محسن الخضراوي...السويد كلنا يتذكر وضع تونس عند قرب نهاية بورقيبة وكيف كان الجميع يتطلع الى من سيخلفه. وكانت اغلب الانظار متجهة الى المزالي والصياح والسخيري والقلال وغيرهم ولم يخطر على بال أحد أنه سياتي نكرة ويتسلق بسرعة عجيبة سلم الترقية ليصل الى الحكم في مدة وجيزة..ولم يكن ذلك عن طريق الصدفة بالطبع بل نتيجة تخطيط وبرمجة مسبقة طبخت في الغرب كما لم يعد يخفى على أحد وهذا ليس خاصا بتونس بل بكل الانظمة العربية دون استثناء ولم تنجو منها الا بعض المملكات .... وها نحن الان نعيش ايام بن علي الاخيرة وان طالت والانظار كالعادة متجهة الى الداخل ويخشى الكثير من تولي ليلى الطرابلسي حكم تونس بعد زوجها ...وهذا الايحاء في رأيي من صنع السلطة لجس نبض الشعب بالرغم انه مغلوب على امره ولا يؤخذ رايه في شيء...فهل تتمكن ليلى من الانقضاض على الحكم وتتصدرعرش الخلافة؟ أغلب المؤشرات ان لم تكن كلها تنفي هذا الاحتمال لأسباب منها ان الشعب لا يحب ليلى ولا يحب عائلتها ولم يعد ذلك يخفى على احد... ثم ان فرنسا ليست راضية على ليلى وعندها عدة مؤاخذات عليها الكل يعرفها ولا فائدة من سردها... بقيت الجهة التي يمكن ان تدعمها هي امريكا واسرائيل وهؤلاء لا اظن ان مصالحهم يمكن ان ترتبط بمثل ليلى...ثم لوافترضنا أن ليلى تصل الى الحكم فان تحملت المسؤولية لوحدها وقامت باصلاحات تخالف ما فعله زوجها وذلك على غرار ما قام به ملك المغرب فربما تصلح البلاد ...لم لا ؟!! اما ان شيعت جثمان زوجها لتواصل على منواله وتعتمد على عصا البوليس فانها تكون كارثة على تونس وربما ينتهي بليلى المطاف الى مصير مونازير بوطو. اذن من سيكون رئيسا لتونس؟ وهل سيتدخل الجيش كما أشار لذلك السيد منصف المرزوقي من قبل؟ يجب ان نعلم ان الجيش التونسي لا يختلف وضعه كثيرا عن الشعب فهو مضطهد ومضروب على يديه بحيث انه لا يملك أكثر من انه يشمت من يعطس...لذلك في رأيي ان رئيس تونس المقبل هو الان ينتظر على بنك الاحتياط وقد قام بتربص الرئاسة فلا ليلى ولا غيرها قادر على تغيير هذا المصار لان الغرب لا يترك اشياء كهذه للصدف او المفاجات . وبما أن هذا الرئيس الجديد لن يكون مصلحا دينيا فلا فرق عندنا بين أن يكون زيدا أو نوفل .