المتتبع هذه الايام لاعلام ام الدنيا مصر ، يقف على جملة من الحقائق ، التي تصيبه بالدهشة احيانا ،وبالاحباط اخرى، امام خطاب الكراهية الذي يبث بالفم المليان ،ضد كل ماهو عربي اسلامي، ويكرس حالة الغرور التي عودنا عنها الفراعنة في حالات الحرب والسلم ، التي تمر بها الامة . فلا صوت يعلو فوق صوت المطبلين، للحرب على غزة والمهنيئين للكيان الصهيوني ، على غاراته التي قتلت اطفال ونساء فلسطين في غزة الجريحة، التي تقاوم وحدها وترفع مجد الامة، وتصنع التاريخ من امكانيات محدودة رغم الحصار والدمار ، من الشقيق قبل العدو. ويذكرني واقع الاعلام المصري اليوم، الذي يرى الامور بعين واحدة ، ويتحدث باسلوب واحد، بنكتة مصرية قديمة، تخص الحريق الذي شب في احدى حمامات المدينة الخاصة بالنساء، والذي تسبب في هلاك النسوة المحتشمات، اما غيرهن فهرعن عاريات هروبا من جحيم النار ، ولما ابلغ الامير بالحادث سال عن الوضع فاخبروه بما حدث عن هروب النساء عاريات لكنه سال عن الي اختشوا أي من لم يسمحن لانفسهن بالخروج عاريات فاخبروه ان "الي اختشوا ماتوا". فعلا الاصوات العاقلة في الاعلام المصري وما اكثرها، لامكان لها ، في دكاكين الفتنة التي يشغلها الانقلابيون بالريموت كنترول، لتنفيذ اجندة سياسية ، تتماشى مع الواقع المصري على جثث ورقاب الاشقاء الفلسطينيين، فهؤلاء اما في السجون او قتلوا او هجروا من ديارهم بغير حق، واطلق العنان للعاريات يبدين مفاتنهن واضحوكة للمشاهدين بتصريحاتهم . ومع ان الصواريخ والقذائف الاسرائيلية، لاتميز بين من هو في حماس ومن في فصيل اخر ، وبين الاخواني وغير الاخواني ، الا ان ابواق الفتنة في قاهرة المعز تسوق الجميع بعصا واحدة، وترى ان غزة بؤرة ارهاب وسخر لها الله اسرائيل لتمحقها ، ومنهم من وصلت به الوقاحة الى حد رفع القبعة ، تحية لتل ابيب ، ورفع الحذاء لكل مقاوم في ارض غزة. وبلغت الجراة بهؤلاء الى حد الاستدلال بالقران ، في احاديثهم التي لم تعد تنطوي على احد، وفقدوا من خلالها بريق الاعلام المصري الذي كان في صدارة الاعلام العربي حتى في زمن مبارك ، وقبلها فقدوا شرفهم وعذريتهم الاعلامية امام المواطن العربي . ويبدو ان خفافيش الاعلام في مصر ، التي اتيحت لها الفرصة ، بعد الإطاحة بحكم الإخوان، لا تتقن الا نشر خطاب الكراهية، و لاتحسن التعامل مع الاعلام الا باستحداث عدو قريب تنهش لحمه امام جبنهم للعدو الغريب . ففي الوقت الذي يعترف الكيان الصهيوني، عبر مختلف قنواته التي اثبتت مهنيتها اكثر من اعلام ارض الكنانة، بصعوبة وشراسة المقاومة في غزة، وخطر الصواريخ التي تدك مختلف المدن الاسرائيلية، تجد هؤلاء يقللون من قيمتها ويسمونها شماريخ،لاتسمن و لاتغني من جوع،وتضر الفلسطينيين اكثر مما تنفعهم حسبهم، متجاهلين المكاسب والمفاجآت التي تحققها مختلف الفصائل في غزة ،والخسائر التي لحقت بالجيش الاسرائيلي والتي تتجاوز خسائره في حرب 73 امام القوات المصرية المدعومة بجيوش عربية. وفي الاخير ينبغي تذكير هؤلاء بقوله تعالى "ولن ترضى عنك اليهود و لاالنصارى حتى تتبع ملتهم-" فوزي حوامدي