تحدث عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس اللندنية بحدة في ندوة منتدى الجزيرة الخامس بعنوان المقاومة خيار أم ضرورة. ووجه سؤالاً مثيرًا من مقعد المستمع إلى المتحدث مارك بيري الكاتب المتخصص في الشؤون العسكرية والاستخباراتية والعلاقات الدولية. قال عطوان لبيري: "إنك تعترف بأنّ الولاياتالمتحدة ارتكبت جريمة حرب بشعة في العراق، إنّ الملايين قد قُتلوا وتشردوا فهل بعد كل هذا يطلب منا أن نتحدث عن شرعية المقاومة وضرورتها!!؟. إن كنت قد اعترفت أنّ الولاياتالمتحدة قد ارتكبت جريمة فأين الاعتذار والتعويض؟".
مازالت هناك إشكالية كبرى في لغة الإعلام، فالمصطلحات المستخدمة في الأخبار لا تعبر عن الحقيقة. ففي كلمته الافتتاحية تحدث روبرت فيسك الصحفي البريطاني الشهير عن هذا الأمر، فقال إنّ مصطلحات مثل لفظ "المقاومة" يتم تداوله الآن بين وسائل الإعلام بلفظ آخر لا يعبر عن الحقيقة وهو "التمرد". وذكر أنّ كولن باول وزير الخارجية السابق كان قد طلب من الصحفيين من قبل أن يسموا الأراضي المحتلة "بالأراضي المتنازع عليها". بل الأسوأ من ذلك أنّ التقارير الصحفية أصبحت تضلل الرأي العام بشكل أكثر خطورة، وصارت تذكر روايتين مختلفتين للحدث، وتقول إنها غير متأكدة من مدى صدق أي منها. ربما لهذا السبب كان انفعال عبد الباري مبررًا. فالحقائق الواضحة ينبغي أن تبقى واضحة، ولا يجب أبدًا أن نتحدث عن عدم التأكد من أنّ الاحتلال الأمريكي كان جريمة ينبغي الاعتذار عنها والتعويض.
في ندوة الإعلام الجديد تحدث م جي روزينبرغ من موقع Media Matters of America عن الثورة التي أحدثها الإعلام الجديد في نقل الحقيقة للناس في الغرب، وكيف أنّ معارضة إسرائيل بدأت تصبح أمرًا مقبولًا ومسموحًا به، وإن كان مازالت ظاهرة على استحياء. وأنّ الحقيقة كاملة من الممكن نقلها من خلال هذه الثورة الإعلامية التي أصبحت محل اهتمام الناس حاليًا. ربما بطريقة كهذه أصبح من الممكن التأثير والضغط على الحكومة الأمريكية والكيان الصهيوني للاعتراف بأخطائهما وجرائمهما في المنطقة. نعقد الأمل في أن يكون الإعلام الجديد وسيلة في نقل الحقيقة كاملة لتغيير وجهه نظر العالم بالنسبة لقضايانا العادلة