تعيش الثورة التونسية عيدها السادس بين مناخ داخلي معقد و متشعب تحتاج فيه الطبقة السياسية التونسية الى طمأنة شعبها اللذي لم يرى اشياء تتحقق من مطالب ثورته المجيدة. كالتشغيل و العدالة و الكرامة و تأسيس دولة مؤسسات و القانون زد على ذلك مناخ دولي اصبح يتبرم من صحوة الشعوب و التوق إلى الحرية و الكرامة هذا المجتمع الدولي المنافق و اللذي يشجع في ظاهره على الاقل التجربة الديمقراطية التونسية و يصفق للانقلابات و يستقبل قادتها اللتي فضت الاعتصامات و حرقت النفوس البشرية ماهو المطلوب اليوم حتى تنجح التجربة التونسية اعتقد بكل صراحة و في تصورى أن نرجع الى مطالب الثورة و اللتي تتمثل أساسا في عدالة انتقالية تجمع بين الضحية و الجلاد و تطهير هذه المظالم بتوبة صادقة و شجاعة من الجلادين و كل من نظر للتعذيب و مارسه على كل من لم يكن في ركب النظام السابق نحتاج كذلك إلى قلوب تصفح و تعفو عن من ظلم و تعيد الظالمين الى ركب الطلقاء نحتاج كذلك إلى مجتمع مدني حارس حقيقي لذاكرة شعبنا النضالية و ضابط لكل التجاوزات دون تفريق بين المواطنين أو تقديم الفرز الأيديولوجي على قيمة و إنسانية الإنسان التونسي و حقه في ان يعيش كريما في وطنه فحقوق الانسان التونسي أصيلة كامنة في انتماءه للبشرية نحتاج كذلك إلى قضاء عالي و مترفع عن الفرز الأيديولوجي يكون ملاذ المظلومين و شجاعا في قراراته و يعيد امل العدالة في قلوب المواطنين و يرعب الظالمين و يردعهم عن إفسادهم و فسادهم دون تدخل للدولة نحتاج كذلك إلى رؤية و برنامج استراتيجي للتنمية في الدولة التونسية و قرارات شجاعة و الخروج من فشل المنوال الاقتصادي القديم اللذي همش الانسان التونسي اكثر من هامشية مناطقه الداخلية نحتاج الى احترام سنن التغيير بين الاجيال في ديناميكية إيجابية تبتعد عن منطق التأبيد البيولوجي و الوراثي و تعطي الفرصة للشباب التونسي في مسؤولية القيادة السياسية أو الاجتماعية ونحتاج كذلك إلى ايمان الشعب التونسي بالحفاظ على ثورته حتى لا يأمن الردة و الانتكاسات كما شهدتها بعض الثورات العالمية أود أن أختم أن خلاص الشعب التونسي و شعوب المنطقة العربية لا يكمن في رجوع المستبد العادل اللذي حكم أوطاننا اكثر من ستين سنة لم تتحقق فيه لا العدالة و لا التنمية و لا الكرامة ياسر ذويب ناشط سياسي و حقوقي مختص في شؤون الجالية المسلمة في كندا مونتريال كندا