رمضان والعودة المدرسية وعيد الفطر ''الزوّالي'' في عنق الزجاجة تونس/ الوطن يبدو أنّ العودة المدرسية و الجامعية ستكون استثنائية هذه السنة لأنها تتزامن مع مناسبات هامة...نهاية العطلة الصيفية و رمضان ثم عيد الفطر. وهي مناسبات معروفة بارتفاع وتيرة " المصروف". مآزر وحقائب بأسعار خيالية في بعض الفضاءات التجارية الكبرى التي عادة ما يتردد عليها الموطنون ، أوّل ما يلفت الانتباه أسعار المآزر و الحقائب المدرسية، أسعار شبه خيالية خاصة بالنسبة للعائلات التي تصنف بأنها تنتمي إلى الطبقة الوسطى ..من ذلك أن سعر الحقيبة المدرسية الواحدة يتجاوز ال 150 دينارا ...أمّا أسعار الميدعات فحدّث و لا حرج ..إذ يتجاوز سعر الميدعة الواحدة ال80 دينارا.. أحد الأولياء وجدناه أمام مغازة تعرض هذه اللوازم ، كان ينظر و يبتسم و عندما سألناه عن السبب أجاب ببساطة :" أي أسعار هذه، ومن يقدر على اقتناءها خاصة من الموظفين و أصحاب الدخل الشهري المحدود؟ أعتقد أنها معروضة لفئة معينة ..وليس لأي كان.. ، ويبدو فعلا أن الأمر بات مثارا للضحك. من الفضاءات و بعض المغازات التجارية تنقلنا إلى نهج سيدي بومنديل و ساحة الجزيرة ..و نهج شارل ديغول..هناك تعرض بضائع أخرى ..تختفي تحت أسماء "ماركات" عالمية ..لكن أسعارها في متناول المواطن العادي ... هذه النوعية من اللوازم تعرف كل سنة إقبالا عليها رغم تحذيرات هياكل المراقبة الاقتصادية و الصحية باعتبار أنها بضائع مجهولة المصدر ..و ربما تكون مصنوعة من مواد كيميائية مضرّة بالصحة. غير أن ذلك لا يمنع الاقبال عليها بسبب تدني أسعارها مقارنة بما يعرض في فضاءات و محلاّت أخرى. تقول سيدة في عقدها الخامس: "أنا أمّ لخمسة تلاميذ ..ماذا أفعل لأضمن لهم كافة مستلزمات العودة المدرسية ! ؟ في مثل هذه الحالات لا أفكر الا في قدراتي المالية .. و أجد في هذه الأنهج و الشوارع ما أبحث عنه..." وعندما سألتها عن المضار الصحية الممكنة لهذه الأدوات قالت " الصحّة بيد الله.. و لم أسمع ان هناك من أصيب بمرض جراء استعماله مثل هذه اللوازم.." وأضافت إن هذه الأماكن هي التي يتردد عليها "الزوّالي" التفكير في لباس العيد مؤجّل رمضان و العودة المدرسية و عيد الفطر ، هذه المناسبات التي جاءت متزامنة مع بعضها جعلت المواطن تائها بين قفة رمضان والعودة المدرسية وانست العديد مناسبة العيد، حتى أن عديد الأولياء أكدوا لنا أن لباس العودة المدرسية سيكون حتما لباس العيد، لأنه لم يعد بوسعهم تغطية جميع المصاريف. في حين ذكر البعض الآخر أنهم كانوا قد اشتروا مع بداية الصيف بعض الثياب لأبنائهم ستكون هي لباس الدخول المدرسي والعيد معا؛ فالسيدة سهيلة ذكرت لنا أنها تعمل هي وزوجها ومع ذلك لم يستطيعا تغطية جميع المصاريف خاصة بتزامن المناسبتين مع شهر رمضان.