أخي منصف السلام عليكم ورحمة الله و بركاته : بداية اخي منصف ارجو ان لا نتعدى حدود الله في جدالنا ، حتى يكون مثمرا و بناء ، والله تعالى يقول : (قل لعبادي يقولوا التي هي احسن إن الشيطان ينزغ بينهم ). و أن يكون الهدف النهائي ، هو الحقيقة و لا شيء غيرها ، لأننا جزء من هذه الامة التي تتلمس طريقها للنهوض من كبوتها الطويلة ، و ما لم تكن جهودنا خالصة ، مخلصة لتراكم الحلول النظرية والعملية ، فسنظل نصارع طواحين الهواء. لم يقل أحد من داخل أو خارج حركة النهضة انها لم تخطيء ، ولكن أن نجعلها مسؤولة عن كل ما جرى لتونس هو الاجحاف بعينه.و من شروط القضاء ان يكون نزيها:( يا داوود إنا جعلناك خليفة في الارض ، فاحكم بين الناس بالحق). ولذلك عندما تسرع و قال:(لقد ظلمك ...) ، عاقبه الله تعالى لانه لم يسمع الطرف الثاني في القضية ..والشاهد هنا ، انك أخي منصف ، انك لا تريد ان تسمع ماذا تقول حركة النهضة أصلا، ولذلك مهما فعلت لن يروق لك . عليك ان تنظر إلى الجانب الاخر من المنصة ، جانب السلطة ، لمَ لم تتفاعل قط مع أي مبادرة من أيّ نوع ..بداية منذ انسحاب الاستاذ عبد الفتاح ، و محاولته الالتفاف على المنعرج الاستئصالي للسلطة ، كما قال حتى بإنشاء فرقة مزاودية ، فهل رخصت له السلطة بإنشاء هذه الفرقة؟ ألم تسأل نفسك ،لِمَ لم تقم حركة موازية يقودها (المتعقلون) الذين انشقوا على الحركة الام ، و يشقوا طريقهم، بعد نبذهم لعنف النهضة و جبروتها ؟ثم دعك من الإسلاميين أصلا ، اين الذين تخندقوا في صف النظام بداية التسعينات خوفا و طمعا أو قصر نظر ؟ ألم تمض سنوات قصار حتى وجدوا انفسهم وراء الشمس ؟ لقد وقفت تجلد نفسك أخي ،و برأت الذي استولى على أحلامك فحولها يبابا تذروه الرياح ، وجعلت من نفسك مسؤولا عن الدمار الذي حل ببلدك ، والتي يصنفها أحلاف النظام على أنها من اسوأ الدول في مجال حقوق الانسان. دعك من التباكي عن الضحايا ، فالعبد الفقير من ضمن هؤلاء ، وعائلتي بين مفصول من عمله ، و سجين و مهجر كما أني لم أنعم بعد بما تراه جنة المهجر، ولكن أرى الامور بشكل مختلف ، وكذلك كل من أعرفه في الداخل و اتواصل معه ليسوا سعداء بمن يحول بوصلة الاتهام ، وجعل تضحياتهم الجمة ، عبارة عن غلطة ،كانوا فيها قطيعا يساق بدون وعي إلى المذبحة... إن طبيعة النظام أخي منصف ، وهذا لا يخفى عليك و انت المثقف ، طبيعة آحادية منغلقة ، ليس لها اصلا مشروع وطني ، ولا حتى مشروع دولة ،، إنها جزء من المافيا العابرة للقارات ، تنهب لتبقى ، ولذلك كل من انقلب على نفسه ، و رفع الرايات البيضاء ، لم يلق منها غير الازدراء وبقيت يده ممدودة في الهواء... و لذلك أقول لك ، لو خرجت من جلدك ما صدقوك و ما احبوك ،فضلا ان يعطوك حانوتا تعرض فيه بضاعتك. والسلام . اخوك المحب: علي محمد مكشر