التقى امس وفد يقوده الإمام حسن الشلغومي الفرنسي ذي الأصول التونسية برفقة طارق بن عمار و10 أيمة من فرنسا ببابا الفاتيكان في روما. يذكر ان الشلغومي من أبرز الأيمة في فرنسا الذين يدافعون عن التسامح والاعتدال. وقد تعرض مؤخراً في تونس إلى اعتداء بالعنف من قبل متشددين دينيين. وقال في تصريح خص به "الصباح" مباشرة بعد لقائه البابا وحضوره قداس الأربعاء بمعية أيمة فرنسيين، أن اللقاء هو الأول من نوعه ويأتي في ظرف تاريخي دقيق يشهد توترا غير مسبوق بين المسلمين والمسيحيين.. وأفاد بأن اللقاء يندرج في إطار دفع حوار الأديان والتأكيد على أهمية التعايش بين مختلف الأديان، مشيرا إلى خطورة الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق بالعالم على غرار احداث كينيا، والاعتداء الارهابي على كنيسة في بيشاور الباكستانية.. فضلا عن الاعتداءات التي يتعرض لها أقباط مصر.. وقال الشلغومي أن الأيمة الفرنسيين أكدوا للبابا أن لا علاقة للإسلام بالارهاب والقتل، وان الاسلام هو دين تعايش وتسامح، مفيدا ان اللقاء التاريخي يهدف خصوصا الى تمرير رسالة لضحايا الارهاب تؤكد تعاطفهم معهم.. وقال: "طلبنا من الشخصيات المسؤولة المقربة من البابا اعطاء رسالة قوية لأوربا بان لا تخلط الحابل بالنابل". وأضاف ان القداس الذي حضره أكثر من 80 ألف مسيحي هو رسالة سلام وتعايش، وهو رسالة قوية تؤكد على سماحة الاسلام.. وعن الخطوة المقبلة التي يعتزم أيمة فرنسا قطعها، أشار الشلغومي إلى أن الوفد طلب من قداسة البابا العمل على دفع حوار الأديان حتى لا يقع الصدام بينها.. ولاحظ أن المسيحيين في الشرق يعانون اليوم، وكذلك المسلمين في أوروبا يتعرضون للميز العنصري، فلا بد من القيام بحوار جدي..علما ان ثلاثة ارباع الفرنسيين يخافون من الاسلام وهذا جاء نتيجة حملات تشويه ضد الإسلام والمسلمين صدرت معظمها من الإعلام. وقال:"قررنا نحن الأيمة السفر الى كينيا لنضع ورود السلام ولنقول ان لا علاقة للإسلام بالارهاب والتطرف". وعن رأيه في ما يجري في تونس، قال"من اعتدى عليّ في تونس ليس تونسيا، فالتونسي لا يستعمل العنف بل يتعايش مع الآخر.. وبلادنا لا بد أن تستعيد مكانتها الريادية كمنارة للإسلام المتسامح المعتدل"..