رغم الضربة القاسية التى تلقتها فرنسا ، اذ لم يحدث ان تعرضت لثلاث هجمات ارهابية في ثلاث ايام متتالية ، ولم يسبق ان قتل عشرا ت الفرنسيين في العاصمة باريس بهذا الشكل الدموي حتى وصف بعض الاعلاميين الفرنسيين بان ما يحدث هو 11 سبتمبر فرنسي ، كما لم يسبق ان نقلت كاميرات مراقبة قتل شرطي فرنسي بدم بارد من قبل احد المهاجمين ، رغم كل ذلك فان الفرنسيين سلطة ومعارضة اثبتوا انهم يتحلون بروح مسؤولية عالية تفاديا لتداعيات اي تصريح غير مسؤول على الامن القومي الفرنسي وما قد ينجر عنه من ردود فعل عنصرية وغير مسؤولة ضد المسلمين ، اذ ثمة خمسة ملايين مسلم اغلبهم يحملون الجنسية الفرنسية ويعيشون في فرنسا ويمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية وكلهم مستاؤون مما تنشره الجريدة التى استهدفها الارهاب لما تنشره دائما من اساءة للرموز الاسلامية خلافا لتحفظها على نشر اي ادانة للرموز اليهودية او المسيحية ، ولكنهم الآن يجمعون على ادانة هذا القتل الاعمي باسم الاسلام ، لذلك اتسمت التصريحات الرسمية بالاتزان والحكمة وعدم الخلط بين المسلمين عموما وقلّة من القتلة ، فقد صرح الرئيس هولاند وبعيدا عن اي موقف عاطفي او انفعالي انه " لا يجب الخلط بين الاسلام كدين وبين هاته الاعمال الارهابية التى لا علاقة لها بالدين الاسلامي " ، ودعا للوحدة الوطنية وسينزل شخصيا مع كامل اعضاء حكومته الى جانب الشعب الفرنسي وكل المعارضة (محافظين ويساريين ) وكافة اطياف الشعب (مسلمين ومسيحيين ويهود ) سينزلون جميعاالى الشارع بباربس يوم الاحد المقبل في المسيرة قد تكون الاكبر في تاريخ فرنسا ضد الارهاب ...(وليس ضد بعضهم البعض .).. وهو نفس الموقف الالماني على لسان المستشارة ميركل بل اكثر من ذلك حضر وزير العدل الالماني اليوم احدى خطب الجمعة هناك حتى لا يحدث اي لبس لدى الالمان ولا يدخلون في صراع خاطىء ضد المسلمين انهم يدركون ان الوحدة الوطنية والمحافظة على قيم الجمهورية والمواطنة هي الجدار الواقي ضد الارهاب ... اخبرني صديق لي ان بعض التونسيين في فرنسا نظموا اليوم مسيرة تضامنا مع الشعب الفرنسي ورفعوا شعار " يا غنوشي يا سفاح ياقتّال الارواح " الاستاذ عمر الرواني