بقلوب عامرة بالإيمان بالله واليقين بالقضاء و القدر تلقينا ببالغ الأسى نبأ المصاب الجلل والفاجعة المؤلمة التي رزئت بها ساكنة مكناس الزيتونة وكل الوطن الحبيب جراء الانهيار المأساوي لمئذنة مسجد باب برادعيين بمكناس على رؤوس المصلين ظهيرة الجمعة: 19/02/2010 الموافق: 14 ربيع الأول 1431، مخلفا 41 من القتلى، نحسبهم عند الله شهداء، و ما يزيد عن 75 مصابا بجروح متفاوتة الخطورة، وبعدما ساهم المواطنون من مختلف الأعمار في نجدة الضحايا إلى جانب عناصر الوقاية المدنية وفرق الإغاثة. وبعد مساهمتنا في القيام بالواجب الشرعي والإنساني إلى جانب الشرفاء ومكونات المجتمع المدني و طواقم الإغاثة، و معاينتنا الميدانية للصدى الذي خلفه الحادث والصدمة المروعة التي تركها في نفوس الناس و الارتباك العام الذي شهده، و اطلاعنا الميداني على حجم الهشاشة و التآكل التي تعرفها العديد من المباني، وبعد تدارس الآثار والجروح التي لن تندمل في قلوب الشعب المغربي وساكنة مكناس وذوي وأهالي الضحايا، فإننا نسجل: - ترحمنا على أرواح الشهداء الذين نسأل الله لهم الجنة والفردوس الأعلى، و دعواتنا للجرحى و المكلومين بالشفاء العاجل - تحيتنا العالية للروح التضامنية و التراحمية و المسؤولة التي عبر عنها السكان بكل تلقائية إزاء هذا المصاب الجلل. - استعدادنا لبذل كل ما نملك للمساهمة في التخفيف من آلام الجرحى وذويهم وأهالي وأسر الضحايا ماديا ومعنويا. - دعوتنا الدولة المغربية لاعتبار الحادث فاجعة وطنية و اعتبار ذوي الشهداء والجرحى من مكفولي الأمة، مما يقتضي حسن العناية بهم وبمساكنهم ومعاشاتهم وأحوالهم، ودعوتنا إلى تخصيص معاش استثنائي خاص بهم. - دعوتنا الجهات المسؤولة لتسريع إجراءات التحقيق باستقلالية وجدية و نزاهة، لتحديد المسؤوليات. - اعتبارنا الحادث يدخل في إطار المسؤولية التقصيرية للأطراف المتدخلة بحكم الإهمال الذي طال الأبنية المتهالكة والمتداعية للانهيار. - دعوتنا السلطات المختصة لفتح ملف إعادة تأهيل النسيج العتيق بالمدينة القديمة عاجلا، كمهمة لا تنتظر التسويف باعتبار الوضع المزري الذي يعيشه مجمل النسيج الحضري العتيق والذي ينبئ بكارثة قادمة لا قدر الله. - تنديدنا بالخطاب الإعلامي الرسمي الذي تجاوز معاناة الأسر وحاول أن يعوم الفاجعة في إطار أشمل ومائع وذلك باستباق التحقيق وتحميل المسؤولية لرداءة الطقس وسوء الأحوال الجوية. - دعوتنا ساكنة مكناس عموما والقاطنين بالمدينة القديمة خصوصا لليقظة والحذر إزاء التهديدات الحقيقة التي تطال المباني الآيلة للسقوط، و نعبر عن استعدادنا للانخراط إلى جانبهم بمعية كل الفاعلين و هيآت المجتمع المدني في الدفاع بكل الوسائل القانونية و المشروعة عن حقهم في السكن اللائق الذي يحقق لهم المواطنة الكاملة و الكرامة الإنسانية. - مطالبتنا الجهات المسؤولة للعمل على الطي الشامل والنهائي لملف تأهيل النسيج الحضري للمدينة القديمة بمقاربة شمولية مندمجة وبشكل استعجالي لعدم تكرار ما وقع. - مطالبتنا بإحداث صندوق خاص للدعم المادي يفتح في وجه العموم يخصص لمعالجة مخلفات الحادث و الوقاية مما يتهدد المدينة القديمة من انهيارات مماثلة، و دعوتنا المنعشين العقاريين بالمدينة إلى المساهمة في هذا الصندوق كما ندعو ساكنة مكناس لتدعيم ثقافة التضامن بتخصيص أجرة يوم واحد كدعم. - دعوتنا المجلس الجماعي لمدينة مكناس إلى تخصيص كل الفائض من ميزانية الجماعة للسنة المالية 2009 لإعادة تأهيل المدينة القديمة، و البحث عن مخصصات أخرى من الميزانية. - العمل على بناء سياسة وقائية إزاء الكوارث والعمل على إشراك الهيآت المدنية والسياسية في الموضوع، وبناء إستراتيجية للتدخل و الإنقاذ العاجل وتجاوز استعمال الإمكانات البدائية و الارتباك الذي أبانت عنها الجهات المسؤولة في هذا الحادث. - مطالبتنا ممثلي الأمة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق للكشف عن المسؤوليات والجهات المتورطة في وقوع هذا الحادث. - ندعو كل مناضلين الحزب و المتعاطفين و عموم سكان مدينة مكناس و كل المواطنين إلى الإسراع بالتبرع بالدم. مكناس في: 23/2/2010 الكاتب الإقليمي رشيد طالبي