حدّث خمّاس ضيعتنا قال مللت من "الخماسة" وأفعال النخاسة فاقتحمت الدّيار الألمانية ولم تكن أسوارها كاليوم عصيّة ... اشتغلت في الكيل والتجارة وكل ما يجلب الربح ويُجنّب الخسارة ... وما هي إلا سنوات معدودات حتى أصبحت في المجال من "الأعيان" الذين يشار لهم بالبنان! ولأن المال والسياسة صنوان للجاه و للوجاهة وكل منهما للآخر صديق وخادم فقد أبحرت في السياسة غير نادم، وتسلحت بما يحتاجه السياسي من مكر ودهاء وبسرعة عجيبة تسابق لخدمتي وصحبتي كثير من الطامعين والبلهاء! صعدت السلم حتى أشرفت درجاته على الإنتهاء ولكن حلّ بي البلاء فأوقعتني رجّة قويّة وأوقعت معي المخدوم و"الذرية" ... قضاء محتوم أدار الدائرة لصالح الخصوم ... اعتقدت بداية أن الأمر سيدوم، فانكمشت على تجارتي أنميها وما بها من هنّات وثغرات أرممها وأخفيها ... حتى أتت ريح عصفت بمن أحدث في سلمي الرّجة فوجدتها مواتية لقلاعي مبحرا مجددا... استثمرت رصيدي القديم فلم أجد خيرا من السبسي على ذلك معين، ولأن "السياسة خوذ وهات" فقد منحت الأب النصح والولاء وأحطته بفريق يخدمه ويخدمني دون كلل أو إعياء! ... ولكن شمس الأب قد مالت للغروب ولابدّ من تجديد الرهان على وسيلة نركبها لبلوغ الغاية دون أن نضطر إلى العود من البداية، وهنا ليس كالسبسي الإبن مثيلا وليس لمخططنا عنه بديلا! فبعد أن ورّثناه حزب أبيه ودفعنا معه شرّ الشقوق الحساد نصدّره من البلاد "مهاجرا" للجرمان ومنها نعيده فاتحا لقبة البرلمان وهناك نتمم مخططنا بشفافية وأمان! ... فقد آن للسيّد رئيس مجلس النّواب أن يرتاح ويجلس، وشكر الله سيعيه ورفع ذكره في كلّ مجلس! ... وإذا بلغنا هذه المنزلة يكون الأب قد استقال أو "توكّل" وتكون الطريق إلى قرطاج سالكة وفق الدستور وما توافقت عليه الأحزاب والسادة النواب درءا للشرور وما يمكن أن يفتح منها على بلادنا من ويل وثبور ... وكل ما نقوم به وفق حسن التقدير والحساب احتراما منّا للديمقراطية وثورة الشباب! أبعد الله عن شعبنا شرور الذئاب ومخاطر الإرهاب أو الانقلاب! وكل ثورة وأنتم منتبهون!! صابر التونسي 30 سبتمبر 2017