نظم معارضون للانقلاب العسكري في مصر، اليوم الجمعة (14|8)، مظاهرات ومسيرات في عدة محافظات مصرية وسط انتشار أمني كثيف لقوات الشرطة التي قامت بفرض حصار على بعض المناطق وإغلاق ميادين رئيسية، خشية تصاعد وتيرة الفعاليات الشعبية لإحياء الذكرى الثانية لواقعة فض اعتصامات رافضي الانقلاب في ميداني "رابعة العدوية" والنهضة". وشهدت مدن القاهرةوالإسكندرية ودمياط والشرقية والفيوم والغربية وبني سويف، أبرز هذه المظاهرات وأكبرها، حيث خرجت أعداد كبيرة من أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" في مسيرات احتجاجية استجابة لدعوة "تحالف دعم الشرعية"، بالتزامن مع الذكرى الثانية لفض اعتصامي "رابعة" و"النهضة". ورفع المتظاهرون أعلاماً تحمل شعار "رابعة" وصوراً للشهداء والمعتقلين والرئيس المعزول محمد مرسي، كما ردّدوا هتافات ضد الانقلاب و"حكم العسكر" والجيش والشرطة. وخلت الميادين الرئيسية الكبرى والطرق المؤدية إليها من أي مسيرات أو مظاهرات بسبب إغلاقها من قبل قوات الأمن، حيث جابت جموع المتظاهرون الشوارع الجانبية بسبب الانتشار الأمني الكثيف، وتقدمتها أسر بعض الشهداء الذين قضوا في مظاهرات سابقة مردّدين هتافات تدعو لمحاسبة قتلة أولادهم. وقد تمركزت قوات أمنية تترأسها قيادات كبيرة من وزارة الداخلية أمام مسجد "رابعة العدوية" في مدينة نصر، تحسباً لخروج أي مظاهرات رافضة للانقلاب، في حين تجوب مركبات عسكرية خاصة لقوات "التدخل السريع" الشوارع المحيطة بمسجد "رابعة"، لمراقبة الأوضاع الأمنية فيها. وفي السياق ذاته، قام شباب من حركة ''عائدون'' التابعة لجماعة الإخوان، بكتابة شعارات مناهضة للجيش والشرطة على جدران المباني في شوارع غرب الإسكندرية، في إطار فعالياتهم لإحياء الذكرى الثانية لفض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة". وفي المقابل، نظم العشرات من الأشخاص بالإسكندرية عقب صلاة الجمعة اليوم، وقفة لتأييد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ميدان "القائد إبراهيم" وذلك بالتزامن مع المسيرات الرافضة للانقلاب. ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في منطقتي الهرم والمطرية، انتهت بفض المسيرات. من جانبه، هاجم وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، دعوات جماعات الإخوان للتظاهر اليوم ووصفها بأنها "دعوات للفوضى"، موكداً "أن الاستجابة لهذه الدعوات تعتبر خيانة للدين والوطن وعمالة لأعداء الأمة". وأشار مختار إلي تركيب كاميرات مراقبة داخل المساجد، هدفها "الحفاظ على أمن المساجد وسلامتها وقدسيتها"، قائلاً "إن هذه الكاميرات لا علاقة لها على الإطلاق بعمل الإمام أو بأداء الناس لنسكهم وعبادتهم". ومن جهة أخرى، قال رئيس شركة "ميناء القاهرة الجوي" أحمد جنينة إن موقع الشركة على شبكة الإنترنت تعرض اليوم للاختراق من قبل مجموعة "هاكرز" قاموا بوضع شعارات جماعة "الإخوان المسلمين" عليه، قبل أن تتم استعادته. وتعود وقائع فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" إلى 14 آب (أغسطس) 2013، حيث قمعت قوات الجيش والشرطة المصرية جموع معارضي الانقلاب العسكري في مصر، حيث نظّم أولئك اعتصامات ومسيرات اتخذّت الرئيسية منها مكاناً في "ميدان رابعة العدوية" في القاهرة و"ميدان النهضة" بالجيزة، وأسفر فضّها عن 670 قتيلا ونحو 4400 مصابا، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة المصرية. ووصفت منظمة "هيومات رايتس ووتش" الدولية في تقرير لها، ما جرى في ميداني "رابعة" و"النهضة" بأنها "جرائم ضد الإنسانية تعبّر عن أخطر حوادث القتل الجماعي غير المشروع في التاريخ المصري الحديث".