تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    ترامب يبحث ترحيل المهاجرين إلى ليبيا ورواندا    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    مهرجان «كنوز بلادي» بالكريب في دورته 3 معارض ومحاضرات وحفلات فنية بحديقة «ميستي» الاثرية    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    المانيا.. إصابة 8 أشخاص في عملية دهس    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    تحسّن وضعية السدود    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    عاجل/ أمريكا تجدّد غاراتها على اليمن    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    لماذا اختار منير نصراوي اسم 'لامين جمال" لابنه؟    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    كلية الطب بسوسة: تخرّج أول دفعة من طلبة الطب باللغة الإنجليزية    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي عزت بيكوفيتش: الوحدة ثنائية القطب
نشر في الحوار نت يوم 22 - 09 - 2009

يجود التاريخ بين الحين والحين، وفي وطن من الأوطان، بعبقرية نايغة في علم من العلوم أو فنّ من الفنون، فتحيي مواتا وتبعث روحا وتُنهض أمة. علي عزت بيكوفتش هو أحد هذه الشخصيات، فلقد جاء وشعب البوسنة يكاد يفقد هويته، وتنمحي حضارته، فجدد في البوسنيين روحا الروح وأعاد للإسلام عزا، وتجاوز تأثيره منطقة البلقان لترتج أروبا وأمريكا وتبادر بعد صمت طويل إلى التدخل وفرض هدنة وسلام أوقف المد الذي أسسه علي عزت بيكوفتش وإخوانه. فمن هو علي عزت بيكوفيتش؟ وما هو الجديد والنوعي في ما قام به؟
ولد علي عزت بيكوفيتش في بوسانسكي (يوغسلافيا السابقة ) عام 1344ه الموافق 8 أوت/أغسطس1925م وأكمل دراسته العليا في القانون عام 1962. وعمل مستشاراً قانونياً لجهات علمية وتجارية مختلفة وفي مقدمتها جامعة سراييفو ثم التحق بمنظمة الشباب المسلمين عام 1940، فسُجن لنشاطه فيها عام 1946 لمدة ثلاث سنوات، وفي عام 1983 كان أول المتهمين في محاكمة سراييفو المشهورة، فحُكم عليه بالسجن لمدة 14 عاماً ولكن أطلق سراحه فيما بعد، وفي عام 1989 أنشأ حزب العمل الديمقراطي وهو حزب إسلامي سياسي، وانتخب رئيساً له عام 1990 وبقي في رئيسا حتى سنة 1992 حيث أصبح رئيس القيادة السباعية الموحدة إلى سنة 2000. واستطاع بيكوفيتش أن يقود البوسنة والهرسك في مرحلة عصيبة قاوم فيها هو وشعبه حربا غير متكافئة ماديا ضد صربيا.
ويعد بيكوفيتش أهم السياسيين والمثقفين البوسنيين، وقد توفي رحمه الله يوم 19 أكتوبر 2003 في سراييفو
حصل بيجوفيتش على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1413ه/1993 وعلى غيرها من الجوائز

مؤلفاته
أهم مؤلفات علي عزت هي المجموعة التالية:
علي عزت بيكوفيتش، البيان (أو الإعلان) الإسلامي
وهو مجموعة من المقالات جمعها ابنه بكر ونشرها سنة 1983، وبعد صدوره اتهم علي عزت بأنه يدعو لتأسيس دولة أصولية إسلامية في أوروبا فتم اعتقاله وحوكم بأربعة عشر سنة سجنا. وقد ترجم الكتاب إلى العربية وغيرها.

علي عزت بيكوفيتش: الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمد يوسف عدس، مؤسسة بافاريا، ميونيخ ألمانيا الطبعة الأولى 1414 ه/1994، كما ترجم الكتاب إلى لغات أخرى منها الإنجليزية والتركية والماليزية والهندية.
ويعتبر هذا الكتاب أهم مؤلفات علي عزت وهو كتاب ثريّ بأفكاره وملاحظاته فهو خلاصة بحث مطوّل للمؤلّف. تشعر وأنت تقرأه بأنّك تراجع موسوعة فلسفية تعرض وتناقش أغلب الآراء والمذاهب فهو كما يقول محمد يوسف عدس (المترجم) :" ليس كتابا بسيطا يمكن للقارئ أن يتناوله مسترخيا، أو يقتحمه من أي موضع فيقرأ صفحة هنا وصفحة هناك ثمّ يظنّ أنّه قد فهم شيئا، أو أنّه قادر على تقييمه أو تصنيفه بين الأنماط الفكرية المختلفة " ص. 17

علي عزت بيكوفيتش، هروبي إلى الحرية، ترجمة إسماعيل أبو البندورة، دار الفكر ، دمشق، الطبعة الأولى 1423 ه/2002
وهذا المؤلف كتبه علي عزت في السجن، وهو عبارة عن مذكرات وخواطر متفرقة ثم تم تهريبه من السجن بعد مساعة مجموعة من مساجين الحق العام الذين ساعدوا بيكوفيتش لحبهم للإسلام. ثم أعاد جمعها بعد خروجه من السجن وفك ما كان فيها مشفّرا.
فلسفة علي عزت بيكوفيتش : الوحدة ثنائية القطب
تقوم الفلسفة البيكوتشية على فكرة أساسية وهي مبدأ الوحدة ثنائية القطب التي وجدها علي عزت في الإسلام ورأى أنها تتجلى كأكثر ما يكون التجلي في أركان الإسلام الخمس وسوف نحاول في هذا الموجز التعريفي ببيكوفيش الإشارة إلى أهم أفكار علي عزت مع وعد القارئ بالعودة إلى هذا المفهوم في فرص قادمة، إن شاء الله، بتفصيل أكثر وأعمق.

1 الأسس الفلسفيّة للحضارة الغربيّة
قبل عرض نظريته حول الوحدة ثنائية القطب يقوم بيكوفتش بجهد تفكيكيّ للأسس الفلسفيّة التي قامت عليها الحضارة الغربيّة. ولذلك فإنه يعود إلى أصول هذه الحضارة أي إلى لحظة نشأة العقل " اللّوغوس" في الفكر اليوناني. وهو يحدد لذلك خطين فلسفيين سادا طيلة تاريخ الإنسانية وهما الخط المادي والخط المثالي أو الإنساني، فهو يقول "يبدأ الخط الأوّل من أفلاطون ويمتد حتى المفكّرين المسيحيين في العصور الوسطى يتبعهم الغزالي، ثمّ ديكارت ومالبرانش وليبنتز وبركلي وفخته وكدورث وكانت وهيجل وماخ وبرجسون في العصر الحديث.
أمّا الخطّ المادي فيتمثّل في طاليس وأنكسيمندريس وهرقليطس ولوكريتوس وهوبز وجاسندي وهولفتيوس وهولباخ وديدرو وسبنسر وماركس. وفي مجال الأهداف الإنسانية يقف هذان التياران في الفكر الإنساني على طريفي نقيض، يمثّل التيار الأوّل المذهب الإنساني ويمثّل التيار الثاني التقدّم"1.
بعد تحديد هذين الخطين الأساسيين الذين سادا تاريخ الفلسفة يذكّر المؤلّف بأنّ الفكر الغربي ظلّ أسيرا للفكر اليوناني".2 فمع بداية هذه الخطوات تشكلت القواعد العامة للفلسة الغربية إذ منذ الحقبة اليونانية هيمن الجانب المادي على الفلسفة الإغرقية عبر تحويل أرسطو لمثاليات أفلاطون من البحث في عالم المثل إلى البحث في واقع الإنسان المادي، ومع نشأة هذه النزعة المادية تأسس الفكر الاحادي الذي ينفي الإختلاف ويرفض التعدد ويصل إلى تبرير قمع الآخر واستعباده ف"الأجنبي في روما القديمة أو في بلاد الإغريق يتحوّل إلى عبد"3
وفي المقابل يعتبر بيكوفيتش أن الحضارات الشرقية والإفريقية لم تقم على مثل هذه الخلفية الفلسفية فمن المعلوم مثلا أنّ "جميع الأجانب، سواء أكانوا بيضا أو ملوّنين، يتمتّعون بكرم الضيافة وبحقوق المواطنين المحليين نفسها "
وجدير بالملاحظة أن علي عزت يلفت إنتباهنا إلى ضرورة ان لا نلجأ إلى التعميم في دراسة الفلسفة الغربية فندرجها بشكل تبسيطي تحت لافتة المادية النافية وإنما يتقدّم بنا خطوة هامّة إلى الأمام ليقوم بالغوص أكثر في عمق العقل الغربي ليتتبع تفاصيله فيفككه إلى عنصرين أساسيين، الأوّل هو الفلسفة الأنجلوسكسونية والثاني هو الفلسفة الأروبية
أ الفلسفة الأنجلوسكسونية
وهذه الفلسفة تنتشر أساسا في أنجلترا وفي أمريكا وتغلب عليها النزعة التجريبية ، فالعقل الإنجليزي هو عقل تجريبي وغير متعارض مع اللاهوت بل إنّه يتعايش معه4
كما أنّ "البراغماتية هي النظام الفلسفي الأمريكي الكبير الذي لم تكن أوربا بقادرة على إبداعه. ومن المؤكّد أنّ هذه الفلسفة تعبير عن حيويّة المجتمع الأمريكي وطاقته الفائقة وحافز عليها في الوقت نفسه ".5
ب الفلسفة الأروبية
وأما الفلسفة الأروبية فهي تنتشر في دول أروبا الغربية وخاصّة في فرنسا وألمانيا ... وترتكز هذه المدرسة الفلسفية أساسا على مركزية العقل وإيلائه المرتبة الأساسية في نظرية المعرفة، أمّا التجربة فإنّها تكون في مرتبة أدنى وهو عكس ما نجده في الفلسفة الإنجليزية.6
ثم يخلص إلى النتيجة التالية "ومن المتوقع في المستقبل أنّ أروبا ستستقبل جميع النتائج التي سينتهي إليها العلم بما في ذلك تلك النتائج المتطرّفة في لا إنسانيتها بينما في الأغلب ستقف أنجلترا وأمريكا في طريق وسط وهو موقف براغماتي في أروبا اتساقا مع الموقف المسيحي يظلّ الدين7 دينا، ويظلّ العلم علما، بينما في أنجلترا سيظلّ المحك الأكبر هو الخبرة (أي الحياة) ".8
بعد تفكيكه للفلسة الغربية يمر علي عزت إلى تحديد مفهومه الفلسفي "الوحدة ثنائية القطب".

2 الإسلام: الوحدة ثنائية القطب
لتحديد مفهوم "الوحدة ثنائية القطب" يعقد علي عزت مقارنة بين اليهودية والمسيحية والإسلام. فرأى أن اليهودية توجهت نحو العالم الخارجي، المادي أي إلى الحضارة، في حين اقتصرت المسيحية فقط على بناء الثقافة، فلقد لفت انتباهه مثلا الفارق في الإعتقاد بين الإسلام والمسيحية فرأى أنّ "إله المسيحية هو ربّ عالم الأفراد ( الناس والأنفس ) بينما يملك الشيطان زمام العالم المادّي. لذلك فإنّ الإعتقاد المسيحي في الله يتطلّب الحرّية الجوّانية، بينما العقيدة الإسلامية في الله تنطوي إضافة إلى ذلك على الحرّية البرّانية أيضا، إنّ الإعتقادين الأساسيين في الإسلام: الله أكبر ولا إله إلاّ الله، هما في الوقت نفسه أعظم القوى الثورية في الإسلام " .و "الإسلام، عند بيكوفيتش، لا يعرف كتابات دينيّة لاهوتية معيّنة بالمعنى المفهوم في أوروبا للكلمة، كما أنّه لا يعرف كتابات دنيوية مجرّدة. فكلّ مفكّر إسلامي هو عالم دين. كما أنّ كلّ حركة إسلامية صحيحة هي حركة سياسية"9 كما أنّ الإسلام دين لا يميّز في التكليف بين الناس، فهم كلّهم سواسية أمام الواجب فهو "لا يعترف بالصفوة، رهبانا كانوا أو قدّيسين، و لا يوجد فيه برنامجان : واحد للمختارين وآخر للناس العاديين"10

أ المسجد والكنيسة
"ويمكن أستخلاص نتائج مماثلة من المقارنة بين المسجد والكنيسة، فالمسجد مكان للنّاس أما الكنيسة فهي "معبد للرب". في المسجد يسود جوّ من العقلانية وفي الكنيسة جوّ من الصوفية، المسجد بؤرة نشاط دائم وقريب من السوق في قلب المناطق المعمورة بالسكان، أمّا الكنيسة فتبدو أقلّ إلتحاما ببيئتها. يميل التصميم المعماري للكنيسة إلى الصمت والظلام والإرتفاع، إشارة إلى عالم آخر"11 . ولبيان ذلك يضرب بيكوفيتش مثلا كاتدرائية قوطية قائلا: "عندما يدخل الناس كاتدرائية قوطية يتركون خارجها كلّ اهتمام بالدنيا كأنّهم داخلون في عالم آخر. أمّا المسجد فمن المفروض أن يناقش الناس فيه بعد إنتهائهم من الصلاة هموم دنياهم. وهذا هو الفرق "12
ولذلك يحتل المسجد، عند علي عزت، المركز الأوّل الذي عنه تصدر كلّ العلوم فهو محور العملية العلمية والسياسية والفكرية، فمن المسجد تطوّرت العلوم وأزدهرت، وفي محاولة للمسلمين تحديد أوقات الصلاة إلتفتوا إلى علم الفلك وبحثوا في هذا العلم وطوّروه ويقول الأستاذ علي عزت : "هذا الإهتمام بعلم الفلك وبالعلوم الطبيعية خلال القرون الأولى للإسلام، كان نتيجة مباشرة لتأثير القرآن. لقد تحوّل الدين نحو الطبيعة، فبدأت مرحلة عظيمة في تطوّر العلوم، وكان هذا من أعظم الإنجازات التي تحققت في التاريخ".13 ثم يضيف "وقد نتج عن هذا ظاهرة لا تعرف إلاّ في إطار الثقافة الإسلامية، وهي ما يمكن أن يطلق عليه المسجدرسة وهو بناء فريد يجمع بين وظيفة المسجد والمدرسة معا، ولا يوجد له تسمية موازية في اللغات الأوروبية.14
ب الوحدة ثنائية القطب في أركان الإسلام
ثم يعرض علي عزت مفهوم الوحدة ثنائية ثنائية القطب في أركان الإسلام فيقوم باستقراء عقلاني لأركان الأسلام ( الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصوم ، الحج ) يسعى من خلاله إلى إبراز مفهوم الوحدة ثنائية القطب في كل هذه الأركان.
فهو يعتبر أنّ النطق بالشهادتين الذي يعلن به الشخص اعتناقه للإسلام والذي يؤدّى أمام الشهود ينطوي على معنيين: "الأوّل هو الإنضمام إلى جماعة روحية ولا ضرورة فيه لوجود شهود، ولكنّ الشخص الذي اعتنق الإسلام، رجلا كان أو أمرأة، ينضمّ إلى جماعة لها جوانبها الإجتماعية والسياسية والتي تتضمّن التزامات قانونية وليس فقط إلتزامات أخلاقية، والمعنى الثاني أن يلحق إنسان بدين ما لا يستلزم وجود شهود حيث أنّ هذه علاقة بين الإنسان وربّه. فمجرّد عقد النيّة أو أتخاذ قرار باطني كاف تماما بهذا الخصوص. والإلتحاق بدين في وجود الآخرين به عنصر من عناصر الإعلان، وهو غير ضروري من وجهة نظر الدين المجرّد. ولكنّ الإسلام ليس دينا مجرّدا".15 إذا هناك فرق بين الإنتماء الروحي والذي هو عبارة عن علاقة بين الإنسان وربّه لا يقدر الآخرون على التدخل فيها ولا الحكم عليها، فالله هو القادر على كشف مدى إخلاصها أو زيفها . وأما في مستوى العلاقة الإجتماعية فإنّها تتطلّب الشهود لأنّ هذا الإعلان تترتّب عنه ولاءات جديدة وأنتماءات جديدة تجعل من الكائن التائه كالريشة في مهب الريح إنسانا مسؤولا مسؤولا، فيتحول (الإنسان / الشيء) الذي دمرته الحضارة إلى خليفة نفخ الله فيه من روحه لتتحوّل تلك الكتلة المادية إلى إنسان كادح يسموا بذاته وبالآخرين "يَا أَيَّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ" (سورة الإنشقاق الآية 46) إلى القيمة العليا التي أهّله الله للإضطلاع بها "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ أَنِّي جَاعِلُ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" (سورة البقرة الآية 30)
أمّا "الصلاة فليست مجرّد تعبير عن موقف الإسلام من العالم، وإنّما هي أيضا انعكاس للطريق الذي يريد بها الإسلام تنظيم هذا العالم. فالصلاة تعلن أمرين: أوّلهما ، أنّه يوجد هدفان إنسانيان أساسيان. وثانيهما أنّ هذين الهدفين رغم انفصالهما منطقيا يمكن توحيدهما في الحياة الإنسانية، حيث أنّه لا صلاة بدون طهارة ولا جهود روحيّة بدون جهود مادّية وإجتماعية تصاحبها. إنّ الصلاة أكمل تصوير لما نطلق عليه "الوحدة ثنائية القطب" في الإسلام. ونظرا لما في الصلاة من بساطة فإنّها قد اختزلت هذه الخاصية إلى تعبير تجريدي، وأصبحت بذلك المعادلة أو الشفرة الإسلامية".16 كما يجد علي عزت بيكوفيتش في الوضوء مثالا آخر للوحدة ثنائيّة القطب، فهو يعتبر أنّ التركيز على النّاحية العقلانية للصلاة يدعم فكرة أنّها ليست أحادية الجانب. يقول: "فالثنائيّة تتكرّر في الوضوء : الوضوء نظافة صحيّة ولكن النظافة ليس فقط معرفة وإنّما فضيلة كذلك. فقد أضفى عليها الإسلام شيئا باطنيا. وهذه الصفة تعتبر من الناحية المنهجية خصوصية إسلامية . والنتيجة أنّ الإسلام قد رفع الطهارة إلى مستوى الفكرة وربطها عضويا بالصلاة . حيث يقرر القرآن خلافا لما يتوقّعه أصحاب الدين المجرّد "إِنَّ الله يُحِبُّ المُتَطَهِّرِين". إنّ عبارة مثل " النّظافة من الإيمان " لا توجد إلا في الإسلام ، فالبدن في جميع الأديان الأخرى خارج الإعتبار".17
ونفس المعادلة "الوحدة ثنائية القطب" نجدها في العلاقة التي يؤسسها القرآن بين الصلاة والزكاة ذلك أن "المعادلة القرآنية المألوفة التي تجمع بين الصلاة والزكاة ليست إلاّ صيغة معيّنة من معادلة أخرى "الوحدة ثتائية القطب" اكثر تكرارا وأكثر عموميّة وهي "آمن وافعل خيرا"والتي يمكن اعتبارها الأساس الجوهري للأوامر الدينية والأخلاقية والإجتماعية في القرآن".18
وتتكرر نفس الأهداف الإجتماعية التوحيدية مع الصوم إذ "في الصوم أيضا جانب مشابه بلا شك. فقد اعتبر المسلمون الصوم خلال شهر رمضان مظهرا لروح الجماعة. ولذلك فإنّهم حساسون لأيّ انتهاك علني لهذا الواجب. فالصيام ليس مجرّد مسألة إيمان... ليس مجرّد مسألة شخصية تخصّ الفرد وحده، وإنّما هو التزام إجتماعي".19
والصوم مظهر من مظاهر الوحدة النفسية والشعورية وشكل من أشكال المساواة وكما يقول الأستاذ علي عزت: "الصوم يمارس في قصور الملوك وفي أكواخ الفلاّحين على السواء ... في بيت الفيلسوف وفي بيت العامل. وأعظم ميزة فيه أنّه يمارس ممارسة حقيقية".20

يخلص علي عزت بيكوفيتش بعد استقرائه لأركان الإسلام إلى أنّه "من المستحيل تطبيق الإسلام في الممارسة انطلاقا من مستوى بدائي. فالصلاة لا يمكن أداؤها أداء صحيحا إلاّ بضبط الوقت والإتجاه في المكان، فالمسلمون ( مع انتشارهم على سطح الكرة الأرضية) عليهم أن يتوجهوا جميعا في الصلاة نحو الكعبة مكيفين أوضاعهم في المكان ( على اختلاف مواقعهم )، وتحديد مواقيت الصلاة تحكمه حقائق علم الفلك. ولا بدّ من تحديد هذه المواقيت ( للصلوات الخمس) تحديدا دقيقا خلال أيّام السنة كلّها. ويقتضي هذا تحديد موقع الأرض في مدارها الفلكي حول الشمس. وتحتاج الزكاة إلى إحصاء ودليل وحساب. ويتصل الحج بالسفر وضرورة الإلمام بكثير من الحقائق التي يتطلبها المسافر إلى مسافات بعيدة.21" فمجرّد الإلتزام بأركان الإسلام الخمس يقود إلى العلم.
ت الشهيد
كما نجد الوحدة ثنائية القطب تتجلى حسب بيكوفيتش بوضوح في شخصية الشهيد في الإسلام. فالشهيد هو أعظم شخصية في الإسلام : "وأخيرا نجد أنّ أعظم شخصية في الإسلام هي شخصية الشهيد المجاهد في سبيل الله ... فهو راهب وجندي في شخص واحد . فما انقسم في المسيحية إلى مبدإ للرهبانية ومبدإ للفروسية ، اتحد في الإسلام في شخصية الشهيد . إنها وحدة العقل والدّم وهما مبدآن ينتميان إلى عالمين مختلفين.22
وهكذا يثبت علي عزت أن الوحدة ثنائية القطب موجودة كل أركان الإسلام وفي الجهاد الذي يقود إلى الشهادة وأن هذه الوحدة بين العقل والواقع، بين الروح والجسد، "بين العقل والدم" بلغة بيكوفيتش كان لها تأثير المركزي في تطور العلوم، الفلك، والجغرافيا، والفلسفة وعلوم الدين والقرآن وغيرها وبالتالي فإنه فقط من خلال الأركان الخمسة "وإذا صرفنا النظر عن أيّ شيء آخر في الإسلام لوجدنا المجتمع المسلم، بدون أن يمارس أيّ شيئ سوى الأعمدة الخمسة للأسلام ، يجب عليه أن يبلغ حدّا أدنى من الحضارة ، ومعنى هذا أنّ الإنسان لا يستطيع أن يكون مسلما ويبقى متخلّفا ".23 فالإسلام عند بيكوفيتش يأسس لفلسفة تتعارض مع الجهل، لأن المسلم الحقيقي لا يمكن أن يكون جاهلا وهو يلتزم بأداء فروضه.
ث بيكوفيتش يبشر بفلسفة للحياة
لا يترك علي عزت، المسلم معلقا بين السماء والأرض ينهشنا القلق، كما فعل سارتر، بل إنّه يدعونا إلى "أن نكون على وعي بظروفنا الإنسانية، فنحن منغمسون في أوضاع معيّنة. وقد أستطيع أن أعمل على تغيير هذا الوضع، ولكن تبقى هناك أوضاع لا تقبل بطبيعتها التغيير. قد تتخذ هذه الأوضاع أشكالا مختلفة وقد تنحجب عنّا قوّتها الغالبة، ولكن تبقى أمامنا هذه الحقائق: إنني لا مفرّ من أن أموت، ولا بدّ أن أناضل، إنّني ضحيّة الحظ، إنّني أتعثّر دون رغبة مني في مشاعر الذنب".24 فالنضال والعمل الدؤوب وإن تعثر هو طريقنا الوحيد للخروج من الأزمة الخانقة التي آل إليها وضعنا . ولكن يبقى أحد الأسئلة المركزية معلقا وهو كيف سيكون هذا النضال وعلى أيّ أساس ؟
الأساس الأول من خلال كتاب الإسلام بين الشرق والغرب هو "الإعتراف بالقدر" الذي هو "إعتراف بالحياة على ما هي عليه، وقرار واع بالتحمّل والصمود والتجمّل بالصبر. وفي هذه النقطة يختلف الإسلام اختلافا حادا عن المثالية المصطنعة وعن الفلسفة السياسية الأوروبية التفاؤلية وحكاياتها الساذجة عن ( الأفضل من كلّ ما هو ممكن في العالمين ) ذلك التسليم لله هو ضوء يانع يخترق التشاؤم ويتجاوزه "25
ثم يبين علي عزت أنّ التسليم لله لا يعني "سلبية في موقف الإنسان كما يظنّ كثير من الناس خاطئين. في الحقيقة ( كلّ السلالات البطولية كانوا من المؤمنين بالقدر ). إنّ طاعة الله تستبعد طاعة البشر والخضوع لهم. إنّها صلة جديدة بين الإنسان وبين الله، ومن ثم بين الإنسان والإنسان".26
وينتهي الكتاب بهذه الفقرة الرائعة التي يشرح فيها معنى كلمة إسلام، فيجعلها بمثابة المشهد الأخير في ملحمة بطولية تنفتح على آفاق المستقبل حاملة معها كمّا هائلا من الثقة واليقين فهو يقول : "إنّ الإسلام لم يأخذ اسمه من قوانينه ولا نظامه ولا محرّماته ولا من جهود النفس والبدن التي يطالب الإنسان بها، وإنما من شيئ يشمل هذا كلّه ويسموا عليه : من لحظة فارقة تنقدح فيها شرارة وعي باطنيّ ... من قوّة النفس في مواجهة محن الزمان... من التهيّئ لاُحتمال كلّ ما يأتي من الوجود... من حقيقة التسليم لله. إنّه استسلام لله .. والإسم إسلام !".27
ج وماذا بعد ؟
لا ، ولن ندّعي أنّنا من خلال هذه الملامسة الأوّلية لعلي عزت الفيلسوف والمجاهد، ومن خلال الإشارات التي تعرضنا إليها لكتابه الموسوعة "الإسلام بين الشرق والغرب" قد بلغنا الشأو في التعريف بعلي عزت بيكوفيتش وفكره وجهاده فالتحدّي يظلّ مرفوعا ويظلّ السؤأل المركزي مطروحا هل وصلنا إلى النهاية مع علي عزت بيكوفيتش ؟ أو بلغة أخرى ماذا بقي من علي عزت ؟
ونستطيع الآن أن نقول بكل اطمئنان بأنّ الدرس الأساسي الذي يجب أن نتعلّمه من عرضنا لسيرة علي عزت لم نتوصّل بعد إلى الكشف عنه، فبيكوفيتش الذي تحوّل من طور الفيلسوف الباحث إلى طور الفيلسوف الرئيس والمسؤول الأوّل عن شعب تعرّض لإبادة جماعية هو حالة رائعة وفريدة في تاريخ الفلسفة والفكر الإنساني عموما إذ معه يتحول الحلم الذي راود أفلاطون والفارابي عن الفيلسوف الملك أو الملك الفيلسوف حقيقة لا مواربة فيها، ولأول مرة فيما أعلم نجد الفيلسوف ينجح وهو يحكم كما نجد الحاكم ينجح وهو يتفلسف.
إضافة إلى أننا من خلال سيرة علي عزت نتعلم:
أنّنا مادمنا نمتلك الإرادة والوعي ووضوح الهدف والغاية فإنّنا لا يمكن أن نستسلم لأيّ قوّة أرضية مهما كانت غطرستها، وقد كان أستاذنا خير معّبر عن هذا اليقين الصادق . فالبوسنة أثناء بداية محنتها لم تقو على مواجهة الصرب الغاصبين، فلم يكن لها جيش تدافع به، واستطاع الرئيس أن يأسس مع ثلة من إخوانه الصادقين جيشا قويّا استطاع أن يحمي بلاده بل يحفظها من حرب إبادة
نتعلم من علي عزت تحديد الأولويات فعندما سئل أثناء المحنة التي يتعرض لها بلده المتمثلة في شعب يتطلع للحياة فيجد الطرق قد سُدّت عليه أمام تجاهل عالمي، وتواطؤ أوروبي، وتعاطف أمريكي مصلحي خجول، وعجز إسلامي، إن كان سوف يواصل البحث العلمي أم لا أجاب بلغة اليقين: "عندما تكون القضية قضية حياة أو موت فإنّ الإنسان يجب عليه أن يدافع بادئ ذي بدء عن حياته "
نتعلّم كذلك أنّ الإبتلاءات تقوّي صلابة الشعوب فهو يقول : "لقد علّمنا القرآن الكريم أنّ الإبتلاءات والمصاعب هي الطريق الأساسي لصلب عود الشعوب وتقوية عزمها وصهر معدنها، كما أنّ القرآن الكريم يعلّمنا أنّ بعد العسر يسر، وأنا أومن بذلك".28
يعلّمنا الإلتزام بالأخلاقيات الإسلامية حتى مع العدوّ الغاصب الذي كان مدفوعا كالثور الهائج يقضي على كلّ شيئ، فعلي عزت رفض أن ينكّل جنوده بالأسرى الصرب ورفض أن يعاملوا كما يعامل الأسرى البوسنيون الذين يقعون في أيدي الصرب وقد سبب له ذلك مشاكل مع جيشه فهو يقول : "وأواجه حاليّا مشكلة مع الجيش بسبب ذلك، لأنّهم يريدون أن يفعلوا مع الجنود الصرب كما فعلوا معنا ولكنّني قلت يجب أن نحترم أنفسنا ونحترم أصول ديننا ونوفّر جهدنا لتحرير أرضنا وبناء دولتنا ".29
هذه بعض الدروس التي بقيت بعد ما يزيد على ثلاثين سنة وهي الزمن الذي يفصلنا عن تاريخ تأليف الكتاب / الموسوعة وحوالي سبع سنوات على وفاة علي عزت لنسجل من خلالها وعلى امتداد الزمان والمكان معلما هاما من معالم الصمود والعزة والإباء ومعلما آخر من معالم الأصالة الصادقة التي لم تهزّه سنين السجن الطويلة بل على العكس زادته صلابة وتمسكا بحقه في الحياة الكريمة. ولهذا فإنّ الأستاذ الرئيس يظلّ بالنسبة لي كتابا ضخما أعجز في ورقات قصيرة أن أطالع صفحاته. إنّني وأنا أقرأ كلّ ما وقع بين يديّ للرئيس / الفيلسوف وأتابع جهاده أتذكر الإمام القدوة عبد الله بن المبارك الذي كان يحجّ عاما ويجاهد عاما وكان يرفض أن يكون العالم قابعا في مسجده أو محرابه وبيضة الإسلام تكلم وتنتهك حرماته . فالإمام ابن المبارك هو الذي أرسل من ميدان القتال بطرسوس إلى المتفيئ بظلال الكعبة فضيل بن عياض القصيدة التالية :
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنّك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خدّه بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا وهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبيّنا قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميّت لا يكذب

المصادر
بيكوفيتش، علي عزت. الإسلام بين الشرق والغرب، ترجمة محمّد يوسف عدس ، مؤسسة بافاريا للنشر والإعلام والخدمات ، الطبعة الأولى رجب 1414 ه ، يناير 1994 م
1 الإسلام بين الشرق والغرب، بيكوفيتش ص 29
2 نفس المصدر السابق ص 228
3 الإسلام بين الشرق والغرب، بيكوفيتش ص 376
4 نفسه ص 376
5 نفسه ص 381
6 الإسلام بين الشرق والغرب، بيكوفيتش ص 271
7 يستعمل علي عزت مصلح الدين طبقا للمفهوم الغربي له فلايشتمل مصطلح الدين أبدا على معنى الإسلام
8 نفسه ص 382
9 نفس الممصدر ص 282
10 نفس الممصدر السابق ص 284
11 نفس المصدر ص 283
12 نفس المصدر ص 283
13 الإسلام بين الشرق والغرب، بيكوفيتش ص 311
14 نفس المصدر ص 312
15 نفس المصدر ص 301
16 نفس المصدر ص 293
17 نفس المصدر ص 294
18 نفس المصدر ص 300
19 نفس المصدر ص 301
20 الإسلام بين الشرق والغرب، بيكوفيتش ص 301
21 نفس المصدر ص 310
22 نفس المصدر السابق ص 305
23 نفس المصدر السابق ص 310
24 نفس المصدر السابق ص 394
25 نفس المصدر السابق ص 395
26 نفس المصدر السابق ص 396
27 نفس المصدر السابق ص 396
28 مجلة المجتمع العدد 1132 2 شعبان 1415 ه 3 1 1995
29 مجلة المجتمع العدد 1132 2 شعبان 1415 ه 3 1 1995


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.