يبدو أن قيادات بعض الأحزاب أصبحت تبحث عن ملاذ آمن للتخلص من التململ داخلها نتيجة بعض التصرفات والممارسات واتخاذ مواقف وقرارات دون الرجوع إلى مؤسساتها وقواعدها. ومن أهم هذه المواقف هو تكوين جبهة سياسية تجمع كلّا من مشروع تونس والاتحاد الوطني الحر وشق بلحاج من نداء تونس كما أوردت جريدة المغرب في حوار أجرته مع مع خولة بن عائشة عضو المكتب التنفيذي لحركة مشروع تونس. لكن هذه الخطوة لم تحظَ برضا قواعد وقيادات هذه الأحزاب، إذ أبدت أغلبية قيادات "مشروع تونس" احترازا على هذا التوجه وذهب بعضها الى اعتبار مشاركة محسن مرزوق في اجتماع الجبهة السياسية تسرّعا غير مقبول، وقال آخرون من خارج "الحزب" أنه هروب إلى الأمام لرأب الصدع والإنشقاقات التي طفت على السطح مؤخرا. أما حزب الوطني الحرّ فقد أصبح يعاني من انسلاخ أهم قياداته بدعوى أن رئيس الحزب سليم الرياحي أصبح يدير شؤونه بصفة فردية وكأنه "مزرعة خاصة" على حدّ تعبير أحد الصحفيين التونسيين. وعلى هذا الإعتبار فيبدو أن الجبهة المذكورة مكتبوب عليها الفشل قبل ولادتها نظرا لتباين المصالح والدوافع للإنخراط فيها.