مؤتمر 1955 انعقد كما هو معلوم بعد إبرام اتفاقيات الحكم الذاتي، ودعا إليه بورقيبة وأنصاره للحسم في الخلاف الجوهري مع صالح بن يوسف الذي كان يعتبر تلك الاتفاقيات خطوة إلى الوراء بينما كان الحبيب بورقيبة يعتبرها خطوة إلى الأمام في اتجاه الاستقلال التام. «نظرا إلى أنّ هذه المفاوضات قد أسفرت يوم 3 جوان 1955 على إبرام اتفاقيات تقر الحكم الذاتي للبلاد بإلغاء نظام الحماية والإدارة المباشرة المفروض بمقتضى اتفاقيات المرسى وتضمن مصالح فرنسا ورعاياها.
ونظرا إلى أنّ هذه الاتفاقيات برغم نقصانها لا تعرقل تحرير البلاد وأنّها مرحلة هامة في طريق الاستقلال وتحمل للازمة مزيدا من الإمكانيات لتحقيق غايتها، واعتقادا من أنّ استقلال البلاد هو أسمى غاية لكفاح الحزب فإنّه يمكن تحقيقه بالاتفاق مع فرنسا.
ونظرا لجميع هذه الحيثيات فإنّ المؤتمر يصادق بدون أيّ احتراز على السياسة والأعمال التي قام بها الديوان السياسي ويصرح أنّ الاتفاقيات التونسية الفرنسية المبرمة في تاريخ 3 جوان 1955 مرحلة هامة في سبيل الاستقلال على أن يجري إنجازها بروح التعاون الحر في اتجاه التطور». (من اللائحة العامة).
مؤتمر صفاقس هو المؤتمر الذي حسم الموقف لصالح بورقيبة، وكان من الطبيعي إذن أن يكون أعضاء الديوان السياسي وأعضاء المجلس الملّي التسمية التي كانت تطلق على اللجنة المركزية من أنصار الزعيم.
أعضاء الديوان السياسي: الباهي الأدغم جلولي فارس الصادق المقدم المنجي سليم الهادي نويرة علي البلهوان الطيب المهيري أحمد التليلي محمد المصمودي وعبد الله فرحات.
أعضاء المجلس المّلي: مصطفى الفلالي شاذلية بوزقرو عبد الرحمان عبد النبي أندري باروش بلحسين جراد أحمد دريرة الحبيب الشطي محمد زخامة آسية غلاّب عزوز الرباعي محمد بلّلونة الطيب السحباني محمد الجدي محمد صفر الطاهر العلاّني محمود اللافي مصطفى والي البشير بلاغة الناصر بن جعفر علالة العويتي عبد الحميد القاضي محمد بن ساسي حسونة القروي العجيمي بن المبروك محمد القنوني عبد الله جراد الحبيب بن محمد الحبيب توفيق بن ابراهيم البشير عاشوراء عمر شاشية بوبكر بكير محمد مقني.
هو المؤتمر الذي عقده الحزب الحر الدستوري الجديد من 2 الى 5 مارس 1959 تحت شعار «من نصر الاستقلال إلى الازدهار» وذلك بعد أربع سنوات من الاستقلال تولى فيها الحزب شؤون الحكم. وقد جرى التفكير بعد الاستقلال على أن يبقى بورقيبة بمنأى عن وجع رأس السلطة، على اساس أن يبقى المرجع والمرشد. فقد جاء في التقرير العام الذي قدمه الباهي الأدغم الأمين العام للحزب في المؤتمر.
«كان في استطاعة المجاهد الأكبر بعد الاستقلال ورجوعه إلى أرض الوطن أن يعتبر رسالته منتهية ويترك للشعب النظر في مصيره. وبالفعل فكرنا في الاحتفاظ بالمجاهد الأكبر كذخر للوطن يرجع إليه عند الحاجة. وكانت هناك مشكلة خطيرة بحثنا عن حل لها على ضوء الظروف الدقيقة التي عشناها إذذاك لاسيما والاستقلال لم يتجسم بعد والحرب قائمة في الجزائر الشقيقة والنوايا الاستعمارية لم تجتث عروقها في كل أطراف العالم، فرأينا من الواجب الاضطلاع بالمسؤوليات الجديدة خدمة للبلاد وتحميل المجاهد الأكبر أعباءها المترتبة عن نيل الاستقلال فقبل حفظه الله قيادة معركة البناء والتشييد كما قاد من قبل معركة افتكاك السيادة وتحقيق الاستقلال».
أعضاء السياسي: كانت تقريبا نفس التركيبة التي انبثقت عن مؤتمر 1955 مع اختفاء علي البلهوان الذي غيبه الموت مبكرا عام 1958 وكان يشغل خطة شيخ مدينة تونس.
وسقطت أسماء أخرى عند مرورها بصندوق الاقتراع رغم أنّ المؤتمرين كانوا يدركون ما كان لتلك الأسماء من حظوة لدى الزعيم وخاصة أحمد بن صالح الذي سيقرر بورقيبة الحاقه فيما بعد بالديوان السياسي عن طريق التعيين ليهيئه بذلك للمسؤوليات التي سيسندها إليه في وقت لاحق.
وفاز في انتخابات مؤتمر سوسة لعضوية الديوان السياسي المنجي سليم على رأس القائمة وبأغلبية الأصوات وكان يتمتع بشعبية كبرى لدى مناضلي الحزب وعموم التونسيين. المنجي سليم (944 صوتا) جلولي فارس (905) الصادق المقدم (901) الباهي الأدغم (894) الطيب المهيري (778) الهادي نويرة (798) عبد المجيد شاكر (798) أحمد المستيري (785) أحمد التليلي (777) رشيد إدريس (740) الطيب سليم (682) محمد المصمودي (608) الفرجاني بلحاج عمار (594) الحبيب عاشور (379).
أمّا بقية المترشحين فكانوا: أحمد بن صالح (357) مصطفى الفلالي (300) عبد الله فرحات (208) عزوز الرباعي (179) الحكيم محمد ساسي (56).