هذا ما جناه رئيس المنطقة الجديد على نفسه وعلى أعوان الأمن والحرس الوطني في المنطقة . تبدأ الأحداث بعد حادث سير لا يعدو أن يكون عادي، إفراط في السرعة وخلل في الأضواء الأمامية للسيارة وشابين في مقتبل العمر على متن دراجة نارية بدون أضواء خلفية ولا أمامية. تشابكت هذه المعطيات لتفضي إلى حادث مرور اليم وقاتل. بعد ذلك تضاربت الأخبار حول طبيعة الحادث وإنتشر في مواقع التواصل الإجتماعي خبرا مفاده أن شابين لقيا حتفهما جراء مطاردات أمنية لقوات الحرس الوطني ، وبدأت الإحتجاجات ولاقت صد عنيف من قوات الأمن ليلة الأحد 03-10-2015. ما زاد من إصرار للمحتاجين . من جانب آخر تعود الأسباب العميقة للاحتجاجات من إستياء شديد وإحتقان للشارع في جرجيس بسبب التصرفات الأمنية في الفترة الأخيرة بعد قدوم رئيس منطقة جديد اعرب على رغبة جامحة وشديدة لإخضاع المدينة تحت الحذاء الأمني مثلما كان ما قبل الثورة. فبدأت حملات عشوائية للسطو على الممتلكات بغطاء أمني واسع وذلك بحجز كل الدرجات النارية بدون تمكين أصحابها من أي وصل يفيد أن ممتلكاتهم قد وقع ضبطها وحجزها كذلك إبان حملت واسعة على ممتلكات المقاهي على الرصيف وإستعمال الكيل بمكيالين فمقهى تحجز ممتلكاته وآخر لا .كل هذا وذاك كان تحت الهرسلة الأمنية والترويع بإستغلال القوة العامة مما أثار إحتقان في شارع العكارة ودفعهم إلى مقابلة معتمد جرجيس وتبليغ امتعاضهم من مثل هذه التصرفات في مرحلة أولى والسعي إلى الإعلان على مسيرة إحتجاجية مطالبة بتغيير رئيس المنطقة الجديد الذي كما زعم العديد من المواطنين أثار بلبلة وقلب المدينة رأس على عقب . أثناء احتجاجات اليومين الماضيين ساهمت تصرفات بعض أعوان الأمن في تأجيج الوضع وإعادة إشعال فتيل الفتنة بعد أن هدأت ليلة الأحد لتعود وتتوصل إلى ليلة الإثننين ، فقد تعالت أصوات هذه الأطرف الأمنية بخبيث الكلام وسب للجلالة وتوعد ووعيد لنساء جرجيس ورجالها مما أثار موجات كبيرة من الإستياء لدى الجميع وساهم في توصل الإحتجاجات لليلة الثانية . كل هذه الأسباب احالت مدينة جرجيس من مدينة جميلة وهادئة يطيب فيها العيش وشحنت جوها وعكرت صفوها، وهذا من أبسط أبجديات علم الإجتماع فمن يزرع البلبلة والترويع في مدينة هادئة ليس له إن يحصد غير الإحتجاجات وكلمة "DEGAGE" التي رمت بالمخلوع خارج أسوار تونس .