غاب التكييف عن قطار يوم أول أمس الخميس رغم تسجيل درجات حرارة وصلت الأربعين،في المقابل انطلقت قاطراته الخمس باتجاه العاصمة، في موعدها بمسافرين لم يتجاوز عددهم المقاعد، أملين طيلة رحلتهم أن تنقلب هذه المعادلة فيتأخر وصول القطار ويتم تشغيل التكييف...
مرت الساعات الثلاث الأولى و بلغت معها الرحلة محطة صفاقس ، ارتفع عدد المسافرين وتجاوز طاقة الاستيعاب وبلغ الحد الأقصى..وزادت درجات الحرارة حدة باقتراب منتصف النهار، وأصبح الهواء أثقل داخل العربة...علت صرخات الأطفال مستغيثة معلنة عن سوء التحكم في التبريد، تأفف كبار السن وطالب مسافرو الدرجة الأولى باعادة النظر في مستوى التكييف. في عربات الدرجة الثانية ازداد الوضع حدة فعدد الركاب كان مضاعفا، ورغم ذلك اكتفى الأغلبية بمحاولات لتحريك الهواء بالاستعانة بمراوح ورقية...
بقي الوضع على حاله حتى قدوم مراقب التذاكر، الممثل الوحيد للشركة الوطنية للسكك الحديدية، وتكررت مع قدومه مطالب الترفيع في درجات التكييف...فتساءل البعض دون توتر عن سبب هذا التغير في الحرارة، في حين ندد واستنكر وصرخ البعض الآخر مطالبين بحقهم في رحلة تليق بإنسانيتهم. من جهته حاول المراقب أن يحافظ على هدوئه، فاكتفى في إجابته للساخطين بتحديد علاقته بهم، والتي لا تتجاوز قطع التذكرة أو التأشير عليها ودعاهم إلى تبليغ أصواتهم للإدارة عند وصولهم لمحطاتهم النهائية، أما البقية فبشرهم بالترفيع في درجات التبريد بعد حين...وأما كم سيدوم «الحين»؟ فليس من مشمولاته...
أين الإسعاف؟ رحلة القطار ليوم أول أمس الخميس التي انطلقت من مدينة توزر باتجاه العاصمة، كانت دون منازع الرحلة المثال في التوقيت، فلم تتأخر عن مواعيد وصولها للمحطات...كما سجلت بقاءها في ذاكرة جميع المسافرين... سفرة دون تبريد في يوم صيفي بأربعين درجة دامت تسع ساعات ونصفا من أطول الرحلات التي تؤمنها الشركة الوطنية للسكك الحديدية، سجلت حالة إغماء على مستوى الطريق الرابطة بين مدينتي صفاقس وسوسة، غاب عنها حضور الإسعافات الأولية. وأفادت شركة النقل أن القطارات مجهزة بلوازم الإسعافات الأولية كما أن مراقبي التذاكر مؤهلون للقيام بمهمة المسعف، وفي حالة الإغماءات تربط شركة النقل اتفاقيات تعاون مع جميع المستشفيات والمستوصفات في كامل تراب الجمهورية. علما أن وزير النقل أشار- خلال اللقاء السنوي بكوادر الشركة الوطنية للسكك الحديدية التي انعقدت أول أمس- إلى بلاغ من مواطن أوضح فيه غياب التبريد في الرحلة بين مدينة قابس والعاصمة وعبر عن سعي الشركة الى تحسين نوعية الخدمات لضمان وفاء المسافر التونسي والترفيع من جودة خدمات الشركة الى المستويات العالمية،ومع ذلك فقد تواصل تردي خدمات التبريد في القطارات مع ادخال تعديل على خط الرحلة فحسب.
