تستعد مصر للاقتراع في أول انتخابات تشريعية حرة بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك. عادل قسطل، مبعوث فرانس 24 إلى القاهرة، يوافينا كل يوم بآخر مستجدات الشارع المصري ويرصد لنا انشغالات المواطنين وآمالهم قبيل هذا الاستحقاق الحاسم. الثورة المصرية: الجولة الثانية؟ عادت المواجهات من جديد إلى ميدان التحرير في العاصمة المصرية ورفع المتظاهرون شعارات ضد المجلس العسكري للقوات المسلحة. المشاهد التي التقطتها عدساتنا تذكرنا بما حدث قبل عشرة أشهر. في المكان ذاته. ميدان التحرير اهتز من جديد وعلت فيه أصوات المحتجين. الميدان قريب من مقر وزارة الداخلية وتتهم الشرطة المتظاهرين بالسعي إلى اقتحامه. بدأت هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات بعد مظاهرات الجمعة التي دعت إليها تيارات عديدة أبرزها الإسلامية. صور لعادل قسطل مبعوث فرانس 24 من ميدان التحرير بالقاهرة لم يرفع المحتجون شعارات لتلك التيارات بقدر ما قالوا إنهم ثوار من الشعب. هذه المظاهرات ليست عفوية والمتظاهرون ينددون بالحكم العسكري، بعدما خاب رجاؤهم في الجيش الذي اعتبروه حاميا للديمقراطية في بداية الثورة. يشعر هؤلاء بأن الثورة انحرفت عن مسارها ويطالبون بحكم ثوري. عاد العنف والقمع إلى ميدان التحرير وهذا يدخل البلاد في جو سياسي وأمني جديد. كر وفر. هذا هو الوصف الأنسب لما يجري في ميدان التحرير. السؤال المطروح هو: هل ستجري الانتخابات في موعدها المحدد؟
الجمعة 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 الثورة المصرية تبحث عن نفسها المصريون يكتبون صفحات جديدة من تاريخ بلادهم. الحملة الانتخابية على واجهة العمارات تبين كثافة النشاط السياسي، ولكن المخاوف كثيرة. تعرف مصر جدلا حول مكانة الجيش. ترى أحزاب كثيرة أن العسكريين يسعون إلى الاستحواذ على السلطة. المدونون يرفضون تنامي النفوذ العسكري في السياسة. تظهر على جدران القاهرة صورة المدون علاء عبد الفتاح المسجون بتهمة التحريض على العنف ضد القوات المسلحة.
صور عادل قسطل مبعوث فرانس 24 إلى القاهرة الوضع الاقتصادي مقلق كذلك. حالة الباعة المتجولين في الشوارع تثير الشفقة وسرعان ما يبدو البائع المتجول أكثر ارتياحا من رجل لا يملك إلا ثوبا واحدا يستر عورته ويقول في ميدان التحرير إنه سيبيعه قريبا. صور الناشط الإسكنداراني الراحل خالد سعيد حاضرة كذلك في الميدان. سعيد هو الشاب الذي أشعل مقتله فتيل الثورة المصرية وصوره تبدو وكأنها تحذر المصريين من مخاطر لا يدركونها حق الإدراك. ميدان التحرير يجلب بين الفينة والأخرى مواطنين غاضبين يحاولون إقامة مخيم قد يلفت انتباه الرأي العام والقيادة السياسية. المطالب كثيرة والأجوبة قليلة. الثورة المصرية تبحث عن نفسها.