رسالة حبرها من دموع بعض من أبناء \"الجنوب\".. إلى سيادة رئيس الجمهورية: ورقات تونسية" تفتح ملف مقطع "رحي الحجارة" بجهة مارث من ولاية قابس.. كمصدر للتلوث البيئي.. وكمنبع لتهديد صحة وسلامة السكان..
ورقات تونسة - مكتوب كوم - كتب حكيم غانمي: على فرضية أن يقبل أحدنا بالعيش في محيط يهتز بالتلوث البيئي الفعلي كما ترافقه الضجيج المتواصل والمنبعث من أسطول النقل الصناعي وآلات العمل كتلك التي لضرورة مهامها واشتغالها لابد من الضجيج بما يرتقي للتلوث السمعي دون التذكير بحقائق ما يخلفه من تلوث بيئي يضر حتما بصحة المحيط من اشجار وغراسات وبصحة الانسان مما لا شك في ذلك.. قلت على خلفية أن يقبل أحد بالعيش في مثل هذا المحيط.. حتما لن يكون هذا "الاحد" لا بوزير.. ولا بقاض.. ولا بصحفي.. ولا بمدير عام.. ولا حتى بمعتمد دون ذكر الوالي.. ولا حتى ابسط درجات الوظيف العمومي.. وهذا على سبيل الذكر للاستشهاد لا الحصر.. أقترح تدخلكم.. لإنقاذ حياة الناس وأراضيهم من بطش "تجاوز السلطة".. حتى لأبسط حقوق البيئة والمحيط.. لكن دعني أدخل صلب الموضوع.. الذي فكرت مليا في كيفية صياغته.. وجهة.. ومضمونا.. لأنه لا يصلح أن يكون موجها لا لمعالي هذا الوزير.. ولا لذاك بحكم أن لبّ الموضوع يهم عدة هياكل عمومية وعلّ أهمها معالي الوزراء وبخاصة بكل من وزارات: الصحة العمومية، البيئة والتنمية المستديمة، الداخلية والتنمية المحلية، التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، وعدة هياكل أخرى لها سديد النظر ومطلقه.. وأتةقف عند "مطلقه" بمنطوق أنها إستباحت "تشريع" إسناد القرارات/الرخص الإدارية غير عابئة بما تخلفه من تلوث بيئي ومضرات صحية تطال الأهالي وما أغلى بل ما "أنفس" صحة الناس في مثل ما أنا بصدد تناوله.. ومن هنا، رأيت أن أخاطب سيادة رئيس الجمهورية.. مقترحا أولا وأخيرا، الإذن بتشكيل لجنة مختصة تتكون من كل الوزارات المتدخلة.. عسى أن يجف دمع.. بل تجف دموع أهالي "جنوبنا الحبيب" وهم حوالي 2000 نسمة.. وبالإشارة العلنية هم من ابناء عمادة مارثالشرقية، معتمديتها مارث، من ولاية قابس.. ومن هنا أبدأ إشارتي في صلب.. وفي لبّ الموضوع.. المنطلق.. بريد إلكتروني.. يدمم القلب.. على الساعة 07 و28 دقيقة و29 ثانية من يوم 22 فيفيري 2010 ورد ببريدي الإلكتروني المخصص آليا لمراسلات "ورقات تونسية".. البريد ظاهره مجرد تعليق أحد القراء عن مقال منشور.. وفي باطنه كما هو الواقع.. رحلة من الألم.. فيها وجع يتجدد مع إشراقة كل صباح.. ليتفاقم أكثر كلما خيّم الليل.. هكذا الحال كما هم عليه منذ 5 سنوات خلت.. والبريد من حيث مضمونه رسالة عباراتها تدمم القلوب.. وتزيد المرء ما لا طاقة له بحمله.. وما لا طاقة له على تحمله.. كيف لا والرسالة لم تكن تعني مجرد باعثها الذي هو واحد من جملة حوالي 2000 نسمة.. ممن جاءهم مشروع "لتكسير الحجارة" ليحول راحتهم الى كابوس.. ويزيدهم كل انواع التلوث والضجيج بما يعبث بالصحة العامة والبيئة والمحيط.. وحتى لا أطيل أنقل لكم النقل الحرفي لهذه الرسالة.. وهي منطلقي في الكتابة علنا ومباشرة في موضوعها الذي بات فعلا الأجدر بالإهتمام.. وما أقبح القدر حينما تتغلب مصلحة مشروع تجاري.. على المصلحة العامة وبخاصة إذا ما مسّ الصحة والسلامة البشرية والبيئة والمحيط.. أبناء مناطق عمادة مارثالشرقية.. وملخص رسالتهم.. " نحن مواطنين من الجنوبالتونسي من ولاية قابس معتمدية مار ث بالضبط من العزائزة و البطاهرة 1 و 2 لدينا عريضة بها اكثر من 595 رئيس عائلة ممضون معترضون منذ 2007 على انجاز مشروع لتكسير و غربلة الحجارة هذا المشروع ينتصب في وسط هذه القرى ليبعث الغبار و الضجيج على السكان و الأشجار و الحيوان. و قد قمنا بمراسلات و شكاوي لكن كل يتهرب من المسؤولية. سيدي عبنت المحكمة خبراء و قد اثبوا من خلال الدراسات و التقارير انه لا يجوز ان ينتصب هذا المشروع في هذه المنطقة فالأشجار و المزارع و الفستيات و المواجل بعدضها يفصلها سوى طابية عن هذا المشروع المزعوم اما المساكن تترواح المسافة بين 120 و 200 و 300 و 600 متر التجمعات السكانية.. سيّدي قابلنا الوكالة و الوطنية للبيئة فقال المسؤول ان الشجر من مهمة الفلاحة و البشر من مهمة الصحة اما التراخيص المسلمة فهي من مهمة وزارة التجهيز؟؟؟؟.. و في مقابلة مع وزارة التجهيز تبين ان ترخيص الكسارة غير متوفر لكنهم قالوا ان وزارة البيئة هي المسؤول الأول؟؟؟ ماذا نفعل ماذا نقول اكثر من 1500 مراسلة تم ارسالها من الداخل و من فرنسا لكن دون جدوى.. ما الحل.. ومن المسؤول؟؟؟.. الخبراء يقولون انه لا يجوز ان ينتصب هذا المشروع و الوزارات تتهرب من المسؤولية و المواطن يعاني و يتكبت مصاريف القضاء. و الأمراض النفسية بعد ان اصبحت ارضه يحرق و منازله تتزلزل. هته التي ضحى من اجلها قاها برد اروبا و غربتها. سيّدي اكثر من 2500 ساكن يترقب استغاذتك ".. لا أمانع من أن أساهم في المحافظة على سلامة البلاد والعباد.. هذا نص حرفي محمول على باعث الرسالة.. وفعلا لقد تبين من خلال الملف الذي إعتمدته في تناول هذا الموضوع.. تبين صحة ما ورد فيها.. ومن جهتي أنشر هذا الموضوع كورقة من "ورقات تونسية".. وإن أتوجه بها إلى عناية سيادة رئيس الجمهورية.. فإني لم ولن أبخل في تبليغ أصوات بعض وإن كانوا بالآلف من أبناء جنوب هذا الوطن العزيز.. وأمام تداخل وكثرة المعطيات في ذات الموضوع.. سأسعى جاهدا من موقعي بطرحي هذا للقول بأنه وجب التدخل عاجلا.. إنقاذا للبيئة والمحيط.. وتمتيعا للمواطنيين من حقه في أمن وسلامة بئيا وصحيا سيما وأن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بصفته رئيس الجمهورية.. وهو المعني بورقة اليوم.. لا علم له بملف كهذا.. مما دفعني لإبلاغه .. ولا مانع من أن أساهم في المحافظة على سلامة البلاد والعباد.. والمحيط والبيئة.. إنطلاقا مما كتبت.. وللحديث بقية على هذا الفضاء.. عسى أن نظفر بآراء ومواقف مختلف الهياكل المعنية.. على الأقل من باب أنه من واجب الفرد التونسي أن لا يكون خارج دائرة الفعل.. كما قال ذلك رئيس البلاد والعباد زين العابدين بن علي حينما أكد على أن تونس لكل التونسيين.. وأنه لا إقصاء لكل وطني جاد بافكاره ومواقفه من أجل البلاد ورقيها ومناعتها وسلامتها.. وهو حتما ما لا يتعارض مع القانون والدستور خاصة.. وللحديث بقية متابعة لهذا الملف الذي تنفرد بفتحه "ورقات تونسية.. إستنادا الى الحجة والبرهان.. دون شك..