يمكن أن نعتبر أن تجربة حركة النهضة بعد عامين من الحكم التوافقي تجربة فريدة في خارطة العمل السياسي التونسي بعد ثورة الكرامة و الحرية إن ميزة هذه التجربة أنها أطرت لأول مرة على الأقل في الفكر السياسي للحركة الأسلامية إن التمكين السياسي ليس مرتبطا بممارسة السلطة فقط بل يتعداها إلى أبعاد أخرى في التجربة النيابية السياسية للإسلاميين في تونس أعطت هذه التجربة الشعب التونسي الفرصة في أن يتعرف على هؤلاء اللذين شيطنهم إعلام بن علي المأجور و قسم كبير من النخبة الفركوفونية اليسارية في تونس. ظهرت حركة النهضة كفصيل سياسي متجذر في تربته السياسية و منفتح على محيطه العالمي و على قدر كبير من الدراية في الفكر السياسي أعطت النهضة كذلك درسا للحركة النسوية العلمانية في تونس أنها أحرص على أن تلج المرأة التونسية دوائر العمل السياسي الفعلي و الجدي في صناعة القرار السياسي و ظهرت أسماء لامعة كالأخت محرزية لعبيدي أو الأخت منية إبرهيم والأخت فريدة لعبيدي. أعطت كذلك حركة النهضة درسا في الألتزام السياسي بقرارات القيادة مع هامش كبير للنقد في مناخ ديمقراطي حزبي نسف الأفكار البالية اللتي كانت تروجها بعض الأطراف السياسية التونسية المدعية للديمقراطية و المتمسحة بظلامية الحركة و معاداتها للديمقراطية. يمكن أن نعتبر أن تجربة العامين ليست بهذه القتامة اللتي يروج لها البعض إضافة إلى أنها أعطت رصيدًا ثمينا من التجربة السياسية النيابية والأدارية قد تحتاجها الحركة في مستقبل قريب. ياسر مراد ذويب: ناشط سياسي و حقوقي عضو في المنتدى الأسلامي الكندي مونتريال كندا