لست أدري لماذا أربط الحالة العربية اليوم بما صوّره الروائي الطاهر بنجلون في روايته " حين تترنّح ذاكرة أمي". فاللافاطمة، هي خليط مشوّه بين الماضي و الحاضر، و عجز عن الفصل بينهما، و ضعف في الإدارك، و ثقوب في الذاكرة تسبّب جروحا نفسية لمحبّيها، و التي تؤلمهم حالة أمهم. فما بين حياة الأم في لا حياتها، و جروح الراوي، تتلخّص حياة العرب اليوم. فماذا يعني أن يتوق بعضنا إلى ماضي الاستبداد، و حكم الفرد، و الزعامة الخالدة، و تترنّح ذاكرته ، و تتوحّد مع ماضيه في أبشع صورة ينخلع لها قلب الوليد.. ماذا يعني استدعاء الصور القاتمة من ماضينا. فهذا يستدعي ذكريات ألمه و وجعه في طفولته، طلبا للانتقام عندما يبلغ من العمر ما يمنحه قوة الانتقام. و ذاك يستدعي تراث التزييف السياسي ، ليلج به الانتخابات و يُصادر حق الأجيال في التغيير. و آخر يعود بنا إلى ميراث التكفير، ليُفسد رحمة الاسلام. و غيره يستدعي مقولات الدين أفيون الشعوب و الصراع الطبقي، ليُدخلونا أفيون الفساد و الافساد.. حالة مرعبة حقيقة. ألهذا الحد بلغت رداءة و مأساوية الوضع العربي؟. رحم الله حجة الاسلام الإمام الغزالي، الذي ارتقى بحالة القلق، و لم يركن لعالم الشهادة إلا بعد بلوغ حالة الشهود. كل يدّعي أنه على الحق و بالحق ينطق و يحكم. و كل يدعي أن غيره على شر و بالشر ينطق و يحكم. و البعض لا يزال يعيش حالة " التفكير الصبياني"، و يصبّ جام حنقه و غضبه على الدين و منظومة القيم، و بعض آخر يعيش حالة " الطفولة الفكرية" و يريد أن يوهمنا أن العطب في العقل و التعقّل. و فئة ثالثة تعيش حالة " المراهقة الفكرية" و تدفع بنا إلى الانزواء عن الشأن العام، طلبا للسلامة، و استجابة لتشهّيهم و شبقهم بالسلطة.. حالة مزرية، فيها الشعوب تائهة، و النخب عن الحقيقة مائلة، و أعداء باللأمة عابثة. متى تعود فاطمة، و تعود للأمة ذاكرتها و عافيتها؟. مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=26626&t=الواقع العربي و رواية " حين تترنّح ذاكرة أمي"&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"