قالت صحيفة "يسرائيل ناو" العبرية في تقرير نشرته أمس، بعنوان: "مصر تعيش حالة من الذعر"، إن معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة الذي أمر الرئيس حسني مبارك بفتحه في أعقاب الهجوم الدامي على أسطول "الحرية" في 31 مايو الماضي بات يمثل مشكلة بالنسبة لمصر، وأنها تعيش حالة من الذعر بسبب ذلك، على حد زعمه.. وذكرت أن "حماس" حليفة جماعة "الإخوان المسلمين" التي وصفتها بالعدو اللدود لنظام الحكم في مصر حظيت بدعم شديد في الساحة الدولية، وأشارت إلى أنه في أعقاب مقتل 1500 فلسطيني بالقطاع في عملية "الرصاص المصهور" التي شنتها إسرائيل في يناير من العام الماضي سمحت مصر بفتح المعبر الحدودي لفترة قصيرة، وبعد الهجوم الإسرائيلي على سفينة المساعدات التركية "مرمرة" وقتل وإصابة عدد من ركابها قامت بفتحه لكن هذه المرة بشكل تام ودائم. واعتبرت الصحيفة أن المشكلة تكمن في أن الجدار الفولاذي الذي تشيده مصر في باطن الأرض في منطقة الحدود لمنع عمليات التهريب عبر غزة غير فعال الآن، خاصة مع فتح المعبر وتسهيل الحركة والمرور منه، موضحة أن مصر تعيش الآن حالة من الذعر بسبب بقاء المعبر مفتوحا. وأشارت إلى أنه لا أحد يعلم الآن ما الذي سيحدث حينما يترك الرئيس المصري السلطة، مؤكدا أن الشعب المصري يريد رؤية حاكم جديد يشبه رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي والبطل الشعبي الجديد بالعالم العربي الذي نجح في الوقوف ضد إسرائيل والحصول على دعم وإعجاب الشعوب العربية مما جعلهم يرغبون في ظهور أردوغان من شعبهم ومن جنسهم. من جانب آخر، اتهمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتراجع أمام مصر، في أعقاب تصريحاته بشأن اقتراح وزير المواصلات الإسرائيلي إسرائيل كاتس حول ربط قطاع غزة مع مصر والذي قال إنه يعبر عن رأيه الشخصي ولا يمثل وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية. وكان نتنياهو نفى ما نقلته صحيفة "معاريف" حول إصداره تعليمات لوزير النقل إسرائيل كاتس بإعداد خطة لوقف إمداد غزة بالكهرباء والماء ونقل مسئولية ذلك للجانب المصري، يحث يتم نقل البضائع بحرا عبر ميناء بورسعيد وجوا من مطار القاهرة، إذ اعتبر أن تلك التصريحات تعبر عن الرأي الشخصي للوزير ولا تمثل وجهة نظر حكومته، وأنها لم تتخذ قرارًا بهذا الشأن مطلقا. ووصفت "يديعوت" في تعليق لها تصريحات نتنياهو بأنها تحمل تراجعًا أمام القاهرة، ومحاولة لتهدئة المصريين في ظل تصريحات الخارجية المصرية التي عبرت فيها عن رفضها نقل مسئولية القطاع للقاهرة. ورفضت مصر بشكل قاطع تصريحات الوزير الإسرائيلي وأكدت أنها تكشف النوايا السلبية لإسرائيل في هذا الموضوع، واتهمت إسرائيل بمحاولة التنصل من مسئولياتها في قطاع غزة وإلقائها على مصر، وشددت على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبالتالي "الدولة الفلسطينية القادمة". في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل فجر أمس مسلحا قامت بالتسلل من سيناء قرب مدينة إيلات الجنوبية الإسرائيلية، وفقا لما نقلته الإذاعة العبرية، موضحة أن المسلح ضمن مجموعة من عشرة رجال، اثنان منهم مسلحان، تم رصدهم بعد تسللهم إلى الأراضي الإسرائيلية، وأعلن بيان للجيش الإسرائيلي أن الجنود فتحوا النار على تلك المجموعة مما أدلى إلى مقتل احدهم فيما تمكن التسعة الآخرون من الفرار إلى مصر، على حد قوله. وذكرت الإذاعة في تقريرها أنه فور وقوع الحادث شرعت السلطات الإسرائيلية في إجراء تحقيقات حول الحادث لمعرفة هوية المتسللين، وعما إذاك كانوا مهربين أم مهاجرين يبحثون عن فرصة عمل داخل إسرائيل. ونقلت الإذاعة عن مصادر عسكرية بإسرائيل القول إن المجموعة المتسللة قام بإلقاء حقائب كانت بحوزتها بعد إطلاق النيران عليها ويجرى فحص محتواها الآن موضحين أن هناك تعاونا وتنسيقا بين الجانبين المصري والإسرائيلي حول الحادث والتحقيق في ملابساته.