نصمت فيستغل السياسيون صمتنا و يبتزون و يفاوضون و يركبون الأمواج على ظهورنا و يجلسون بالنيابة على كراسينا و يسبوننا و يهينوننا و يتعاملون معنا على أننا قطيع اغنام و يملون علينا رغباتهم و خططهم و رغم الضرر الذي نتعرض له نستمر في صمتنا, ثم تقترب الإنتخابات و قد تعودوا على المكاتب المكيفة و المساكن و السيارات الفخمة و الرحلات الترفيهية و الهدايا و يبدؤون في مكرهم و خداعهم و دعايتهم التحايلية و الكاذبة و يستعملون كل أنواع الأسلحة ليحافظوا على نفس مستوى العيش الذي منحناه لهم طيلة فترة انتدابهم بصمتنا. بعض السياسيين و بعد أن تدوقوا امتيازات السياسة، و تأثرهم بزعامات ثورية شيوعية أو إسلامية يريدون أن يجعلوا من أنفسهم أصناما مقدسة و يصورون لنا أنفسهم على أنهم ملائكة غلاظ شداد وقفوا في وجه الفوضى و الثورة التي عصفت بها رياح الربيع العربي إلى المملكة و أنقدوا المغرب من ما لا يحمد عقباه، و يتوهمون و يحلمون و ينطقون بما كان يلوج في خاطرهم و تصوره لهم نفسهم الماكرة و الخداعة. يكذبون على شعب صامت لم يتكلم و لم يخرج للشارع و لم يقل رأيه و هو يمثل الأغلبية الساحقة الغير مسجلة في اللوائح الانتخابية أضف إلى ذلك تلك المسجلة و التي لم تدلي بصوتها، صمتهم ليس جبنا أو خوفا و لكن ثقتهم كبيرة في الدولة التي يحكمها جلالة الملك و لا يهمهم مكر الماكرين فهم يعرفون أنفسهم جيدا لا يعرفون الخداع أو المتاجرة بسيادة الوطن و ثوابت دولتهم و هم الأغلبية الساحقة التي خرجت عن بكرة أبيها من بين الأزقة و الشوارع بعفوية أخرجها ألمها العميق بتلقي خبر وفاة زعيمها و قائدها المشمول برحمة الله الحسن الثاني، خرجت و جابت الأزقة و الشوارع و اتجهت صوب الرباط مشيا على الأقدام لإلقاء اخر نضرة على نعش زعيمها و مبايعة ولي عهده و ملك البلاد اليوم أدام الله له النصر و التمكين، هذه هي الأغلبية الصامتة التي يجب أن يخشاها كل من سولت له نفسه اللعب بالنار و مساومة الشرعية التاريخية و المس بها و عدم توقيرها و احترامها. فالدولة التي نعرفها أولا و قبل كل شيء و قبل الدستور حتى هي دولة جلالة الملك التي بايعها أجدادنا و أباؤنا و نحن معهم، الملكية الجامعة و الضامنة للإستقرار و المستمعة لنبض الشعب أينما حل و ارتحل، و رغم أنها مصرة على التحول و بناء دولة حداثية دمقراطية إجتماعية و دولة مؤسسات يلعب فيها كل أفراد المجتمع المدني الأدوار المنوطة بهم في التسيير و التدبيير و الإختيار و التتبع و التقييم، فنحن لا نحتاج للمزيد من الإنتهازيين الذين يخرجون بتصريحات تستهدف زعزعة التحام الشعب بمؤسسته الملكية لأنهم يدركون جيدا أن خلفهم من لا يرى و لا يسمع و لكنهم متأكدون أن الصامتون لا يعرفون سوى دولة الملك و لن يفتحوا أعينهم و أذانهم إلا عندما يناديهم فاحذروا الشعب الصامت. عبد الصمد وسايح