يبدوا أن المحكمة ترى بأعين مختلفة, ترى الأشياء بأعين الإدارات الأمريكية المتعاقبة تعادي الضعفاء في العالم. أين المحكمة من نيوزاكي وهيروشيما؟ أين هي من العراق؟ أين هي من أفغانستان ؟ أين هي من الدكتاتوريات العربية ؟ لماذا لا تحاكم بلير وبوش وأزنار وووو.. أين هي من إسرائيل ؟ لماذا لا تحاكم شارون و بيريس وبراك و أولمرة ولفني ونتنياهو و جنرالات إسرائيل من ثمانية وأربعين إلى اليوم ؟ إذا حلم أوكامبو مجرد الحلم بمحاكم الاسرائيلبين سوف يقتلعوا لسانه ويسلطوا عليه سيف معاداة السامية ويصبح مذموما مدحورا أين ما حل محاكمة البشير أمر هين على أوكامبو, فهذا رئيس دولة فقيرة يراد تقسيمها منذ زمن بعيد والذي زاد الطين بله تحدٌيه لأمريكا وإعطائه للشركات الصينية التنقيب على النفط فتلك هي جريمته الكبرى, لا الإبادات الجماعية التي يدعونها فتلك كذبة لا تنطلي على أحد. فالإبادة الجماعية ليست موجودة في القاموس السوداني و لا حتى العربي أما الأمريكان فهذا صنيعهم منذ القدم فالهنود الحمر أكبر شاهد عليهم. حربهم على اليابان والعراق وأفغانستان واليمن والصومال و وقوفهم مع الصهاينة منذ قيام دولتهم المزعومة, دعمهم المتواصل للدكتاتوريات الموالية لهم في العالم. } سؤل الرئيس أوباما وهو في الطائرة لالقاء خطابه في القاهرة, ماذا ستقول إذا سألت عن حكم مبارك؟ أجاب وما دخل مبارك ,مبارك حليف طيب لأمريكا ونحن ندعم حلفائنا , أما لما سألته الصحفية الصهيونية المشهورة عن موقفه من إسرائيل قال إنا نتفهم ما تعانونه وشبها العرب بالأمريكان البيض و الصهاينة بالأفارقة الامريكيين ~ أما أوكامبو فهذا رجل أرجنتيني الجنسية عاش هو و شعبه تحت أكبر دكتاتوريات في العالم ضاقوا الويلات من حكامهم ولم يتحرروا إلا في أواخر الثمانيات من القرن الماضي فأبشع الدكتاتوريات كانت في أمريكا اللاتينية.. } في السبعينات في ملعب يسمى أندر بلاتا جوعوا الكلاب وأطلقوهم على عدد من السجناء المعارضين فأكلوهم أحياء ~ في هذا الجوى تربى أوكامبو و تثقف فهو يرى الإبادة الجماعية بمفهومه. هل يستطيع أن يفهم الخلاف القائم في دارفور على أنه بين الرعاة والمزارعين؟ هل يستطيع أن يحل اللغز ويتعرف على الأيادي الخفية أم أن هذا ليس من صلاحياته؟ إذا أرادت المحكمة الدولية أن تكون لها مصدقة فالتأتي بالصهاينة و من يدعمهم, أليس ما فعلوه في جنين وغزه كاف, تجريف قرية بأكملها ومحوها من الوجود في النقب أليس بجريمة.. فما هي الجريمة إذا أليس هؤلاء بشر ؟؟ ما مفهوم البشر عندكم, أم أن البشر هم من يرضى عنهم الغرب.. أليس من يموت في العراق وأفغانستان من عراقيين وأفغان وأمريكان وانكليز هم بشر؟؟ ما لكم كيف تحكمون أي مصلحة لهم في قتل جنودهم وجنود غيرهم؟؟ إن ما تنفقه أمريكا في حربها في العراق وأفغانستان كاف لحل مشكلات العالم من مرض وجهل وفقر(في نيويورك وواشنطن هناك من يعاني من الفقر والاحتياج) من يصدق أن أفغانستان تمثل خطرا على الغرب لو قلت هذا لمجنون لضحك. إنها المصالح والجشع والطمع ليس إلا.. أيعقل أن يقتل الإنسان أخوه الإنسان في القرن الواحد والعشرين عصر الإعلامية عصر أصبح فيه العالم قرية فتحي حاج بلقاسم