في ذكرى رحيل الشيخ أحمد أبو لبن ...كوكبٌ والكون يشهد بقلم:م.عصام يوسف كان الشيخ أحمد أبو لبن واحدا من الأئمة الكبار الذين وجهوا لضرورة الفهم السليم للعقيدة والعبادة . جمع بين الفطنة والوعي السياسي والشجاعة ، و كان يتنقل بين المدن والعواصم داعيا ومرشدا ومحتملا للصعاب بقلبه المؤمن بالله ، والمتلذذ لحلاوة الإيمان . ولد الشيخ أحمد أبو اللبن في مدينة يافا الفلسطينية عام 1948 ثم انتقل بعد النكبة مع عائلته إلى مصر حيث أتم دراسته الثانوية في مدارسها وحصل على شهادة الماجستير في الهندسة من إحدى جامعاتها عام 1969 ودرس العلوم الشرعية بمصر على مدار سبع سنوات متتالية وتتلمذ على يد كل من الشيخ حسن أيوب والشيخ محمد الغزالي .وقد بدأ الشيخ أحمد مشواره الدعوي في العديد من دول الخليج العربي مثل الكويت والإمارات، ثم انتقل بعد ذلك إلى نيجيريا التي عمل فيها خطيباً ومرشداً دينياُ.وبعدها إلى الدنمارك في عام 1984، حيث عمل في مجال الدعوة والإرشاد.وقد أسس مؤسسة الوقف الإسكندنافي في العام 1996 والتي تعتبر من أهم المؤسسات الإسلامية في الدنمارك، وكانت خطبه الرنانة في يوم الجمعة في مسجد التوبة بكوبنهاجن تجتذب مئات المصلين. وكان الشيخ من أكثر أئمة الأقلية المسلمة حضوراً في الإعلام الدانماركي كما أنه لعب دورا هاماً في قضية الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام و ساهم في تأسيس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية ،كما شارك في العديد من اللقاءات مع سياسيين دانماركيين لمناقشة أوضاع المسلمين في الدانمارك .ولم يقتصر دور ه الدعوي على الدانمارك فقط، بل شارك بدروس علمية في المساجد والمراكز الإسلامية في عدد من عواصم الدول الأوروبية على رأسها برلين والسويد والنرويج، وساهم في تأسيس العديد من المساجد في عددمن الدول الأوروبية.كما شارك في الكثير من الحملات الإنسانية لفقراء العالم وساهم في تأسيس المخيمات الثقافية للطلبة والطالبات و له العديد من المبادرات والأنشطة المفيدة للأجيال المسلمة ،كما أنه لم ينس فلسطين المسلمة الجريحة في خطبه الرنانة. توفي الشيخ الجليل مساء الخميس 03 .02 . 2007 عن عمر يناهز "59 عاماً" بعد صراع مع سرطان الرئة.وشيع جثمانه الطاهر بمشاركة الآلاف من المسلمين إلى المقبرة الإسلامية في جنوب العاصمة كوبنهاجن والتى كان له الفضل الكبير في إنشائها. رحم الله الشيخ الجليل، الذي جمع بين الفكر النير والعاطفة الجياشة والعمل البصير ، و سيظل حبه في القلوب التى أسرت بمن أحسن إليها ، وتحفظ له الود في الألباب . رحم الله الشيخ أحمد، فقد كان كوكباً والكونُ يشهد.