دانت منظمات إسلامية عدة في أستراليا اليوم الاثنين احتجاز الرهائن في مقهى بسيدني من قبل مسلح يعتقد أنه إسلامي، فيما وصف مفتي أستراليا مرتكبي الحادث بأنهم "مجانين"، مؤكدا براءة الإسلام من مثل هذه الأفعال. وقالت أكثر من منظمة إسلامية في بيان مشترك ردا على عملية احتجاز الرهائن في مقهى "ليندت" في شارع "مارتن بلاس" بمدينة سيدني، "نرفض أي محاولة لانتزاع أرواح بريئة لأي كائن بشري أو لإثارة الخوف والرعب في القلوب"، منددة بما قالت إنه "عمل دنيء".
وفي تعقيبه على الحادث، قال المفتي العام لأستراليا إبراهيم أبو محمد لوكالة الأناضول، إن "ارتكاب جرائم بحق مدنيين هو عمل مجرم وغير أخلاقي وندينه، ونعتبره عملا لا يليق بمسلم لا حضارة ولا تاريخا ولا خلقا، ومن ثم نعتبره عملا إجراميا ضد أبرياء لا ذنب لهم".
وأضاف أن رفع الخاطفين "علم التوحيد، هو اختطاف جديد لعلم المسلمين أجمع، فراية التوحيد هي ملك لكل المسلمين، وليست لهم وحدهم"، وأنه لا يجوز لأحد أن يستعمل هذه الراية "لإثارة قلاقل واضطرابات وجرائم تحت اسم هذا العلم، لأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده". وذكر المفتي أن تعداد المسلمين في أستراليا قرابة المليون مسلم -من بين نحو 32 مليونا هو إجمالي السكان وفق إحصاء 2013- و"هؤلاء المجانين، لا يتعدون 15 أو 20 شخصا فقط"، بحسب قوله.
وكان مفتي أستراليا ومجلس الأئمة الوطني الأسترالي قد سارعا بإصدار بيان مشترك يدين عملية احتجاز رهائن في مقهى بسيدني يعتقد أن مسلحا إسلاميا نفذه، وتعهد الطرفان بالعمل للتوصل إلى حل سلمي لهذه القضية.
يذكر أن المحتجِزين، أجبروا بعض رواد المقهى على رفع علم أسود عليه كتابات عربية بيضاء من خلف زجاج المقهى. وقالت وسائل إعلام أسترالية إن أعضاء من "جبهة النصرة" يقفون وراء عملية احتجاز الرهائن، إلا أن أيا من المسؤولين الأستراليين لم يدل بتصريحات بخصوص انتماءات الخاطفين.
ولا يُعرَف على وجه التحديد عدد الرهائن المحتجزين في المقهى، وذكرت التكهنات الأولية أن عددهم 13، بينما صرح مدير الشركة المالكة للمقهى في أستراليا أن عشرة عاملين وثلاثين زبونا كانوا موجودين في المقهى وقت الحادث، ولم يدل المسؤولون في الشرطة الأسترالية بأي معلومات حول عدد الرهائن.