تونس – الحوار نت - يعدّ الفنان الكوميدي الأمين النهدي أحد أكثر الفنانين شهرة في تونس، ويعتبر صاحب الأجر الأعلى وما فتأت أعماله المسرحيّة تحصد إيرادات وتجلب جماهيرا قياسية لم يسبق أن حققتها أيّة أعمال أخرى.
قدّم الأمين النهدي صنوفا من الفنّ وتردّد على المسارح، وتنقّل بين الشاشة الصغيرة والكبيرة، لكنّ تجاربه السنمائيّة لم تكن ذات بال، فوكر النسور لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب. أمّا العمل الذي جمعه سنة 1978 بعلي منصور في الإخراج والسيناريو، ومحمد بن علي في التمثيل "فردة ولقات أختها"، ورغم أنّه أنجز على أساس عمل كوميدي إلا أنّه كان إلى التهريج أقرب منه إلى الفنون.
أداء الأمين عبر التلفزة كان أفضل من السنما، لكن يبقى المسرح هو البوابة الضخمة التي قدّمت هذا الكوميدي إلى الجمهوروقد انتشر أكثر مع ظهور فنّ ال "وان مان شو" في تونس ورغم سبق رؤوف بن يغلان، كمال التواتي، فتحي الهداوي وغيرهم في هذا الميدان.. لكنّهم لم يحققوا ما حققه الأمين النهدي في المكي وزكية، وفي السردوك، هذه الأعمال التي حفّزته على الدخول في تجربة ثالثة "هز ساق تغرق الأخرى" التي من المنتظر أن تعرض في خلال شهر أفريل القادم.
رغم موقف النقّاد الذي لم يستسغ أعمال النهدي، وحدّة الهجومات التي تلقتها أعماله واستهجانهم لتركيزه على الشخصيّة الريفيّة وتقديمها بشكل مشوّه، إلّا أنّ هذا الفنّان كان ومازال يتربع على عرش المسرح متجاهلا بل ساخرا من جل النقّاد والمختصّين.
هذا الممثل صاحب الشعبيّة الكبيرة حاول عدّة مرات الرجوع إلى التلفزة إلا أنّه اصطدم بعدّة عوائق أبرزها مقصّ الرقيب، فالمسؤولين الذين يعلمون علم اليقين أنّ اسم الأمين يجلب المزيد من المشاهدين لمؤسستهم واقعون بين نارين - نار التخلي عنه - وهذا يعني ذهابه إلى مؤسسة أخرى لأنّ الساحة لم تعد حكرا على قناة 7، و- نار المجازفة وقبول العمل المعروض برمته - دون التدخّل فيه، وهذا قد يعرّضهم إلى سخط "الكبار".
حتى تلك السلسلة التي أعلن عنها مرات وقيل أنّها ستعرض خلال شهر رمضان القادم انتهى أمرها إلى الفشل، وقرر الأمين الانسحاب والتوجّه إلى قناة أخرى لم يفصح بعد عن اسمها.