وزير الشؤون الاجتماعية يكشف عدد عمال المناولة الذين تم تسوية وضعيتهم..#خبر_عاجل    شراكة جديدة بين الطرُقات السيارة والبريد بش يسهّلوها على التوانسة...كيفاش؟    تقرير الامم المتحدة حول "آفاق التحضر العالمي 2025" يؤكد ان المدن تؤوي 45 بالمائة من سكان العالم اليوم    جمهور غفير يُتابع مسرحية "الملك لير" وتكريم للفنان الكبير يحيى الفخراني    عاجل/ الساحة الفنية تفقد الممثل نور الدين بن عياد..    إيقاف ''تيكتوكوز'' متهمة بنشر محتويات مخلة بالحياء    بوغبا لم يشك أبدا في قدرته على اللعب مجددا بعد عودته من إيقاف المنشطات    غيث نافع: شوف قدّاش كانت كمّيات الأمطار في مختلف الجهات التونسية    مسرحية "(ال)حُلم... كوميديا سوداء" لجليلة بكار والفاضل الجعايبي: عمارة تتداعى ووطن يعاد ترميمه    عاجل: الدولة تتّجه نحو فصل رخصة الماء عن رخصة البناء...علاش وكيفاش؟    مونديال 2026 – مباراتا نصف نهائي الملحق العالمي يوم 26 مارس    دراسة: 57 بالمائة من المتكونين في ميكانيك السيارات يعرّفون حادث الشغل على انه المتسبب في أضرار بدنية فقط    تونس تشارك في المؤتمر الدولي للسياحة العلاجية بتركيا تحت شعار " الدبلوماسية الصحية والابتكار"    كميات الامطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    قرمبالية تحتضن الدورة الأولى لمهرجان فاكهة "التنين" بالحديقة العمومية    جامعة عملة التربية تدعو الى التفعيل المالي للترقية بالملفات وبالاختيار لسنة 2024    ميزانية الدولة 2026 :اعتمادات وزارة الفلاحة في حدود 2467 مليون دينار    الذكاء الاصطناعي يهدد الموظّفين التونسيين ووزارة الشؤون الاجتماعية تتحرك عاجلًا!    "حاجات جامدة بتحصللي من أقرب الناس"... شيرين تكشف حقيقة اعتزالها الغناء    عاجل: وفاة الممثل نور الدين بن عياد    مدنين: تظاهرة "نسانا على الركح" تحتفي بالمراة الحرفية في دورة عنوانها "حين تروى الحرف"    جائزة الدكتور صلاح القصب: تتويج فاضل الجعايبي    صادم: الجزائر تُحذّر من ''مخدّر للأعصاب'' يستخدم لاغتصاب الفتيات    فاروق بوعسكر:هيئة الانتخابات جاهزة وقادرة على تنظيم الانتخابات البلدية في ظرف 3 اشهر    النفيضة : يوم ترويجي لزيت الزيتون بحضور سياح من عدة جنسيات    اليوم: تواصل الاضطرابات الجوّية مع انخفاض درجات الحرارة    تواصل انخفاض درجات الحرارة الاحد    وقتاش بش يتحسّن الطقس؟    رابطة الأبطال الإفريقية - نهضة بركان يتفوق على "باور ديناموس" الزامبي (3-0)    نابولي يتصدر البطولة الإيطالية مؤقتا بفوزه على أتالانتا    برنامج مباريات اليوم    "رويترز": الولايات المتحدة تستعد لشن عمليات سرية في فنزويلا للإطاحة بحكومة مادورو    الرابطة الأولى: برنامج مباريات اليوم و النقل التلفزي    "التعديل والتعديل الذاتي للإعلام التونسي في العصر الرقمي : الرهانات التحديات والآفاق" محور أعمال منتدى مجلس الصحافة    ترامب يتهم الديمقراطيين بالخيانة    ارتباك حركة الطيران في مطار أيندهوفن بعد رصد طائرات مسيّرة    استشهاد 24 فلسطينيا في ضربات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة    عقب خلافها مع ترامب.. مارغوري غرين تعتزم الترشح للرئاسة الأمريكية    عاجل/ تحذير من مخدر أعصاب يستغل في اغتصاب الفتيات..    القبض على المتّهم وتحقيق لكشف الأسباب .. يحرق سيّارات ويحاول احراق بيت بساكنيه!    أولا وأخيرا .. خيمة لتقبل التهنئة و العزاء معا    ذبحه وقطع عضوه الذكري.. خليجي يرتكب جريمة مروعة في مصر    رغم توفّر بقية المواد الأساسية...لماذا تختفي «الزبدة» من أسواقنا؟    عاجل/ حماس تفتح النار على اسرائيل وتتهم..    نحو ابرام اتفاقية شراكة في القطاع الفلاحي مع الباكستان    خبير يُحذّر من تخفيض أسعار زيت الزيتون في تونس    شكوني خنساء مجاهد اللي قتلوها بالزاوية في ليبيا بالرصاص؟    أبرد بلاصة في تونس اليوم السبت... الرصد الجوي يكشف    في بالك في كوجينتك عندك : سر طبيعي يرفع المزاج ويقوّي الصحة    لأول مرة في تونس: إجراء 3 عمليات دقيقة بالليزر الثوليوم..    الوكالة الوطنية للدواء ومواد الصحة تنظم سلسلة من الجلسات التوعوية عبر الانترنات لدعم جهود مكافحة المضادات الحيوية    الدورة الثالثة للصالون الدولي للانتقال الطاقي تحت شعار "الانتقال الطاقي ... نحو تنمية مستدامة" من 26 الى 28 نوفمبر الجاري    اليوم السبت فاتح الشهر الهجري الجديد    العاصمة: الاحتفاظ بصاحب دراجة"'تاكسي" بعد طعنه عون أمن داخل مركز    عاجل/ نشرة متابعة للوضع الجوي..أمطار بهذه المناطق..    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة: الإحسان إلى ذوي القربى    السبت مفتتح شهر جمادي الثانية 1447 هجري..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" حلف فضول " معاصر يقوده الاحرار
نشر في الحوار نت يوم 30 - 01 - 2017

عندما تتحمل قاضية اتحادية أمريكية مسؤليتها تجميدا لقرار تنفيذي يتخذه الرئيس ترامب في الأيام الأولى من جلوسه على أكبر عرش سياسي في الأرض فإنه علينا أن نتوقف بهدوء وتواضع لعلنا نستقرئ ما يتوارى دوسا خلف أقدام كثيرة باشرت الأمر العام بدلا عن رؤوس اضطرها هرج الاكتظاظ وصلف الازدحام إلى التخلف.
ما قصة حلف الفضول؟
لما فشا العدوان على حرمات الناس وأموالهم في مكة من لدن صعاليك قريش بما حدا بأحد المظلومين أن يسعى مستصرخا ومستغيثا تداعى عدد من حكماء المشركين وعقلائهم إلى تنظيم اعتصام طارئ لائذين ببيت أحد أكابرهم هو عبد الله بن جدعان ومعلنين دعمهم و تضامنهم مع المظلومين بغض النظر عن مرجعياتهم القبلية وما أن علم بذلك محمد - عليه الصلاة والسلام - وهو شاب في ريعان طموحه حتى انضم إلى تلك الحركة التي سماها أصحابها حلف الفضول - جمع فضل - أو حلف الطيبين سيما أن بعضا من عمومته من مؤسسي تلك المبادرة التصحيحية لغلواء الشرك والتبرج القرشي. ولما بُعث نبيا من بعد ذلك لم يتردد مرة أخرى في الإعلان عن ذلك بصيغة البهجة والتأييد اذ قال عليه الصلاة والسلام :" لقد شهدت مع أبناء عمومتي في دار جدعان حلفا لو دعيت اليه في الاسلام لأجبت".
حلف تحرري معاصر
لم يكد يتخلف زعيم غربي واحد تقريبا ممن لدولهم وزن وقيمة عن الوقوف ضد العدوانية الأمريكية التي بدأها بوش النجل قبل سنوات واليوم يتلقفها خلفه ترمب. أما التحركات الحقوقية والشعبية فأمرها معروف. كل هذا اللفيف الغربي ينطلق من المشروعية الحقوقية الغربية بعضهم حرصا أن يخر السقف المرجعي الغربي وبعضهم وفاء خالصا لانتمائهم الإنساني. لم تتردد حتى وزيرة الخارجية السابقة في أمريكا - مادلين أوبرايت - التي أعلنت انتماءها الديني اليهودي، متضامنة مع المطرودين المسلمين .
أليس السنة هنا ان نتبع نداءه عليه الصلاة والسلام وقد دُعينا إلى هذا الحلف فنجيب؟ ألم يكن يعلم عليه الصلاة والسلام أن رجال الحلف الذي شارك فيه مشركون؟ أليس هو يعلمنا أن العبرة في العادة والدنيا - وليس في العبادة والدين - بالموضوع وليس بالواضع او بالفعل والمفعول وليس بالفاعل؟ أليس يقول لنا أن حرمة الإنسان لا تتأثر بالدين بل بالآدمية؟ أليس يلقننا أن الاسلام يوأد اذا وئد غذاؤه أي الحرية؟ هل اعترض على التسمية وهو يعلن عن ذلك وهو نبي: ابقى على الإسم أي حلف الفضول أو الطيبين؟ ألا يعلم أنهم عقديا لا هم فضول ولا طيبون؟ هل بخسهم عملهم أنهم كانوا كفارا؟
التحرير قبل التعقيد
ذلك هو سلم الإسلام فمن عقله وعمل به آمن وعمل صالحا ومن تنكبه عقلا أو عملا فما إسلامه سوى مثل إسلام القبائل العربية التي أسلمت استسلاما ولم يباشر الإيمان شغاف الأفئدة. خصوم الاسلام اليوم انفسهم يبسطون سبل التحرر من حيث أنهم يريدون كتمانه فما يكون منا سوى اختيار السبيل الآخر الذي يبرر لهم سحقنا. زماننا هذا بصفة خاصة - وفي كل زمان في الحقيقة - لا يحتمل سبيلا آخر يثمر فيه الإسلام وعوده ويري الناس فيه آياته غير سبيل التحرير إذ هو السبيل المشترك الوحيد الذي يجمعنا حتى بالخصوم بله الأحرار وهم بالملايين في كل دين وملة. في التعقيد - أي الدعوة الى عقيدة - قضى سبحانه أن يكون الكافر والمؤمن ولا سلطان لمعتقد على ملحد أما تحريرا فإن الناس أجمعين سواسية إذ لا وجود لآدمي لا تتدغدغ مهجته بجبلة التحرير. ولذلك قدم الإسلام التحرير وآخر الايمان.
سفينة نوح لا تحمل سوى زوجين
قصة سفينة نوح مقصودة بغرض بناء مشروع تحريري كلما ادلهمت الليالي. الزوجية فيها رمز التوافق والتكامل على قاعدة الإيمان بالحرية مقاومة للإكراه على العبادة. سفينة نوح المعاصرة يشيدها الاحرار من كل دين وملة ولسان ولون على القاعدة ذاتها وعندما تربو أمواج القهر مهددة الأرض بالغرق فإن الله سيأذن بها فلا يعلوها سوى زوجين : زوج من المسلمين يؤمنون بقيمة التحرير أسبقية على قيمة التعقيد والتديين وزوج من غيرهم يؤمنون بالمنهاج الاصلاحي ذاته. تلك هي معركة العصر وهي محتدمة في الشرق الإسلامي حامية لاظية ولا ينحجز شررها دون أمريكا ولا روسيا. الهلكى الذين يعوقون السفينة اليوم هم المتشددون منا ومنهم سواء بسواء فلا رحمة ليسارنا متدثرا بأسمال دين ولا رحمة ليمينهم مستترا برداء قومية .
السنة السياسية اولى من السنة البيولوجية
انشاء أحلاف الحرية دعما للمقهور وغياثا للضعيف بمثل ما فعل عليه الصلاة والسلام وبمثل ما دعانا إلى ذلك هو السنة المعاصرة الأولى بالاتباع والتكافل استلالا من خلاصة صحيحة عنوانها أن المسلمين اليوم ضحية السيف والقهر والتمييز والإكراه. هي أولى وأسبق من عشرات من السنن النبوية الأخرى وخاصة البيولوجية منها أي التي يتولاها الجسم الحي جبلة. بل لو تعارضا في حق هذا او تلك فإن الأسبقية لما تعم به البلوى بالتعبير القديم أي أولوية العام على الخاص . السنة السياسية فريضة شرعية في حق الأمة والجماعة أما السنن البيولوجية فأمرها إلى الأفراد ولا يدعى لها اصلا وخاصة عندما تتصدع سقوفنا لنضحى أيتاما على موائد لئام .
كلمة اخيرة
رغم جراحاتنا الثخينة فإن الله بسط أمامنا دروب قوة كفيلة بتحسين شروط التغيير المتدرج ومنها :
أ- سحر الحرية وبريق التحرر وهو اله يعبده عبيده هوى أو مكرا بالإسلام وهو في الآن ذاته لنا سفينة نوح معاصرة أو حلف فضول نبوي. أفلا نمتطي القارب حتى إذا استقر عرضت بضاعتك على أناس ذاقوا ويلات الإكراه وأدركوا رحمة الاسلام؟
ب- سحر الأثير الهادر الذي نسخ طرق جهاد الطلب - الفتح او الدعوة - القديمة وأحل به الله طريق الجهاد الالكتروني والفضائي والفني و ما تنسجه الكلمة. نسخ الوسيلة وليس الأصل.
خصومكم حمقى وهي هدية لكم لتتجهزوا بذكاء بلقيسي أثنى عليه واضع الدين نفسه سبحانه فإن ووجهت الحماقة بمثلها انتصر الأحمق الاشد عضلة.
الهادي بريك - المانيا
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.