انتقد القضاء الإسباني شرطة بلاده لترحيلها امرأة مغربية كانت تقيم في وضع غير قانوني تعرضت للتحرش الجنسي من طرف شرطي وتوجد قضيتها رهن التحقيق، في حين وصل قارب للهجرة على متنه أكثر من خمسين شخصا إلى السواحل الإسبانية. والمغربية هي نورا.ب التي كانت منذ أكثر من شهر رهن الحجز في مركز شرطة بإقليم فالنسيا (شرق) خاص بالمهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني في اسبانيا، وتقدمت بشكوى للقضاء لتعرضها لتحرش جنسي من ضابط شرطة قالت انه ساومها بين تسهيل الافراج عنها مقابل ممارسة الجنس معه. وبدأ القضاء تحقيقا في الشكوى، لكن المفاجأة كانت إقدام وزارة الداخلية على ترحيل نورا يوم الثلاثاء بشكل سري، حيث نقلتها إلى مدريد ثم بالطائرة نحو الدارالبيضاء وسلمتها للسلطات المغربية. واعتبر القضاء الإسباني الترحيل الفوري بمثابة مناورة غير مقبولة وإجراء يعرقل التحقيق بشأن التحرش الجنسي الذي تعرضت له المغربية من مسؤول أمني. وطالب قاضي التحقيق والنيابة العامة بعودة نورا مؤقتا لإسبانيا للاستماع إليها في التحقيق. ومن المنتظر أن يصدر القضاء قرارا بمنح نورا.ب تأشيرة خاصة للعودة إلى اسبانيا للإدلاء بأقوالها في جلسة المحاكمة التي لم يحدد تاريخها بعد. وقالت مصادر في جمعيات غير حكومية وحقوق المرأة ل'القدس العربي' ان 'المطلوب من القانون الإسباني الآن أن يعتبر هذا التحرش الجنسي بمثابة اعتداء يصل إلى درجة الاغتصاب لأنه صادر عن ضابط أمن كانت من مهامه حماية نورا.ب بدل التحرش بها، وعليه، فالأمر يتطلب التسوية للوضعية القانونية لهذه المهاجرة بدل طردها'. وسيشهد مركز ثابدوريس في إقليم فالنسيا يوم 27 الجاري تظاهرة ينظمها ناشطون حقوقيون سينددون بطرد نورا.ب والتشديد على إغلاق هذه المراكز لما تشهده من خروقات لحقوق الإنسان، حسب قولهم. يذكر أن جمعيات وطنية اسبانية ودولية مثل منظمة العفو الدولية نددت في عدد من المناسبات بالخروقات التي تشهدها هذه المراكز التي هي أشبه بالسجون. ومن مهام هذه المراكز احتجاز المهاجرين السريين في انتظار ترحيلهم نحو أوطانهم. وعلاقة بالهجرة، فقد أعلنت السلطات الإسبانية إنقاذ قارب على متنه 52 مهاجرا سريا من جنسيات افريقية بالقرب من شواطئ طريفة في مضيق جبل طارق. وكان مهاجرون على متن القارب قد اتصلوا بالإسعاف صباح أمس الخميس يطلبون النجدة بعدما بدأت التيارات تتلاعب بالقارب في المضيق، واستطاعت طائرة رصد القارب وتوجيه سفن الإنقاذ نحو المنطقة البحرية التي يوجد فيها. وأكدت السلطات أن القارب كان يحمل 21 رجلا و22 امرأة وتسعة أطفال صغار. ويعتبر وصول القارب الجديد وعلى متنه 52 مهاجرا بالمعطى الجديد، بحكم أن مضيق جبل طارق لم يعد يشهد منذ سنتين قوارب الهجرة التي تختار جنوب شرق اسبانيا وفي الوقت نفسه، مؤشرا على احتمال العودة القوية لظاهرة قوارب الموت.