زيارة الدكتور عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية إلى قطاع غزة 3/1
"فذبحوها وما كادوا يفعلون" لئن كنت تابعت الإعلام الحر خاصة، كما تابعه الكثير من المراقبين للشأن العام العربي الإسلامي والدولي والمتابعين له، وربما بأقل اهتمام وأقل اكتراث لما كنت بالغا من اليقين من أن كل الذي يحدث من حراك سياسي وإعلامي وشعبي حيال المجزرة التي اقترفتها العصابات الصهيونية في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط في حق المتوجهين من أحرار العالم المدنيين العزل بأسطول الحرية الذي كانت تقوده السفينة التركية مرمرا لكسر الحصار عن قطاع غزة، بما له من قيمة ولا شك، ولكنه سرعان ما يتجه للخبو عبر الزمن وبمرور الوقت، لما ما زالت عليه أكثر القوى الرسمية العربية والإقليمية والدولية من قرب لدولة الكيان الصهيوني ومن دعم واحتضان لها، ويفقد قوة تأثيره دون أن يكون لذلك تأثيره السلبي على عصابات اليهود الصهاينة المحتلة للوقف العربي الإسلامي فلسطين. ولم أر جديدا خاصة في زيارة عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية البائسة، لأني أعلم أنها خطوة من قبيل ذر الرماد في العيون وليس لها من معنى سياسي. وما كانت هذه الزيارة لتكون لولا أن ذلك كان مقابل الموقف الرسمي التركي. ولو أن العرب أصبحوا يخشون بعد الذي حصل أن تلحق تركيا رجب طيب أردغان رئيس وزراء تركيا حزب العدالة والتنمية ذي الخلفية الإسلامية بعد الموقف المشرف جدا في مؤتمر دافوس الإقتصادي العالمي، الذي مثل العرب فيه الدكتور عمرو موسى، وبعد تصدر المشهد الإغاثي في أسطول الحرية لكسر الحصار على قطاع غزة، وكان الأتراك أكثر من دفع الثمن ومن قدم أكثر من الشهداء، أن يكتفي العرب كل العرب بالفرجة والتواطىء والخذلان، حتى يقوم السيد طيب رجب أردوغان نفسه بالخطوة التي هدد بها، وهو الذي لا يستبعد أحد أن يقوم بذلك، لما أصبح الكل يعلم ما بالرجل من رجولة وشهامة وتحدي راشد ناضج غير متهور، ويقوم بنفسه بقيادة أسطول آخر لكسر الحصار، الذي يعلم الكل أن الكثير من نسخ النظام الرسمي العربي هي الطرف الأهم فيه، والمتمثلة في قيادة أسطول آخر بنفسه لكسر هذا الحصار الظالم.. وبعدما تصفحت في موقع شبكة الحوار نت الإعلامية نقلا عن الجزيرة نت ما سجله فريق الجزيرة الإعلامي من مشاهدات في الكواليس قبل وبعد زيارة عمرو موسى إلى قطاع غزة، والتي ذكرتني بقصة بقرة بني إسرائيل التي أوحى بها الله سبحانه وتعالى من بين ما أوحى به للنبي صلى الله عليه وسلم من وحي وقد جاء ذلك في قوله تعالى من سورة البقرة:" وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزؤا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع ربك يبن لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون * وإذ قتلتم نفسا فالدارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون*. وأصل الحكاية ما جاء في رواية ابن أبي حاتم عن عبيدة السلماني قال : " كان رجل من بني إسرائيل عقيما لا يولد له وكان له مال كثير وكان ابن أخيه وارثه فقتلة ثم احتمله ليلا فوضعه على باب رجل منهم ثم أصبح يدعيه عليهم حتى تسلحوا وركب بعضهم على بعض فقال ذوو الرأي منهم والنهى : علام يقتل بعضنا بعضا وهذا رسول الله فيكم ؟ فأتوا موسى عليه السلام فذكروا ذلك له فقال : " إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة "قال : ولو لم يعترضوا لأجزأت عنهم أدنى بقرة ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم حتى انتهوا إلى البقرة التي أمروا بذبحها فوجدوها عند رجل ليس له بقرة غيرها فقال: والله لا أنقصها من ملء جلدها ذهبا فاشتروها بملء جلدها ذهبا فذبحوها فضربوه ببعضها فقام حيا فقالوا : " من قتلك ؟ قال : هذا وأشار إلى ابن أخيه ثم مال ميتا فلم يورث قاتل بعده" وفي رواية " فأخذوا الغلام فقتلوه " هكذا ذبح بنوا إسرئيل البقرة على عهد موسى عليه السلام، وما كادوا يفعلوا ما فعلوا لولا أنه لم يبق أمامهم ما يقولوه وما يشترطوه وما يطلبوه ولولا أنه لم يبق أمامهم إلا ذبحها ولولا ما انتهى إليه ثمنها من غلاء وخوفا من فضيحة القتل ونكران ذلك على بعضهم وعلى أنفسهم بعد أن اقتتلوا من أجل ذلك. علي شرطاني
مصدر الخبر : بريد الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=7623&t="فذبحوها وما كادوا يفعلون" ح 1&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"