رفضت السفارة المصرية في العاصمة السويسرية برن، للمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، السماح لعدد من النواب وقادة منظمات المجتمع المدني، الذين يمثلون عشران المؤسسات السويسرية، من الدخول إليها لتسليم رسالة احتجاج على الحصار المتواصل على غزة وبناء الجدار الفولاذي على طول الحدود مع القطاع. فقد تجمهر أكثر من خمسمائة متضامن مع القضية الفلسطينية أمام السفارة المصرية في برن، من بينهم نواب وعشرات الشخصيات الحزبية والنقابية، للتعبير عن غضبهم من شروع السلطات المصرية في بناء الجدار الفولاذي على طول الحدود مع قطاع غزة المحاصر، واستمرار إغلاق معبر رفح، واستنكاراً على وضع القاهرة العراقيل أمام المتضامنين الدوليين القادمين من مختلف أنحاء العالم ومنعهم من الوصول إلى غزة عبر معبر رفح الذي يعتبر المنفذ الوحيد إلى القطاع. وقد عبّر المتحدثون خلال الاعتصام، الذي تم خلاله رفع لافتات تذكر الرأي العام العالمي بالجرائم الإسرائيلية بحق سكان غزة ومعاناتهم من الحصار المفروض عليهم، عن غضبهم جراء رفض السفير المصري استلام رسالة الاحتجاج التي وقع عليها العشرات من المؤسسات السويسرية، التي تعتبر أن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من عمليات قتل متعمّد جراء تكريس الحصار المتواصل للسنة الرابعة على التوالي. وقالوا: "إن رفض السفارة المصرية في برن من تسلّم رسالة الاحتجاج الثانية على بناء الجدار الفولاذي واستمرار إغلاق معبر رفح للمرة الثانية، يعبّر عن أزمة تعيشها السلطات المصرية جراء ما تقوم به ضد مليون ونصف المليون فلسطيني محاصرين بجوارها للسنة الرابعة على التوالي من تشديد للحصار بدلاً من رفعه عبر فتح معبر رفح بصفة دائمة"، مذكراً بأن عدداً من السفارات المصرية في أوروبا انتهجت الأمر نفسه في رفض استقبال ممثلي الأحزاب والمنظمات الأوروبية خلال اعتصامات مماثلة. من جانبه؛ اعتبر رئيس جمعية "سويسرا – فلسطين" النائب في البرلمان السويسري دانيال فيشر أن "حل جميع مشكلات الفلسطينيين مرهون بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، وفتح كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة وتسهيل التواصل بين الضفة الغربية والقطاع". وشدد فيشر على مسؤولية الاتحاد الأوروبي في ممارسة دوره لرفع الحصار، لافتاً النظر في الوقت ذاته إلى "عجز الاتحاد عن القيام بمسؤولياته كاملة في مساعي السلام في المنطقة". وأضاف "لم يتعلم الاتحاد من أخطاء الماضي ولم يغير من سياسته في الشرق الأوسط ما تسبب في تفاقم الوضع المأساوي للفلسطينيين"، كما قال. يشار إلى أن المئات من المتضامنين السويسريين مع القضية الفلسطينية تظاهروا مساء الأربعاء الماضي (30/12) أمام مقر السفارة المصرية في برن، تعبيراً عن رفضهم تشديد الحصار على الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال بناء الجدار الفولاذي المائي من قبل السلطات المصرية، حيث رفضت السفارة تسلّم رسالة احتجاج المعتصمين. يذكر أن العديد من الفعاليات المناهضة لحصار غزة دعت لاعتصامات ضخمة أمام السفارات المصرية في عموم القارة الأوروبية، احتجاجاً على ما تنتهجه السلطات المصرية الرسمية بشأن تشديد الحصار المفروض على غزة.