بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين "المتقاعسون" لفت نظري في الآونة ألأخيرة ظاهرة تبعث على الأسى والشك في تقاعس الكثير من الإخوة في أداء واجبهم عبر وسائل الإعلام والتحدث عن قضاياهم. وها هو الإعلام بمختلف أشكاله يفرض علينا الاهتمام بهذه الأحداث الحاسمة التي نعيشها ونحن لا نكترث بها ومما يبكي له القلب إن كان للقلب دموع هو حال هذه الحركة لماذا أصابها ما أصاب الجماعات الأخرى من هذا المرض الخبيث. فكم مرة تتناول القنوات الفضائية المشهورة مواضيع هامة عن "تونس" ويتوقع مديرو هذا البرنامج تدخلات من قبل المشاهدين وخاصة منهم المنتمين إلى حركة النهضة لإثراء الحلقة وإذا بهذه البرامج تكاد تكون فاشلة فنرى المتدخلين في الاتجاه المعاكس أكثر من الذين اكتووا بنار هذا النظام أو المتطفلين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المواضيع التي تطرح على مسامعنا . ففي الآونة الأخيرة مثلا كثر الحديث عن النظام التونسي واستبداده واضدهاده النّاس وحقوقهم في شتى الميادين "كالتضييق على الصحفيين وكبت الحريات, واعتقال المناضلين والزج بهم في السجون مما ازعج المنظمات الدولية وحقوق الإنسان التي دعيت إلى التدخل لوضع حد لتجاوزات هذا النظام"... قلت البرامج كثيرة ومتنوعة في هذا الشأن ولكن المهتمين بها قليلون, هم كثيرون في الواقع ولكنّهم كأنّما كانوا مكرهين على التقاعس وعاجزين عن الفعل... فالواحد منهم يكفي دائما بالاستماع دون أن يحرّك ساكنا ودون تدخّل بالتعليق أو الإثراء مع الحاجة الماسّة والضرورة المطلقة!... وكم مرة تقترح علينا الفضائيات أشياء جديدة وتقدم لنا مشاريع ناجحة ولكننا نترك الفرصة تمر دون أن نستثمرها بنجاعة . فحركتنا والأحزاب الأخرى التي تتحدث وتزعم ولكنها لا تنته إلى مستوى الفعل قد اكتفوا بالاستماع في مواطن الكلام فأكثروا الجدال والأحكام المسبقة وإساءة الظن في مواطن الإمساك. ولذلك أقول من الصعب أن نغير هذا النظام . كنا نبحث عن السبل...! ها هي السبل قد فتحت علينا أبوابها على مصرعيها...! ولذلك المطلوب منا أن نرغم أنفسنا على المشاركة في هذه المواضيع ونوضح لمجتمعنا وإلى المجتمع الدولي رأينا بكل بساطة حتى لا نترك الخصم ينفرد برأيه... فلا تكن لنا أسباب تمنعنا من الحركة والفعل كالخوف والكسل!.. ولذلك فنحن بحاجة إلى قوة تدفعنا للفعل. كذلك يجب علينا إجراء بعض الحسابات ومحاسبة أنفسنا وأن نتجنب التعصب لأنّ صعود السلم لا يتم دون تخطّي أدراجه. والسؤال الذي يجب أن يطرحه كل واحد منا على نفسه: هل أنا رجل فعل؟ أو أنني ألتمس لنفسي ألأعذار حتى أتقاعس, وما هي أعذاري في ذلك؟ هل هي الكفاءة؟ أم الخوف؟ أم الوقت؟ ولذلك لا أبحث عن الأعذار, بل يجب أن أفعل ما يجب أن أفعله, يجب أن أحس إنني في مهمة. إننا في حاجة معشر الإخوة إلى توحيد الكلمة, إلى التعاون ونبذ الخلافات بيننا ومد اليد إلى بعضنا البعض. وفقنا الله لما فيه رضاه, هو أهل التقوى وأهل المغفرة, وهو ولينا ومولانا في الدنيا والآخرة وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله في البداية والنهاية. نقلا عن مشاركة بالمنتدى الكتابي للحوار نت http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?t=17881