المقاومة ونقل المعركة خارج فلسطين .... مخاطر وتداعيات جاءت العملية الصهيونية القذرة باغتيال الشهيد القسامي محمود المبحوح لتفتح ملف الاغتيالات الصهيونية ضد قيادات المقاومة الفلسطينية السياسية والعسكرية ، جاءت العملية بعدة أهداف مقصودة منها تحقيق مكتسبات ونجاحات صهيونية بعد سلسلة الفشل المتكرر للكيان الصهيوني خاصة على الصعيد العسكري والاستخباراتي بل والإعلامي في حربي يوليو 2006 مع حزب الله وديسمبر 2008 مع حماس ، في محاولة لتعزيز الثقة لدى الشعب اليهودي – المرعوب - في قدرة الكيان الصهيوني على تصفية خصومه قادة المقاومة ، كما تهدف لسحب المقاومة لمربعات أخرى خارج الأرض المحتلة تجاوزتها منذ عقود ، في ظل هذه الأجواء الساخنة والملتهبة تُطرح الأسئلة من المؤيدن والمتعاطفين بل والمتربصين : لماذا لا تمارس المقاومة نفس السيناريو وتقوم بالقصاص العادل من قادة الكيان الصهيوني السياسين والعسكريين والإعلامين وغيرهم ؟ وإن كانت هناك صعوبة للقيام بهذه المهام الجهادية المقدسة داخل فلسطينالمحتلة فلماذا لا تقوم المقاومة بنقل المعركة المسلحة خارج الأرض المحتلة ومن المتوقع أن تحقق نجاحات كبيرة ضد الكيان الصهيوني في هذا الصدد؟ وما الذي ستخسره المقاومة في ظل هذا الانحياز الدولي الدائم لصالح الكيان الصهيوني ضد الفلسطينين وحقوقهم العادلة والمشروعة وليس ضد المقاومة فقط ؟ مخاطر وتداعيات باستقراء تاريخ الصراع العربي الصهيوني وبقليل من التدقيق وبمراجعة كم ونوع النجاحات والإخفاقات مع مراعاة طبيعة المرحلة التي يمر بها الصراع خاصة الهيمنة الصهيوأمريكية على المنطقة وانحياز ما يسمى بالمجتمع الدولي للمربع الصهيوأمريكي ، نجد ان هناك جملة من المخاطر والتداعيات تهدد مشروع المقاومة إذا انسحبت خارج الأرض المحتلة منها : ** المساواة القانونية والأخلاقية بين الكيان الغاصب المحتل وحركات التحرر الوطني ** التوظيف الإعلامي لعمليات المقاومة الخارجية من قبل اللوبي الصهيوني الذي يهيمن على كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية وهو ما يعود بتشويه صورة وشرعية وشعبية المقاومة ** وقوع ضحايا" مادية ومعنوية واقتصادية" ليست طرفاً في الصراع فمن المستحيل الدخول في عمليات مسلحة بدقة العمليات الجراحية دون تداعيات أو كما يقال مضاعفات أو آثار جانبية ** قد يتفهم الغرب - المتعاطف نسبياً مع القضية – المقاومة المسلحة ضد الكيان داخل الأرض المحتلة كحق من الحقوق الإنسانية والقانونية المشروعة ، لكنه من المحال تفهم عمليات مسلحة خارج فلسطين ولن تُوصف إلا بالعمليات الإرهابية وهو ما يعود بخسائر مادية ومعنوية وإنسانية بالغة ضد القضية شعباً وحقاً ** الإطاحة بكم النجاحات والمكتسبات التي تحققت خلال العقود الماضية ومنها انتقال القضية والحقوق الفلسطينية من المربع العربي القومي إلى المربع الإسلامي ثم المربع الإنساني ، وهو مكتسب استراتيجي لا يجب المغامرة به ** منح الكيان الصهيوني غطاءً أخلاقياً جديداً بعد الانكشاف المريع خلال الحرب على غزة ، فلم يعد الكيان الصهيوني كما كان من قبل – إعلامياً – هو المجتمع المستضعف وسط غابة من الخصوم والأعداء والإرهابيين ، بعد جرائمه الآثمة في غزة ، ولم يعد الكيان النموذج الحضاري الديمقراطي الإنساني – على القالب الأروبي – وسط منطقة من الوحوش الآدمية بعد الاغتيالات والحصار والدمار وتزوير الحقائق ، وغير ذلك الكثير. وأخيراً .... قد يكون من غير المقبول بل المرفوض نقل المعركة المسلحة خارج الأرض المحتلة وهذا بالفعل ما أعلنه قادة حماس "أن الثأر للشهيد القسامي المبحوح لن يكون خارج فلسطين "وهذا ما ترتب عليه زيادة الرعب وضياع الأمن داخل دولة الكيان " لكن هناك معارك كثيرة يجب أن تنقل لكل بلدان العالم خاصة المحافل الدولية وهي المعارك القانونية لملاحقة قادة الكيان والمعارك الإعلامية والمعرفية لتوضيح الرؤى وإثبات الحقوق والمعارك الإنسانية الإغاثية لدعم هذا الشعب خاصة في غزة بكل ألوان الدعم المادي والمعنوي، هذا هو الرهان. محمد السروجي كاتب مصري