نشر منذ أيام مقال لأحد "المجهولين" أمضاه صاحبه باسم خليل الغربي (وهو بلا ريب اسم مستعار) استهدف الزميل المولدي الزوابي، عنونه صاحبه ب"عندما يتحول مراسل إذاعة كلمة في جندوبة إلى بوق للبيروقراطية الجهوية" ونشره في عدد من المواقع دون أن يكلّف نفسه مشقّة تقديم مبرّر واحد لانتقاده. وقد قام بعض المقنّعين بإعادة نشر المقال على صفحات الفايسبوك تحت عنوان إضافيّ: "عندما تتحول كلمة إلى منبر للسلفية الظلامية بجندوبة ويحاول مراسلها الدفاع عن النقابة الجهوية للثانوي المنصبة" ! ولأنّ المقال امتلأ بالمغالطات فقد استقطب أصواتا على نفس الشاكلة أخذت تلهث خلف الزميل الزوابي تلاحقه باتهامات أهمّها الانحياز لشقّ دون آخر والتعتيم على الحقائق بل والتقرّب للشّق المتنفّذ في الاتحاد الجهوي بجندوبة وغيرها من التهم التي لم يتردّد من يقف خلفها في إلصاقها بزميلنا. لذلك رأيت من واجبي أن أجلي الحقائق للناس بعد أن شوّهها هؤلاء دون أن يعوا - ولعلّهم واعون - أنهم لم يختلفوا كثيرا في سلوكهم هذا عن أساليب صحف القذارة "كل الناس" و"الصريح" في التعامل مع خصوم السلطة باعتماد التشويه والمساس من الذوات... صاحب المقال، هاجم المولدي الزوابي على خلفية تغطيته لاجتماع 16 ماي المنقضي بدار اتحاد الشغل بجندوبة والذي يفترض أن تجري فيه أشغال مجلس قطاعي لقطاع التعليم الثانوي الذي أثارت عملية انتخاب أعضاء نقابته الجهوية الكثير من الجدل بين متهم إياها بالتنصيب وبين مدافع عن قانونيتها، وهو ما كان الزميل المولدي قد تعرّض له في أكثر من محطّة ناقلا وجهات نظر جميع أطراف الصراع بكل حيادية وموضوعية – وهو ما يمليه عليه واجبه المهني على كل حال – إلاّ أن التغطية المذكورة لم ترق لبعض الأطراف فهاجموها بكلّ شراسة، ولو اكتفوا بنقد التغطية لكنا قبلنا الأمر كحقّ لهم في النقد، بل وكان يسعهم نشر نقدهم على صفحات كلمة، لكنّ ما عمدوا إليه من المساس من شخص الزميل لم يكن مقبولا السكوت عنه لأنه مخالف لقواعد الحوار النزيه. فقد انطلق صاحب المقال من مصادرة خطيرة مفادها أن الزميل المولدي يسعى منذ التحاقه بالراديو "إلى تقديم الأخبار والتغطيات النقابية لجهة جندوبة خدمة لمجموعة نقابية معينة سواء عبر تضخيم حضورها وتحركاتها أو عبر التركيز عليها دون غيرها." ولو صحّ هذا الأمر، لما كانت وجهات النظر المعارضة للتشكيلة الحالية للنقابة الجهوية قد نقلت إلى الراديو وإلى مستمعيه عبر نفس المراسل المتهم بتملّق أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي. بل إن صاحب المقال لا يقدّم لنا ولو قرينة واحدة تؤيّد هذه المصادرة الخطيرة التي تمسّ من نزاهة ومصداقية الزميل التي هي رأسمال كل صحفيّ يحترم نفسه، بل يذهب صاحب المقال إلى حدّ نفي صفة الصحفي عن الزميل المولدي الزوابي، كأنه قد عيّن نفسه وكيلا على المهنة يسدي صفتها لمن يشاء ويحرم منها من يغضب عنه، في حين أن الزميل المولدي الزوابي صحفي محترف معترف به من قبل أعلى الهيئات الدولية للصحافة. ,,,,, إلا أن من تتلمذ في مدارس الصوت الواحد والرأي الواحد، وعلى يد نظام يعتبر النقد جريمة لا تغتفر، يسيئه أن ينقل زميلنا وجهة نظر خصومهم، وحيث لم يكن بين أيديهم ما يمكن أن يسيئوا به للزميل فقد عمدوا إلى المس من شخصه والتشكيك في نزاهته. ولئن حاول صاحب المقال أن يظهر الزميل المولدي في صورة مخادع "لإذاعة كلمة" مخفيا عنهما "حقيقة ما يجري" و"حقيقة ممارساته" "كبوق دعاية للبيروقراطية النقابية" و"متملّق ومزيّف للحقائق" فإني أقول له أن الزميل المولدي يحضى بثقة واحترام كامل لدى فريق "راديو كلمة" بما في ذلك المشرفين على المؤسسة وذلك لما يتمتع به من نزاهته ومصداقية وموضوعيته، ويقيني أن مثل هذه الأساليب لن تؤثّر في آداء الزميل المولدي ولن تجعل الغاضبين من تغطياته يصوغون "الحقائق" على مقاسهم. معز الباي من فريق راديو كلمة