تباحث الصحفيون والمحررون من موريتانيا إلى تونس بيئة عملهم خلال يوم عالمي تضامنا مع الصحافة. هيام الهادي من الجزائر ونوفل الشرقاوي من الرباط ومحمد يحي ولد عبد الودود من نواكشوط لمغاربية – 04/05/10 الصحفي التونسي توفيق بن بريك تحدث للصحفيين بعد إطلاق سراحه يوم 27 أبريل. اجتمع مسؤولون حكوميون وقياديو المجتمع المدني وصحفيون من كافة البلدان المغاربية في نواكشوط الاثنين 3 مايو لاحتفال إقليمي كبير باليوم العالمي لحرية الصحافة نظم تحت شعار "حرية الإعلام وحق المعرفة، أي مستقبل للمغرب الكبير". واستغل الصحفيون في عدة مناطق مغاربية هذا اليوم لإلقاء نظرة فاحصة على الإعلام في بلدانهم. ويذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اختارت في 1993 يوم 3 مايو كمناسبة سنوية لإطلاع الجماهير على انتهاكات حرية التعبير وتذكير العالم أن العديد من الصحفيين يتحدون الموت أو السجن لينقلوا للناس الأنباء اليومية. وفي تونس، ركز الإعلاميون على توسيع هامش حرياتهم وتحسين ظروف العمل والأجور. الصحفي أيمن رزقي قال لمغاربية إنه يرى تباينا صارخا "بين ما يقوله ممثلو الحكومة في الخطب وبين ما يحصل على أرض الواقع". وقال "فمن يتجرا على التغريد خارج السرب يحرم من" المعلومة. وأضاف "هذا طبعا زيادة عن الاعتداءات الجسدية التي يتعرض لها الصحفيون المعارضون والمتابعة اللصيقة التي يعانون منها يوميا من طرف [قوات] الأمن السياسي والتنصت المتواصل على هواتفهم". وأضاف رزقي "حسب رأيي لا توجد حرية إعلام في تونس". توفيق بن بريك، صحفي سُجن ستة أشهر بسبب ما يعتبره الكثيرون تهما يرجى منها وقف انتقاده للحكومة، يوافق على هذا الطرح. وقال "أنا صحفي مغضوب علي منذ سنوات بسبب كتاباتي. لذلك لفقوا [السلطات التونسية] لي قضية وأرسلوني إلى واحد من أسوأ سجون البلاد معتقدين أني سأتوب هناك". وصنفت مراسلون بلا حدود المتمركزة في باريس تونس في المركز 154 من أصل 173 بلدا فيما يخص حرية التعبير. صحفي آخر أشار إلى ظروف عمل الصحفيين الرديئة. غسان القصيبي قال "مازال الصحافيون يعانون من أجور لا تتماشى والدور الذي يقومون"، مضيفا أن ممارسات التشغيل الهش والطرد التعسفي واسعة الانتشار. وفي المغرب، اعترف خالد الناصري وزير الاتصال باليوم العالمي لحرية الصحافة بالإشادة بانفتاح المغرب على كافة أشكال الإعلام وأشار إلى مئات الأسبوعيات والمجلات الشهرية بالعربية والفرنسية والأمازيغية. وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء يوم 2 مايو "إن ممارسة المهنة اليوم تتم في جو عادي تؤطره القوانين التي تستند إلى المعايير الدولية الكبرى للديمقراطية بالنسبة لكل وسائل الإعلام". لكن الإعلام المغربي يواجه عدة قيود حسب قول محمد عوني عن منظمة حرية الإعلام والتعبير. وقال "هناك اعتقالات لصحافيين ومدونين وهجوم على حرية الصحافة بشكل عام مما جعل المغرب يتراجع في ترتيب الدول من حيث مدى احترام حرية التعبير". ويجري الصحفيون والمشرعون المغاربة حاليا حوارا وطنيا لوضع مدونة صحافة عملية. أما في الجزائر، تزامن اليوم العالمي لحرية الصحافة مع الذكرى 20 لمدونة الإعلام وهو الإطار القانوني الذي وضع أسس صحافة تعددية. وزير الاتصال عز الدين ميهوبي سيقوم بتحديث بنود المدونة "قريبا". وقال يوم 2 مايو "ستكون للصحفيين كلمتهم". فيما يبدي الصحفيون الجزائريون الذين تحدثت إليهم مغاربية تحفظهم. الزهرة صحفية باللغة العربية قالت "الصحافة المستقلة مكسب هام. علينا أن نناضل للحفاظ عليها وأن لا ننصاع وراء هذا النوع من النقاش حول مدونة الإعلام". طارق أبدى قلقا أكبر بشأن الصحفيين العاملين في "بيئة غير آمنة". وقال "العديد من مالكي وسائل الإعلام لا يحترمون قوانين حقوق الشغل. ويقومون بتشغيل طلبة جامعيين مقابل أجور زهيدة. ويستغلونهم قبل الاستغناء عنهم". وأوضح أنه من الصعب النضال من أجل حرية الصحافة عندما ترفض الصحف ضمان حقوق عامليها. وفي موريتانيا، انضم الصحفيون المحليون إلى زملائهم من المغرب والجزائر إلى اليونيسكو والبنك الدولي ووزارة الاتصال للاحتفال باليوم العالمي للصحافة ومناقشة هواجسهم الصحفية. الحسين ولد أمدو، رئيس نقابة الصحفيين الموريتانيين، قال إن هناك "هامش كبير من الحرية" في موريتانيا. أحمد ولد ملاي أحمد، رئيس رابطة الصحفيين المهنيين أشاد بقانون الصحافة الجديد الذي سيراجعه البرلمان وقال إنه سيسهل عمل الصحفيين بمنحهم "بالاستقلالية المالية". وأضاف "ليست هناك أي محظورات فكل شخص يُكتب عنه حتى رئيس الجمهورية كما أنه لم تُصادر أي صحيفة منذ وصول الرئيس الحالي إلي السلطة السنة الماضية وهذا في حد ذاته مشجع". الصحفي ولد محمد قال إنه في قطاع الإعلام الموريتاني، من المتوقع "حدوث ثورة إعلامية كبيرة فى الأشهر القادمة حيث سيتنافس الكثير من القنوات التلفزيونية المحلية مع بعضها البعض مما سيخلق الكثير من فرص الأعمال للصحفيين".