الاصل فى العلاقة بالساسة سواء كانوا فى المعارضة او فى الحكومة هو النقد وتسليط الضغط عليهم وعلى مشاريعهم حتى يتفانوا فى خدمة هذا الوطن، وتصقل ارائهم ومشاريعهم تحت نيران النقد والتصويب والتقويم. نقد وتصويب يُلزم صاحبه ان يكون ملما بالواقع السياسى العام والتحديات الكبرى للوطن، مستوعب للارضية العامة التي يقف عليها الساسة اعضاء حكومة كانوا او رؤساء احزاب اوغيرهم.ولعل من بركات الثورة التونسية ان جعلت الباب مفتوح والطريق معبد امام الجميع للخوض فى الشان السياسي والوقوف للحكام الجدد بالتصويب والنقد وصل حد التعطيل والتطويع والتركيع. ان ما تمر به بلادنا من محن وصراع بين قادة الدولة الجدد عدمي الخبرة المتسلحين فقط بحماس الثورة ودعم الجماهير وماكينة العهد البائد وحراس الثورة المضادة الذين سخروا كل جهدهم واموال الشعب المنهوبة وقدرات الخارج القوية لمحاربة الشعب فى حريته وثورته، صراع نخوض فيه كل يوم وكل حسب باعه وفهمه ومقصده نقدا وتفصيلا وحتي سبا وتهكما وبهاتانا احيانا. نقد مهما جردناه من خلفياته واغراضه اما هو مغرض ساقط تافه مقصده العودة الى الوراء واحباط الثورة وتركيع الثوار واجهاض المسار الديمقراطي بل وحتى الحنين الى الماضى بادق تفاصيله. او هو نقد صادق ينبع من الحرقة والرغبة فى انجاح المسار الثورى ومحاسبة رؤوس الفساد والتخلص من موروث الدكتاتورية وقادتها وازلامها وفلولها وهو ما يعنينا بالتعليق والتدقيق والتصويب اما الاول فمعروف الهدف والمآل. ان للنقد البناء حتما ادبيات واخلاق ومسار وضع اسسها كثيير من الباحثين والمفكرين وهذا ليس محور حديثنا بل محوره جوانب اخرى من واقعنا السياسي والاجتماعى تغيب بين سطور المهتمين بالشان العام المطالبين بالحرية والديمقراطية وتحقيق اهداف الثورة والقضاء على موروث الدكتاتورية. عند متابعة كل هذا يعتريك احساس ان كثير من الحقائق والعراقيل والمطبات التى تقف امامنا لا نعيرها اهتمام او حساب.ان عوائق كثيرة تقف امامنا حجزا خرساني صلب تمنعنا من التقدم كشعب او حكومة. ان عراقيل كالتحكم الخارجي فى دولتنا التي لا تنتج ما تستهلك ولا تصنع ما تلبس ولا تملك حتي قطع غيار لمصانعها وسيارتها ومستشفياتها ولا حيلة لها امام سيل من المعاهدات الدولية التي وقع عليها حكامنا فى غفلة منا لستين سنة خلت ونفوذ للمخابرات الدولية التي عششت فى زوايا الوطن كله وتجاذبات دولية تصارع بعضها على استغلالنا فى تقسيم الخارطة الدولية.ناهيك عن خبرات البلد التي فى حاجة للتاقلم العلمي فى الغرب وعمالة تشتغل فى الخليج وعرب البترودولار الذين صمموا اجهاض ثورتنا اضف اليهم عملائهم بالداخل التي تتدفق عليهم اموال بغير حساب واعلام يصرف عليه بدون حدود وجهل وفقر وحاجة يئن منها شعبنا الغالى وكثيير من العوائق الاخرى التى ضننا انها زالت بمجرد قيام الثورة وهروب المخلوع وان الطريق معبد وسالك امام قطار التغيير الذى عليه فقط ان ينطلق فى اتجاه الهدف. احلام مشروعة هى، وعوائق مسموح بالتغافل عنها لدى العامة المولعيين بالسياسة. لكن ان يغفل عن ذلك المتابعون للشان العام الحالمين باكثر مما يمكن ان يحمله ظهرهذا الوطن ويتحمله شعبه فهذا مما يستدعى الملاحظة والاتنباه. ان وقفة تامل صادقة مع النفس رغم اننا لم نتعود التطبيل او مهنة محامي الشيطان وسخرنا كثيير الوقت لنقد الساسة والقادة،وقفة تامل صادقة تحتم علينا الاقرار والتذكير والتنويه بناجح الترويكا المنتخبة فى الاستمرار فى الحكم وقيادة دفة الصراع السياسى وصمود المجلس التاسيسى وبراعة سياسة الهواة امام اخطبوط الفلول فى ظل واقع التامر الدولي والخيانة العربية وضعف مقدرات الدولة وامكاناتها.نجاح كان اوله خيار قيادى اصرت عليه النهضة فى حكم بالبلاد من خلال ترويكا متعددة المشارب السياسية وهو خيار سلط عليه كثير من النقد بانت فوائده فى ازمتنا الراهنة. ان حكومة وثورة يسلط عليها مثل هذا الكم من التشويه الاعلامي وتعطيل الانتاج وتشويه السمعة كبلد سياحى وقتل للجنود والساسة وتهكم على وزرائها واحزابها واحباط فاق الحدود. حرب انخرط فيها العدو بقصد ونية وصديق بغفلة وجهل، ان حكومة تصمد امام كل هذا، بل وتتلاعب باكبر مواقع نفوذ الفلول من اتحاد ومنظمات مهنية عميلة وتحبط مخططات عدة ومؤامرات متكررة لاسقاطها يصنعها لوبى عالمى مقتدر لهى حكومة مقتدرة رغم حداثة سنها تحكم شعب قوى بعزيمته وفهمه لم ينجر ضدها رغم تقريعه وتعذيبه معنويا كل يوم رغم حداثة سنه فى الحرية والديمقراطية. ان حلمنا كتونسيين بسيط وواقعى واستراتيجى،يجب ان يكون وينجح ان شاء الله يخشاه الاعداءو لا يريدونه ويسعون لتقويضه وهو ان تستمر الحرية والتداول على السلطة ولانعود لمربع الدكتاتورية مهما كلفنا ذلك من تنازل.فالدستور ممكن ان يعدل فى المستقبل والجرائم لاتسقط بالتقادم والحرية مسار تاريخى وليست تغيير بركانى انى اما رجوع الدكتاتورية فلا ينفع معه استدراك. ان كثيير ممن امتهنوا سياسة المعرفة المطلقة وتصحيح اخطاء الجميع دون الاقرار بمنجزاتهم ولو كانت بسيطة يمكن ان لا تعيرهم اهتمام ان كانوا فلولا او اعداء، اما ان يكونوا ثوارا ومهتمين او متحررين صادقين فوجب علينا تنبيههم من مرض متلازمةالتحذلق السياسى كظاهرة حتمية لتخمة الحرية المفاجئة دمتم فى حفظ الله عبد الرحمان كريفى ميونخ فى 01.10.13