" إنَّ المعتصم لم يُبْقِ على بابه أحدٌ، فإنْ أردت الخروج إليه فليس في وجهك أحدٌ يمنعك"،هذه الرسالة وصلت إلى ملك الروم توفيل ميخائيل من داخل الصف! من المسلمين! تحثّه على غزو بلاد الاسلام لان خليفتها في وهن شديد وليس أفضل من هذه الفرصة. وفعلا استجاب ملك الروم إلى نداء الخونة، وجهَّز مائة ألف جندي، وسار بهم إلى بلاد الإسلام، فهاجم المدن والقرى، وركز بطشه على مدينة ملطيَّة حيث قتل الكثير من أهلها، وأسر ما يقارب ألف امرأة، وكان يمثِّل بالمسلمين فيقطع آذانهم وأُنوفهم، ويسْمِل أعينهم. من بين الاسرى كانت سيدة تسمى "شراة العلوية" والتي ستعرف لاحقا في التاريخ الاسلامي بصيحتها المشهورة " وا معتصماه"، كان ذلك نداء استغاثة نقله احدهم الى المعتصم. وفي جمادى الأولى 223ه خرج المعتصم قاصدا عمورية أحد المدن الرومية المحصنة بشكل كبير، وفي طريقه اشتبك مع قوات الروم، ودخل عليهم أنقرة ففروا. وفي السادس من رمضان سنة 223ه، شرع المعتصم في حصار مدينة عمورية، ولمّا اشتد الحصار أرسل إمبراطور الروم يطلب الصلح، ويعتذر عمَّا فعله جيشه بمدينة ملطية، وتعهَّد بأن يبنيها ويردَّ ما أخذه منها، ويُفرج عن أسرى المسلمين بما فيهم ألف امرأة معهم صاحبة الاستغاثة، لكنَّ الخليفة رفض الصلح وخير الإمبراطور بين الحرب أو الاستسلام. وفي 17 رمضان 223 ه تمكن المعتصم من اقتحام أسوار عمورية، وحرر الاسرى ونُزعت الاغلال من أيادي شراة العلوية واخواتها، ووضعت في يد حاكم عمورية وحاشيته. وانتهوا الغزاة إلى الاسر، وانتهى الخونة عبدة الروم الى الخزي والعار، ومنذ 6 رمضان 223 ه الى 6 رمضان 1442 ه والخونة يتنصلون من أوطانهم ويبيعون اعراضهم مرة الى الروم ومرات الى طواغيت الاعراب.. كل هؤلاء الذكران الذين يرشح الغدر من سلوكاتهم، أشرف منهم نعل شراة العلوية، هي حرّة عربية مسلمة، وهم عبيد الروم لقطاء البيّادة. نصرالدين السويلمي