قد يكون فينا ضعف و هذا ليس غريبا على بني البشر ، غير أن الأكيد أننا نستحق الحرية وهي مقصد من مقاصد الشريعة كما ذكر الشيخ الفاضل بن عاشور. فإذا قلنا أن العقل هو مناط التكليف، فالحرية لا تقل قيمة عنه. فإذا سلبت منك حريتك( حرية الرأي و الكلمة و التعبد و الاختيار) فلا أحسب أنك حينها تكون قادرا على أن تعبد الله تعالى كما أمرك، و لا على النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف، و لا حتى على أداء فريضة الصلاة جماعة في المساجد . و وضع تونس في عهد المخلوع و من سبقه ليس عنا ببعيد ، حين منعت المرأة من ارتداء الحجاب،و أغلقت المساجد و أصبحت الصلاة جريمة تحرم صاحبها من الوظيفة ،و اعتدي على الأعراض و الحرمات و على كل صاحب راي حر .و سكت حينها رجال المنابر خشية الفتنة و فتشوا عن فتاوي للخروج من المشكل عوض الوقوف في وجه مغتصب الحرية. حتى أطرقت الفتنة عليهم الأبواب. أو اليس الاعتداء على الحرمات فتنة، و أن تحرم المراة من العلاج حتى تخلع حجابها و من التعليم و من كل وسائل الحياة، أليس هذا بالفتنة !؟ و أن يزجّ بكل صاحب رأي في السجن أليس فتنة؟ مالكم كيف تحكمون ؟ ألم يقل الله تعالى في الحيث القدسي "إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا" ؟ألا يكفي هذا الخطاب وضوحا ليَهبّ كلّ إنسان للدفاع عن حريته و كرامته و عرضه بكل الوسائل السلمية يخطئ من يبتلع الصدمة و يقول نحن ضعفاء. و إنّما عليه أن يصنع من الضعف إن وجد قوة ،و يشمّر للدفاع عن حقّه ،عن إرادته عن الثقة التي وضعها الناس فيه كلّفه ما كلفه. و ليعلم جميع الأحرار مهما اختلفت مشاربهم ، أنه من يرضى بالاعتداء على إرادة الشعوب و حريتهم الوليدة -لأنهم اختاروا الاسلاميين- فهو يرضى ببيع حريته و كرامته ،و بعودة الأستبداد و التنكيل من جديد. وهو يرضى ببيع و أسْر الشعب بأكمله. و سوف لن يفرّق الظلم حينها بين إسلامي و غيره . و ستمزق الأعراض و لن ترى للحرية بصيصا بعدها أبدا. و سيطال البلاء الجميع بدون استثاء. و أقول لمن اعتلى المنابر ليبرر الاعتداء و الانقلاب بضعف قربنا من الله تعالى، أنه لن يُعبد الله تعالى في الأرض إلا مادام صوت الحق و العدل و الحرية عاليا مرفرفا و لا يخمد أبدا. و أقول لمن سال لعابه على الانقلاب و فتحت شاهيته للقيام بمثله في تونس، الآن حصحص الحق، و ظهر أصحاب المبادى و مناصري الديمقراطية الحقيقين من المتاجرين بها، الاقصائيين ،المدمرين للبلاد و العباد فقط من أجل مصلحة شخصية أو حزبية ضيقة . و اقول لكل الأحرار االمدافعين عن الشرعيىة، الملتزمين بإرادة شعوبهم لا " تهنوا و لاتحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "و لا تغرنّكم سطوة الظالمين المعتدين و كثرة أبواقهم ، فعلى الباغي تدور الدوائر.و لا يحزنّنكم تكالب أهل المطامع و الفساد و بقايا الاستبداد على الحق و أهله، إنّهم يحاولون التشبث بالرّمق الأخير ، و يصنعون بأيديهم آخر مشهد لظلمهم و قهرهم و سفك دماء الأبرياء، حتى لا يتركوا حجة لمن يدافع تجنيا عن حقهم في العودة إلى الحياة السياسية من جديد .و حتى يعرف المواطن التونسي حقيقة الذين يتاجرون بجراحاته و زعمهم الدفاع عن حاجاته، أنهم ليسوا سوى سماسرة للظلم ومطية لعودة الدكتاتورية .فسينتهون و تذهب ريحهم رغم ماعندعم من قوة.و ستظل إرادة الشعوب شامخة قوية تتكسر على أعتابها كل الدكتاتويات فأنتم بوحدتكم و ثباتكم و صبركم أقوى منهم ، وباقتناعكم بحق كل الناس في العدل و الحرية و الكرامة أنتم الأكثر قوة ، و بالتوكّل على الله تعالى لن تقهروا ابدا. و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون رشيدة النفزي ألمانيا