موسكو- رحل في صمت وسكينة بعد أن اطمأن إلى تحقيق حلمه.. فلم يعلم أهله وذووه بالخبر إلا بعد رحيله بنحو شهر.. انتهت رحلته التي بدأها من قلب أكبر صحراء جليدية بقلب يتأجج هوى إلى البيت الحرام.. ونفس تتوق إلى جوار المصطفى للأبد.. فتحقق الأملان واستقر الجثمان الذي نما بين ثلوج سيبريا في أرض الجزيرة بالبقيع، متدثراً بدفء جوار الصحابة الكرام. بيد أن رحلته إلى مستقره الأخير لم تكن الرحلة الوحيدة في حياة الطبيب "فلاديمير أستافيف".. فقد شكل الترحال ملامح حياته، وكذلك الصمت، فكان له رحلته مع مرض سرطان الدم الذي أخفاه عمن حوله حتى يتمكن من إتمام رحلته بين الحجاج الروس إلى بيت الله الحرام في موسم الحج الأخير، مسرا لمن يثق بهم أنه يتمنى أن تكون هذه آخر رحلاته وأن يموت في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. كما كان له رحلته مع الإسلام التي بدأها منذ سنوات مختارا لنفسه اسم "عبد الله"، وراح خلال تلك السنوات يؤدي ما يستطيع من فرائض الدين ونوافله في همة لافتة وهدوء تام، حيث أصبح منذ أسلم أحد رواد مسجد أيشم في مدينة تيومين بسيبيريا. وقد ولد فلاديمير أستافيف (70 عاماً)، في كازاخستان وعاش فيها سنوات طوال انضم خلالها إلى صفوف الجيش متخصصا في عمله كطبيب حتى بلغ سن التقاعد عام 2009. عبد الله.. في رحاب الله وفي تصريح خاص ل"إسلام أون لاين.نت" يقول رئيس الإدارة الدينية في مدينة تيومين الشيخ عالم جان بيكمولين: "منذ أن أسلم فلاديمير (عبد الله) لم يتأخر عن أي صلاة في المسجد، الذي يراه لا يمكن أن يتصور أنه مريض بمرض عضال لا يشفى". رئيس بعثة الحج الروسية للعام الهجري 1430/2009 ميلادياً يقول في تصريح لإحدى وكالات الأنباء المحلية: "بصراحة، لم أكن أعرف عن مرض عبد الله وعزمه على البقاء في المملكة العربية السعودية، ليموت هناك". وأضاف: "بعد انضمامه إلينا وتعاملنا معه لم تظهر عليه أية علامات للمرض في مكةالمكرمة خلال موسم الحج"، مضيفاً: "بل على العكس من ذلك كان وجهه يضيء نورا، وكان في ذروة السعادة". ومع تفاقم المرض عليه في الشهور الأخيرة وخلال وجوده في الحج حاول رئيس المجموعة التي كان بينها من الحجاج مساعدته واستدعى سيارة إسعاف، لكن عبد الله رفض فتح الباب لهم، مشيرا إلى أنه طبيب ويعلم حالته جيدا ويعلم أنه لا يمكن أن يساعده أحد، بحسب رئيس البعثة. وبعد محاولات عدة وبعد اشتداد وطأة المرض عليه تمكن مرافقو عبد الله من نقله إلى المستشفى في نفس اليوم الذي ستغادر فيه مجموعته المدينةالمنورة عائدة إلى روسيا، حيث بقي في المستشفى شهرا كاملا، قبل أن تأتي الأخبار عن طريق بعض الطلاب الروس الدارسين في المملكة السعودية بأنه قد انتقل إلى جوار ربه، وصلي عليه ودفن في البقيع بجانب صحابة رسول الله رضوان الله عليهم. من جهته أكد الشيخ عالم جان بيكمولين ل"إسلام أون لاين.نت" أنه لم يستلم أي ورقة رسمية تثبت وفاة عبد الله، لكن شهود العيان من الطلاب أكدوا وفاته والصلاة عليه.
مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=4169&t="فلاديمير" السيبيري يستقر بجوار الصحابة الكرام!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"