وإذ أعبر لك عن مساندتي فإنني سوف أعلمك أن في عهد حكومة السّبسي قد وُجدت تهم جديدة سُجن بموجبها 3 إخوة من حركتنا في سليانة وهم خالد السعدي وخالد المباركي وياسين الزريبي لمدة 6 أشهر وهذه التّهمة ذات أبعاد سياسيّة تُعلي من قداسة مؤسّسة الجيش، وإنّني لأساندك في نشر الخبر وفي أيّ عمل تقرّره، وأرجو الفرج العاجل لأخيك السّجين نبيل الحجلاوي فلا تبخل عنّي بالإعلام. إنّ هذا الخبر قد تحدّث عمّا يشبه القانون الجديد الّذي يمدّد في أنفاس الفساد والاستبداد المستشرييْن في البلاد. الخبر الثّاني هو ما وقع في مناسبة الحجّ لهذه السنة وهو الإهمال الذي تعرّض له العديد من الحجّاج من طرف الإدارة التي أشرفت على تنظيم موسم الحج فرغم زيادة سعر تكلفة الحج إلا أن الإحاطة والعناية بالحجاج لم تتغير بل ما حكمها هو المصالح المادية وهذا يضر بمصلحة المواطنة وحقوقها. والخبر استقيته من مجلة تونس نيوز ليوم 12/11/11 بعنوان في البقاع المقدّسة، حجّ التونسيين يتحول إلى معاناة.. حجاج يتبادلون العنف .. واتّهامات بالجملة لمنتزه قمرت. الخبر الثالث وهو سجن أخي نبيل لمجرد كتابته مقالا يستنكر فيه تعامل الجيش السلبي مع الأحداث التي حدثت في سيدي بوزيد. سأحاول أن أبين علاقة هذا الخبر بحقوق المواطنة. ذكر أخي نبيل في بحثه أنه عندما نشبت أعمال الحرق والتّخريب حاول الاتصال بأعوان الجيش لدعوتهم إلى التدخل لإنقاذ المدينة وقد راعه أنّ بعض أعوان الجيش كانوا متواجدين بالقرب من أعمال التخريب والحرق غير أنهم لم يتدخلوا وذكر أنه رآى شابا بصدد تكسير الأضواء العمومية ورأى جنديا يحمل بندقية وراء ظهره أي بصدد ممارسة الحراسة وقد قدم لهذا الشاب قارورة ماء للشرب وغسل وجهه دون أن يأمره هذا الجندي بالتوقف عن أعماله التخريبية وقد أثر هذا المشهد في نفسه مما دفعه إلى كتابة مقاله ليظهر شهادته أمام الله أنّه قد بلّغ. فكان من الإدارة التي بمستطاعها معرفة الجندي لأن توزيع الجنود حسب الأماكن والأوقات مسجلة لديها. إلا أنها اعتقلت أخي نبيل لطمس الحقيقة وإنني أطالب بفتح تحقيق جدي وقد طالبت به منذ مدة في ندائي الذي وجهته إلى أهلي في سيدي بوزيد بعد الأحداث الأليمة التي جدت هناك. هذه الأخبار تبين عمق فساد الإدارة وتعديها على حقوق المواطن وإن الثورة قامت لإعادة الكرامة للمواطن. وأريد أن أذكر من سيتسلمون الإدارة إلى خطورة السكوت عن هذه الأعمال التي تستهين بكرامة المواطن في سيدي بوزيدوسليانة ومواطن الحج وستعود بنا إلى الاستبداد من جديد إن لم نستنكرها. وأشكر كل من وقف مساندا ومدافعا عن المناضل نبيل حجلاوي وهو في الحقيقة دفاع عن حقوق المواطنة ضد تغول الإدارة. وآمل من القادمين الخير ولكن العيون مفتوحة للمحاسبة والمراقبة لأن الثورة علمتنا الجرأة والتمسك بالمبادئ قبل الجري وراء المناصب ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك