- لو كرهوا الأوساخ والقاذورات كرههم النّهضة لباتت البلاد وردة في أجمل روضة من رياض هذه الدنيا الفسيحة، ولكنّهم عشقوا القاذورات حتّى جافاهم الذوق السليم وحلّت بينهم الخنازير، تأكل من إفرازاتهم!... - لو كرهوا البطالة كرههم النّهضة لما توقّفت بالبلاد مشاريع ولما غابت بنية تحتيّة أو علويّة ولما غصّت المقاهي والملاهي بروّادها ولما انخفض سعر الدّينار وتراجع ولما شطّت الأسعار وتعسّرت الحياة!... - لو كرهوا الحرام كرههم النّهضة لما تقلّصت ساعات عملهم حتّى صارت دقائق معدودة ولما سهل عليهم الاعتصام والامتناع عن العمل ولما استجابوا لدعاة الإضرابات الضاربة حتما للاقتصاد وللطّاقة الشرائيّة ولما كثرت أموالهم رغم غياب أسباب كثرتها الشرعيّة والموضوعيّة، ولما وضعوا نطفهم في حرام أو جاس بالبلاد أبناء الحرام!... - لو كرهوا الظلم كرههم النّهضة لما سعى منهم ساعٍ إلى قول الباطل أو تزكيته ولما كُتب للظالمين البقاء ولما رُئي في البلاد مُضام أو معزول باسم الحياد!... - لو كرهوا الصعود إلى الهاوية كرههم النّهضة لما رأيت في البلاد ذميمَ خلق ولا فاقدَ ضمير ولا سليبَ مروءة ولا فاقدَ همّة ولا عديمَ حياء ولا صاحبَ دياثة ولا مقبلا على الملاهي ولا مدبرا عن المساجد ولا زيرَ نساء ولا بائعة هواء ولا نواديَ ليلية أو قنوات كما التي في الدّيار تلفزيّة ولا ذهب منهم مَن عنده ما يقول يهتك سترا ولا أضحك عليه الخلائق الذين من قبل قد هتكوا الستر، ولا أشاعوا بالبلاد المنكر ولا قصّروا في نهي النّاس عن المنكر ولا بدّعوا في البلاد ب"الإبداع" ولا أجرموا بسقوطهم في حقّ الإبداع ولا باعوا نساءهم على الهواء لحما نتنا طريّا ولا عابوا على الزكيّ أن يحيى في بلده كريما زكيّا!... أشياء كثيرة لو كرهوها كرههم النّهضة لصلحت بكرههم لها البلاد، ولأمسوا قادرين على مراجعة كرههم بعضهم، فما بالكره تنصلح البلاد!...
